تُعتبر الحلاوة الطحينية واحدة من الأكلات الأساسية التي تتواجد على موائد الإفطار في مُعظم دول الشرق الأوسط، لا سيما سوريا وتركيا، وتعتبر بمثابة وجبة صباحية محببة تمد الناس بالطاقة، خصوصاً خلال فصل الشتاء، ولذلك سنقدم إليكم في هذا التقرير طريقة عمل الحلاوة الطحينية في البيت مع لمحة عن تاريخها وأبرز الفوائد التي تقدمها.
طريقة عمل الحلاوة الطحينية في البيت
مدة التحضير: 15 دقيقة
مدة الانتظار: 3 ساعات
الكمية: 1 كيلوغرام تقريباً
مكونات الحلاوة الطحينية
الكمية | النوع |
4 أكواب | سكر بودرة |
2 كوب | الطحينة السائلة في درجة حرارة الغرفة |
2 كوب من | حليب بودرة |
2 ملعقة صغيرة | فانيليا |
حسب الرغبة | فستق مبشور |
طريقة تحضير الحلاوة الطحينية
الخطوة الأولى: في وعاء عميق، نضع كلاً من السكر وحليب البودرة، ونقوم بتحريكهما جيداً، ومن ثم نضيف إليهما الفانيليا، ونواصل التحريك.
الخطوة الثانية: بطريقة بطيئة، نقوم بسكب الطحينة السائلة فوق الخليط، ونقوم بعجنها بكلتا يدينا حتى نحصل على قوام متماسك وأملس.
الخطوة الثالثة: نحضر عبوة بلاستيكية نظيفة، ونضع داخلها خليط الحلاوة، ومن ثم نقوم برش الفستق المبشور فوقها.
الخطوة الرابعة: نضع فوقها ورق الزبدة قبل أن نضع غطاء العبوة ونحكم إغلاقها.
الخطوة الخامسة: نضعها في البراد لمدة تتراوح ما بين 3 إلى 4 ساعات على الأقل، حتى تتماسك الحلاوة وتصبح جاهزة للأكل.
ملاحظة: يمكنكم أيضاً وضع الفستق المبشور أثناء خلط العجين، لتحصلوا على حلاوة طحينية مليئة بالفستق.
عربيّة أم تركيّة؟ تاريخ الحلاوة الطحينية
تُعرف الحلاوة الطحينية في مُختلف دول العالم، ففي بلاد الشام ومصر تسمى "حلاوة طحينية"، وفي دول المغرب تسمى "حلاوة شامية"، وفي السودان "الطحنية"، أما في دول الخليج، فيطلق عليها "الرهش".
وبما أنّ الحلاوة الطحينية تتواجد في مُعظم دول الشرق الأوسط والبلقان وحتى الهند، فإنّ معظم هذه الدول تنسب تاريخ هذه الحلوى إلى ثقافتها وتدعي أنها صاحبة الفضل في اختراعها.
ولكن وفقاً لما ذكره كتاب "الطبيخ" الذي ألفه محمد بن حسن البغدادي في القرن الثالث عشر، فإنّ الحلاوة الطحينية أصلها عربي خالص، وهناك منها 8 أنواع مختلفة، منها ما هو مصنوع بالفستق ومنها ما هو مصنوع بالسمسم، كما أنّ اسمها أيضاً هو اسم عربي مشتق من كلمة "حلو".
في حين يشير مؤرخو الطعام الآخرون إلى أنّ تاريخ صنع الحلاوة الطحينية يعود إلى ما قبل 3000 عام قبل الميلاد، وفقاً لما ذكره موقع Greek Products اليوناني.
أما وفقاً لبعض الروايات الأخرى، فإنّ طريقة تحضير الحلاوة الطحينية لها جذور عثمانية أيضاً، إذ تقول الباحثة في ثقافة الطهي والطعام التركي نيفين هاليجي في "كتاب الطبخ التركي" إن الحلاوة الطحينية- أو الهيلفا كما تسمى في تركيا- هي أقدم حلوى في المطبخ التركي.
وتضيف أنّ سليمان القانوني أطول سلاطين الإمبراطورية العثمانية، يعتبر من أشهر محبي الحلويات، حتى إنه قام ببناء مطبخ خاص يسمى "هيلفا هاني" أو "بيت الحلاوة الطحينية" بجوار قصره.
ولا تزال هيلفا اليوم حلوى تحظى بشعبية كبيرة في تركيا، وتستخدم في المناسبات الخاصة، ولكن بشكل خاص للاحتفال بالمواليد والوفيات.
