فوائد زيت الزيتون كثيرة ومتنوعة، فهو من المصادر الأساسية للطاقة، وغني بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، ومضادات الأكسدة. وعند دمجه في نظامٍ غذائي متوازن، سنحصل على فوائد لا تُحصى، مثل: تعزيز صحة الأمعاء، والوقاية من أمراض القلب.
يتم استخلاص زيت الزيتون من ثمرة الزيتون، عن طريق عصر الزيتون الكامل. ويختلف تكوين زيت الزيتون باختلاف أصناف الزيتون الذي يتم استخلاصه منه، ووقت الحصاد، وارتفاع شجرة الزيتون، وعملية الاستخراج.
من هنا، فإن أنواع زيت الزيتون كثيرة ويختلف مذاقها، مثل: زيت الزيتون البكر الممتاز، وزيت الزيتون البكر، وزيت الزيتون المكرر، وزيت ثفل الزيتون، وزيت الزيتون غير المصفى.
تتعدد فوائد زيت الزيتون للجسم، والبشرة، والشعر. لذلك ليس غريباً أن يكون عنصراً أساسياً في حياة شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط، لا سيما أنه يتميز بقيمة غذائية وعلاجية ودوائية عالية، ومن هنا نال لقب "الذهب الأخضر".
المنتج النهائي من زيت الزيتون يحتوي على مجموعة من المركبات المفيدة، مثل: الأحماض الدهنية، والبوليفينول، وفيتامين E، وجميعها تساهم في تعزيز الصحة العامة.
فقد ثبت أن الأنظمة الغذائية المتوازنة، التي تحتوي على زيت الزيتون، من شأنها أن تدعم الصحة بطرق مختلفة. وحددت دراسات مختلفة أن المركبات الخاصة في زيت الزيتون لها آثار وقائية مفيدة للجسم.
وفيما يلي 8 من فوائد زيت الزيتون:
1- يحتوي على مركبات مضادة للالتهابات
يحتوي زيت الزيتون على مركبات مختلفة تساعد على تنظيم الالتهاب في الجسم، مثل البوليفينول هيدروكسي إيروسول (HT)، وأسيتات هيدروكسي إيروسول (HT-ac). وتعمل هذه المركبات على إبطاء مسارات الإشارات الالتهابية، وتقليل انتفاخ الإنزيمات الالتهابية.
وكشفت بيانات مراجعة لـ30 دراسة، أُجريت عام 2015 ونُشرت في مجلة Nutrients الطبية، أن استخدام زيت الزيتون يومياً -بجرعات تتراوح من 1 إلى 50 ملغم- يقلل بشكل كبير من مستويات البروتين المتفاعل C وإنترلوكين 6، مقارنةً بالعلاجات الوهمية.
2- يقي من تصلب الشرايين
ووفقاً لموقع Natural News، فإن زيت الزيتون يحتوي على مركبات طبيعية مضادة للالتهابات والأكسدة، مثل مادة البوليفينول التي تقي من تصلب الشرايين، أو تراكم الترسبات في الشرايين.
ومن فوائد زيت الزيتون أن هذه المركبات تساعد في تقليل الإجهاد التأكسدي، وتحسين وظائف الأوعية الدموية، ودورها أساسي في تقليل إنتاج الجزيئات الالتهابية التي تلعب دوراً كبيراً في الإصابة بتصلب الشرايين وتفاقمه.
ووفقاً لمقالٍ نُشر في سبتمبر/أيلول 2022 ضمن مجلة Stroke، تراجع احتمال تطور تصلب الشرايين بين المصابين بأمراض القلب الذين اتبعوا نظاماً غذائياً غنياً بزيت الزيتون لمدة 7 سنوات، مقارنة بمن يتبعون نظاماً غذائياً منخفض الدهون.
3- يقلّل مخاطر الإصابة بأمراض القلب
من فوائد زيت الزيتون أيضاً أن الأنظمة الغذائية الغنية به تساعد أيضاً في تعزيز كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)، وخفض ضغط الدم المرتفع. ولذلك غالباً ما يرتبط تناول زيت الزيتون بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب.
وكشفت بيانات من دراسة أجرتها مجلة "الكلية الأمريكية لأمراض القلب" عام 2020، أن من يستهلكون أكثر من 7 غرامات من زيت الزيتون يومياً يتراجع خطر إصابتهم بأمراض القلب بنسبة 14%، مقارنة بمن لا يتناولون زيت الزيتون.
وزيت الزيتون في الغالب يتكون من الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة. ويحتوي أيضاً على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة، لذلك يظل سائلاً في درجة حرارة الغرفة.
4- فوائد زيت الزيتون للأمعاء
الحفاظ على التوازن الصحي للبكتيريا في الجهاز الهضمي من الأمور الضرورية للصحة. ومن أبرز فوائد زيت الزيتون أنه يساهم في تقليل البكتيريا المسببة للأمراض، ويحفز نمو البكتيريا الواقية.
