يُمكن القول إن فوائد المانجو (Mangifera indica) الصحية هائلة، ما يعني أن لقب "ملك الفاكهة" الذي يُطلق عليها لا يأتي أبداً من فراغ. فهي منخفضة السعرات الحرارية ومليئة بالعناصر الغذائية.
موطن المانجو هو الهند وجنوب شرقي آسيا، وقد قام الناس بزراعتها منذ أكثر من 4 آلاف عام. ورغم أنه توجد مئات من أنواع هذه الفاكهة، فإن لكلّ منها مذاقها الخاص، وشكلها، وحجمها، ولونها.
وليست المانجو لذيذة فحسب، بل هي غنية أيضاً بعناصر غذائية مثيرة للإعجاب. وفي الواقع، تربط الدراسات بين هذه الفاكهة والعديد من الفوائد الصحية، مثل: تحسين المناعة، وصحة الجهاز الهضمي. كما قد تقلّل مادة البوليفينول، الموجودة بداخلها، من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات.
تُعتبر المانجو من الفواكه الاستوائية الغنية بالألياف الغذائية؛ مما جعلها تشتهر منذ القدم بتهدئة المعدة، وعلاج الإمساك، ومشكلات القولون العصبي، والبواسير. لكن فيما يلي أهم الفوائد الصحية:
مفيدة لتقوية العظام
يحتوي لبّ ثمار المانجو على كمية جيدة من فيتامين ك، الذي قد يلعب دوراً مهماً في عمليات استقلاب الأنسجة العظمية، كما قد يعزز من قدرة الأنسجة العظمية على الاحتفاظ بكميات كافية من الكالسيوم.
ولأن نقص فيتامين ك يرتبط عادةً بنقص الكثافة العظمية، وارتفاع فرص الإصابة بالكسور، ونظراً إلى أن النساء قد يكن أكثر عرضةً من الرجال للإصابة ببعض مشكلات العظام، مثل مرض قلة العظم (Osteopenia)، فإنّ تناول المانجو خيار غذائي جيد.
المانجو يقاوم سرطان الثدي
وفقاً لإحدى الدراسات العلمية؛ من فوائد المانجو أنه يساعد في خفض فرص الإصابة بعدة أنواع من السرطانات، مثل: سرطان الثدي، وسرطان القولون، وسرطان الرئتين. فهذه الفاكهة الاستوائية تحتوي على مركباتٍ قد تساعد على تدمير الخلايا السرطانية وتبطئ نموها، مثل:
- البيتاكاروتينات: وهي نوع هام من مضادات الأكسدة قد يساعد على مقاومة الشوارد الحرة الضارة، والتي قد يحفز نشاطها في خلايا الجسم نشأة السرطان.
- بعض المركبات الفينولية (Phenolic compounds) أو البوليفينولات (Polyphenols)، مثل مركب المانجيفيرين (Mangiferin)، فهذا النوع من المركبات قد يساعد على حماية الجسم من الإجهاد التأكسدي المرتبط بالسرطانات.
من فوائد المانجو.. مقاومة فقر الدم
يحتوي المانجو على عناصر غذائية قد تساعد على مقاومة فقر الدم، أو خفض فرص الإصابة به، مثل فيتامين ك؛ الذي قد يساعد على تحسين قدرة الدم على التخثر، مما يسهم في الوقاية من فقر الدم.
ومن فوائد المانجو أنه يحتوي على الحديد أيضاً، الذي قد يساعد على تعزيز إنتاج خلايا الدم الحمراء، الأمر الذي قد يساهم في مقاومة فقر الدم وتخفيف حدة أعراضه.
لذا، فإن المانجو يُعتبر خياراً غذائياً جيداً للنساء، لا سيما أنهن أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم المرتبط بنقص الحديد، بسبب كمية الدم المفقودة شهرياً خلال فترة الحيض.
فوائد المانجو للبشرة والشعر
من فوائد المانجو للمرأة أيضاً أن اللب يحتوي على مستويات جيدة من فيتامين ج وفيتامين أ، اللذين قد يلعبان دوراً هاماً في تعزيز إنتاج الكولاجين في البشرة، الأمر الذي يساعد على تأخير علامات تقدم السن.
ويساعد التطبيق الموضعي للمانجو في تنظيف مسامات البشرة، مما قد يساهم في مقاومة حَب الشباب وتخفيف حدته.
تساعد هذه الفاكهة الاستوائية على تحسين صحة الشعر أيضاً، لأنها تحتوي على مركبات قد تساعد في مقاومة جفاف الشعر، بسبب فيتامين أ الذي يساعد على تعزيز إنتاج الزهم في الفروة.
كما تساعد على تعزيز ودعم عمليات نمو الشعر؛ نظراً إلى احتوائها على فيتامين ج الهام والأساسي لتقوية بنية الشعرة.
فوائد المانجو للحامل
تحتاج المرأة خلال فترة الحمل إلى كمية جيدة من الحديد، والمتوفرة في المانجو، والتي من شأنها أن تُسهم في استعادة الشهية المفقودة لدى الحامل.
والأهم أن هذه الفاكهة قد تعزّز الجهاز المناعي للأم نظراً لاحتوائها على مضادات الأكسدة، التي تساعد في مكافحة الأمراض، كنزلات البرد والإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي.
بالإضافة إلى ذلك، فهي تحتوي على نسبة عالية من حمض الفوليك الضروري لنمو دماغ الجنين والحبل الشوكي، والوقاية من خطر الإصابة بعيوب الأنبوب العصبي.
ولأنها تحتوي على نسبة عالية من فيتامين أ، فإن المانجو تساعد في تعزيز الجهاز المناعي للجنين أيضاً وتقوية حاسة البصر لديه، إضاقةً إلى نمو العظام والأسنان بشكلٍ سليم.
فوائد المانجو لمرض السكري
عصير المانجو الطازج يحتوي على نسبة مرتفعة من السكر الطبيعي، مقارنةً بالفواكه الطازجة الأخرى، فالكوب الواحد يحتوي على أكثر من 22 غرام.
قد تعتقد أن هذا مؤشرٌ مقلق للأشخاص الذين يعانون من السكري مثلاً، أو لأولئك الذين يحاولون الحد من تناول السكر. لكن مع ذلك، لا يوجد دليلٌ واضح يشير إلى أن تناول المانجو الطازج يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري، أو أنه غير صحي لهم.
في الواقع، ربطت العديد من الدراسات بين تناول كميات كبيرة من الفاكهة الطازجة وبين انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري بشكلٍ عام. لكن لم تفحص الكثير من الأبحاث العلاقة المحددة بين المانجو الطازج ومرض السكري.
ومع ذلك، وجدت إحدى الدراسات التي نُشرت في العام 2014 أن الأشخاص الذين أضافوا 10 غرامات من المانجو المجفف إلى نظامهم الغذائي -كل يوم لمدة 12 أسبوعاً- شهدوا تحسناً ملحوظاً في مستويات السكر في الدم.
ووفقاً لموقع Healthline، فإن تناول الفواكه والخضروات -الغنية بفيتامين سي والكاروتينات- يمكن أن يساعد في منع ظهور مرض السكري. ويحتوي المانجو على نسبة عالية من هذه العناصر الغذائية، لذلك قد يوفر فوائد مماثلة.
لكن من المهم عدم الإفراط في تناولها، وقد يكون من الأفضل تناول المانجو باعتدال، كما قد يكون من المفيد أيضاً إقرانها بأطعمة أخرى غنية بالألياف والبروتينات. فقد يساعد ذلك في الحدّ من ارتفاع نسبة السكر في الدم.