وعلى الرغم من وجود جدل حول أصولها، تدعي نيفين هاليجي أن الحلاوة انتقلت جنوباً وشرقاً من تركيا إلى سوريا ولبنان ودول الخليج وأفغانستان وأخيراً الهند.
أما في دول الخليج، فيمكن صنع "الحلاوة" من دقيق الذرة والزبدة والسكر والمكسرات والهيل والزعفران ويتم تقديمها في أوعية صغيرة مثل حلوى البودينج.
وهي من الحلويات الأكثر استهلاكاً على نطاق واسع، وعادةً ما تُشرب مع القهوة وتُقدم للزوار.
في إيران، تُترجم الحلاوة الطحينية أحياناً على أنها كعكة الزعفران وتُصنع في الغالب عن طريق تحمير الدقيق على نار متوسطة في قدر صغيرة، وغالباً ما يستخدمون مقياس حرارة الحلوى ويتحققون من المزيج بملعقة خشبية إذا وصل إلى مرحلة النعومة المطلوبة، ومن ثم يوزع الخليط في وعاء ضحل (أو صينية) ويزين بالفستق، ومن الغريب أنه يتم تقديمه أحياناً في إيران كطبق رئيسي.
كما يصنع الإيرانيون أيضاً شكلاً سائلاً من الحلاوة الطحينية بنفس المكونات ولكن بثلاثة أضعاف كمية الماء التي يتم تقديمها ساخنة.
ولكن من بين جميع بلدان الشرق، تتمتع الهند بالوصفات الأكثر غرابة على الإطلاق.
في شمال الهند، وكذلك في ماهاراشترا وتاميل نادو وكارناتاكا، النوع الأكثر شيوعاً من الحلاوة الطحينية -حلوى سوجي الهندية- والتي تتم إضافة الماء والدهون والسكر والماء إليها.
في حين وصلت الحلاوة الطحينية لأول مرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1907 عندما كان المهاجر الأوكراني ناثان رادوتسكي يصنعها في الجانب الشرقي السفلي من مانهاتن.
ومن الغريب أن وصفة ناثان التي تستخدم الطحينة كمكون رئيسي فضلت أسلوب الحلاوة الطحينية الموجود في تركيا على تركيبة بذور دوار الشمس من تراثها الأوكراني.
فوائد الحلاوة الطحينية
تحتوي الحلاوة الطحينية على الكثير من الزيوت المفيدة، كما أن بذور السمسم مفيدة للأمراض المزمنة وسرطان القولون والقلب وأمراض الأوعية الدموية، بسبب احتوائها على الحديد والكالسيوم، كما أنها تزيد من الاستجابة المناعية في الجسم.
في حين يُعتقد أنّه من المفيد جداً تناول الحلاوة الطحينية لمواجهة أمراض مثل الصدفية والأكزيما.
مدفِّئة في الشتاء ومليئة بالطاقة: هناك العديد من الأسباب التي تجعل الأطباء يصفون تناول الحلاوة الطحينية خلال أشهر الشتاء، أهمها أنها تحتوي على مجموعة فيتامينات E، وC، وB، وB1، والكالسيوم والفوسفور والمغنيسيوم والزنك والسيلينيوم ومضادات الأكسدة، إضافة إلى أنّ الحلاوة الطحينية توفر الطاقة للجسم، فتحافظ على حرارة الجسم دافئاً، وهو السبب الذي يجعلها مناسبة جداً لفصل الشتاء، لا سيما أولئك الذين يعملون جسدياً في الخارج.
مُفيدة للأطفال في سن المدرسة: ولا تنتهي فوائد الحلاوة الطحينية كغذاء أساسي هنا وحسب، بل إنها مُستحسنة جداً لأطفال المدارس، إذ تساعدهم على النمو، وتمدهم بالطاقة والقوة، وتزيد من مقاومة أجسامهم.
مُفيدة للصداع: تقع الحلاوة الطحينية ضمن أفضل 10 من الأطعمة كمصدر للمغنيسيوم، إذ يشير موقع Foodstruct إلى أنّ مكملات المغنيسيوم قد تساعد في الوقاية من الصداع النصفي وعلاجه.
فوائد الحلاوة الطحينية للبشرة: وفقاً لما ذكره موقع Food and Recipes فإن زيت السمسم الموجود في الحلاوة الطحينية يحمي البشرة بفضل الأحماض الدهنية، كما يستخدم لأغراض التجميل للحفاظ على الجمال والشباب، فيما تساعد الحلاوة الطحينية من السمسم في الحفاظ على الشباب ومرونة الجلد.