يساعد زيت الزيتون أيضاً في زيادة إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFAs). وهي ناتج ثانوي للتخمير البكتيري للألياف، ومن شأنها أن تغذي الخلايا المعوية، وتقوي بطانة القناة الهضمية، كما أنها تساعد في التخلص من الالتهاب.
الأنظمة الغذائية الغنية بزيت الزيتون تزيد من مستويات بكتيريا حمض اللاكتيك النافعة (LAB). ومن ناحية أخرى، أظهرت دراسات أجريت على الحيوانات أن استهلاك زيت الزيتون قد يساعد في تغيير نسبة بكتيريا الأمعاء بطريقة تمنع الإصابة بسرطان القولون.
5- زيت الزيتون مفيد لمرضى السكري
خصائص زيت الزيتون المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة تجعله خياراً مثالياً للمصابين بداء السكري من النوع الثاني.
لذلك، فإن الأنظمة الغذائية الغنية بزيت الزيتون -مع مكملات زيت الزيتون- من شأنها أن تقلل مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 16%، وتحسين المعايير الصحية للمصابين به.
فمكملات زيت الزيتون تقلل بشكلٍ كبير من السكر التراكمي في الدم (HbA1c)، والسكر في الدم الصيامي لدى المصابين بداء السكري من النوع الثاني، مقارنةً بمجموعة المقارنة.
يحتوي على فيتامين E
يُعتبر فيتامين E مادة مغذية قابلة للذوبان في الدهون، ويعمل مضاداً للأكسدة في الجسم، كما يساعد على حماية الخلايا من الأكسدة. ويلعب هذا الفيتامين دوراً مهماً أيضاً في وظيفة المناعة، والتواصل الخلوي.
لكن العديد من الأنظمة الغذائية، خارج دول البحر الأبيض المتوسط، لا تحتوي على ما يكفي من هذا العنصر الغذائي الأساسي. فوفقاً لموقع Phyto Nutrients، لا يتناول 90% من الرجال و96% من النساء في أمريكا كمية كافية من فيتامين E.
فملعقة كبيرة من زيت الزيتون تحتوي على حوالي 20% من الجرعة الموصى بها من فيتامين E. لكن الدراسات تظهر أن ما يحويه زيت الزيتون من فيتامين E يختلف اختلافاً كبيراً، اعتماداً على نوع الزيتون الذي استُخرج منه الزيت، ونضج الثمرة، والمناخ الذي نمت فيه.
ولهذا يُنصح باستهلاك زيت زيتون عالي الجودة.
فوائد زيت الزيتون للشعر والبشرة
يساهم زيت الزيتون في تغذية الشعر، لأنه يحميه من أضرار أشعة الشمس، كما أنه يرطب الشعر وفروة الرأس.
ووفقاً لمجلة Glamour، فإن زيت الزيتون غني جداً بمضادات الأكسدة وفيتامين A وE اللذيْن يساعدان في حماية الكيراتين الطبيعي للشعر، والحفاظ على رطوبته. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يضيف لمعاناً من دون أن يثقل الشعر.
ويُعدّ إنتاج هرمون ديهدروتستوسترون أحد الأسباب الرئيسية لتساقط الشعر، لأنه يهاجم بصيلات الشعر ويُضعفها. من فوائد زيت الزيتون للشعر أنه يمنع إنتاج هذا الهرمون، ما يساهم في تقليل تساقط الشعر، وتعزيز نموّه الصحي.
وبالنسبة إلى البشرة، فإن زيت الزيتون يساعد أيضاً في التئام الجروح والحروق الصغيرة. كما أنه يحتوي على خصائص انسدادية، أي إنه يساعد في احتفاظ الجلد بالماء.
طرق صحية لدمج زيت الزيتون في نظام غذائي متوازن
- يمكن استخدامه كلمسةٍ نهائية على الحبوب أو المعكرونة.
- اسلق البيض أو السمك في زيت الزيتون.
- استخدم زيت الزيتون في تحضير مختلف السلطات المنزلية.
- يمكنك إضافته فوق الخضار المحمصة للحصول على جرعة من الدهون الصحية.
- اسكب القليل من زيت الزيتون البكر الممتاز في وجبات غير معرّضة للحرارة، مثل: البيستو، والحمص.
- عند تقديم طبق من الجبن، خاصةً الأجبان الصلبة مثل البارميزان، رشّ عليه زيت الزيتون مع الفلفل المبشور الطازج.
وتذكر دائماً أنه عليك أن تحتفظ بزيت الزيتون في مكانٍ بارد ومظلم، خزانة المؤن هي الخيار الأمثل. فالحرارة وأشعة الشمس قد تؤديان إلى تحلّل الزيت، وهذا قد تنتج عنه تغيُّرات غير محبّبة في طعمه ورائحته.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.