تعتبر أكلة "البيصارة" واحدة من بين أشهر الأكلات المنتشرة في المغرب خلال فترات البرد، وذلك بسبب مكوناتها التي تساعد على تدفئة الجسم، من فول مجفف وثوم وزيت الزيتون.
وتشتهر البيصارة بشكل خاص في مدن الشمال، حيث ستجدها تباع عند أغلب المطاعم الشعبية هناك، كما أن هناك محلات صغيرة خاصة بهذه الأكلة التي يطلق عليها لقب "دواء البرد" بين المغاربة، من الشمال إلى الجنوب.
والبيصارة ليست حكراً على المغاربة فقط، بل هي أكلة معتمدة بين المصريين كذلك، لكن الاختلاف يكمن في المقادير التي تضاف إلى الفلول.
تساعد على تدفئة الجسم وتزويده بالطاقة
هناك العديد من الفوائد الغذائية التي تمتاز بها البيصارة، فبالرغم من مكوناتها غير المكلفة فإن فوائدها كثيرة، وذلك لأنها مصنوعة من الفول المجفف، وهو المكون الرئيسي لها، الذي يتوفر على عدة عناصر غذائية، تقي الجسم خلال فصل الشتاء.
وحسب تصريح خبير التغذية نبيل العياشي نقلاً عن الموقع التلفزيوني المغربي "snrtnews"، فإن البيصارة عبارة عن مصدر غني بالبروتينات النباتية، والكربوهيدرات، والدهون.
كما أن تناول البيصارة بشكل منتظم يزود الجسم بالبوتاسيوم، والمغنيسيوم، ومجموعة فيتامين ب، ونسبة كبيرة من السعرات الحرارية التي تساعد على تدفئة الجسم خلال الأجواء الباردة.
كما أن هذه الأكلة الشعبية توفر نسبة كبيرة من الكربوهيدرات، التي تساعد على تزويد الجسم بالطاقة التي يحتاجها خلال النهار.
فيما تعتبر "البيصارة" مفيدة للأشخاص المصابين بمرض القلب، لأنها تساعد على رفع مستوى الكولسترول الجيد في الدم، إضافة لاحتوائها على عدة عناصر تقي من عدة أمراض موسمية.
الفول المجفف والكمون.. أهم مكونات البيصارة المغربية
لا وقت محدداً لتناول البيصارة لدى المغاربة، إذ يمكن تحضيرها من أجل وجبة الإفطار، أو الغداء والعشاء.
ويتم تحضيرها بطريقة سهلة، من خلال نقع الفول المجفف بدون قشر في الماء لبعض الوقت، ثم يوضع في طنجرة مملوءة بالماء، مع خمسة فصوص من الثوم، يمكن تقليل الكمية أو زيادتها حسب الرغبة، وجزرة مقطعة مكعبات صغيرة، ويمكن الاستغناء عنها، ونصف كأس صغيرة من زيت الزيتون، والقليل من الملح، فيما توضع كمية جيدة من الكمون، الذي يعتبر من بين أهم مكوناتها.
تترك جميع المكونات فوق نار هادئة حتى تصل إلى درجة الغليان، وبعد ذلك يتم طحنها، وإعادة وضعها فوق النار إلى أن تطبخ بشكل كامل.
وقبل أكلها، ينصح بإضافة القليل من زيت الزيتون والكمون في صحن التقديم، وتناولها بخبز الشعير أو القمح، لتكون مشبعة، وطعمها أكثر لذة.
البيصارة بالملوخية على الطريقة المصرية
أما فيما يخص البيصارة المصرية، فلها مكونات وطريقة تحضير مختلفة، إلا أن لها نفس مزايا البيصارة المغربية، من تدفئة الجسم في الأجواء الباردة.
ويتم تحضير البيصارة بالطريقة المصرية، من خلال نقع الفول العادي في الماء، ثم رفعه فوق النار حتى الغليان، ثم يضاف إليه البصل والثوم، والكزبرة والبقدونس، والملح، والكمون، ويترك على نار هادئة لمدة 10 دقائق، ثم يطحن ويقدم مع البصل الذي تم تحميره سابقاً في الزيت، مع القليل من الليمون.
ويمكن إضافة أوراق الملوخية المطحونة الجافة إلى المكونات خلال مرحلة التحضير، وهي إحدى الطرق التي يعتمدها بعض المصريين.