من أجل حياة صحية تناول الفاكهة وتجنَّب عصيرها حتّى لو كان طبيعياً

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/29 الساعة 09:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/29 الساعة 10:15 بتوقيت غرينتش
عصير الفاكهة \shutterstock

يُعد عصير الفاكهة الطبيعي بنسبة 100% ومن دون إضافات واحداً من أفضل الخيارات للحصول على جرعتك اليومية من الفيتامينات والمعادن الموجودة في الفاكهة، وبالتأكيد يعتبر خياراً أفضل بكثير من مشروبات العصير التي تحتوي على سكريات مضافة أو مواد حافظة، أو المشروبات الغازية.

لكن حين تكون المقارنة بينه وبين تناول الفاكهة كاملة بدون عصر، فعصير الفاكهة ليس الخيار الأفضل، حتى لو تم عصره طازجاً وشربه على الفور، وهو ليس خياراً أقل صحة من تناول الفاكهة كاملة فقط، بل وأحياناً قد يسبب أضراراً صحية لبعض الأفراد على المدى الطويل.
قد يعترض البعض، نظراً لأن عصير الفاكهة يأتي مباشرة من الفاكهة، فيجب أن يكون مكافئاً من ناحية التغذية والفوائد الصحية، لكن هذا غير صحيح ولعدة أسباب:

عصير الفاكهة يحرمك من تناول الألياف

 تحتوي الفاكهة على الكثير من الألياف المهم تناولها بينما يحتوي عصير الفاكهة القليل من الألياف. وبحسب "ويندي وايت" أستاذ مشارك في قسم علوم الأغذية والتغذية البشرية في جامعة ولاية آيوا: "الألياف مرتبطة بفوائد صحية مهمة، بما في ذلك تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والإمساك، وتساعدك الألياف أيضاً على الشعور بالشبع لفترة أطول، ويمكن أن يساعد ذلك في التحكم في وزنك، بينما تتخلص المعدة من عصير الفاكهة بشكل أسرع من حبة الفاكهة الكاملة، ونتيجة لذلك يصبح عصير الفاكهة أقل إشباعاً".

عصير الفاكهة
تحتوي الفاكهة على الكثير من الألياف المهم تناولها \ shutterstock

ووجدت دراسة أجريت عام 2013 في المجلة الطبية البريطانية أنه كلما شربت المزيد من عصير الفاكهة، زاد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، بينما ارتبط تناول الفاكهة الكاملة بانخفاض خطر الإصابة بالمرض. وكان للعنب، والتفاح التأثير الأكبر، أدى استبدال ثلاث حصص من عصير الفاكهة أسبوعيًا بالفاكهة الكاملة إلى انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 7٪.

 كما أن الألياف تساعد أيضاً في تعزيز الهضم والتحكم في نسبة السكر في الدم وخفض الكوليسترول، ولهذه الأسباب، تعتبر الفاكهة هي الخيار الأفضل خاصة إذا كنت تتطلع إلى إنقاص الوزن.

تناول الفاكهة هو الخيار الأفضل للتحكم بنسبة السكر في الدم وعدم الشعور بالتعب

 تلعب الألياف الغذائية الموجودة في الفاكهة دوراً أكبر من مجرد تعزيز حركات الأمعاء، فهي مرتبطة بالسكر الطبيعي الموجود في الفاكهة، وبالتالي يجعل امتصاص الجسم للسكر أثناء انتقاله عبر الجهاز الهضمي، أكثر صعوبة ويستغرق وقتاً أطول. 

عصير الفاكهة
الشعور بالتعب \shutterstock

نتيجة لذلك، يتراكم سكر الفاكهة في دمك بمعدل أقل وأبطأ، مقارنة إذا كنت تشرب عصير الفاكهة مباشرة.
ويتيح تناول الألياف لجسمك استخدام السكر بشكل أكثر فعالية باعتباره مصدراً للطاقة، بينما يؤدي شرب عصير الفاكهة مباشرة، إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، وعندما يشعر جسمك بأن لديك سكراً أكثر من الحاجة، فإن جسمك يفرز الأنسولين بسرعة، مما يؤدي إلى تحويل كمية كبيرة من السكر في الدم إلى دهون وجليكوجين.

وتساهم الدهون الزائدة في الجسم في الأسباب الرئيسية للوفاة والعجز، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية وارتفاع ضغط الدم والسرطان والسكري وهشاشة العظام والكبد الدهني والاكتئاب.

وليس هذا وحسب، يعتبر عصير الفاكهة مصدراً للسكريات أكثر تركيزاً من الفاكهة الكاملة، على سبيل المثال، يوجد 12 غراماً من السكريات في برتقالة متوسطة الحجم، بينما يحتوي كوب من عصير البرتقال على 21 غراماً، ويحتوي كوب من عصير العنب، على نسبة سكريات تعادل 50 حبة عنب، وشرب كوب من عصير التفاح يساوي تناول 10 ملاعق سكر.

ونتيجة لكل ما سبق سيكون هناك ارتفاع وانخفاض نسبة السكر في الدم، مما يجعلك تشعر بالجوع أكثر، وبالتالي زيادة الوزن.

كما أن الأشخاص الذين لديهم حساسية لمستويات السكر في الدم قد يعانون من الصداع والشعور بالضعف بعد شرب عصير الفاكهة، في حين أن هذه الأعراض لا تظهر عند تناول الفاكهة كاملة. 

عصير الفاكهة فيه سعرات حرارية أكثر من الفاكهة


إن كنت شخصاً يراقب عدد السعرات الحرارية التي يستهلكها يومياً ويدخلها في وجباته الغذائية، فأنت ستختار تناول الفاكهة على شرب عصير الفاكهة بالتأكيد، وذلك لأن أغلب عصائر الفاكهة تحتوي على سعرات حرارية أكثر من تلك التي تحصل عليها من تناول الفاكهة كاملة بدون عصر، وإليك مقارنة بسيطة:

عصير الفاكهة
أنواع مختلفة من عصير الفاكهة \shutterstock

كوب واحد من عصير البرتقال الطازج يمكن أن يمنحك 110 سعرات حرارية، بينما برتقالة واحدة تمنحك 52 سعرة حرارية.

وكوب واحد من عصير التفاح الطبيعي يحتوي على 120 سعرة حرارية، بينما تناول تفاحة واحدة يمنحك 87 سعرة حرارية فقط.

وبعد هذا كله إن كنت لا تزال تفضل شرب العصير ولا تستمتع بتناول الفواكه والخضراوات، أو ترغب بتقديمها لكبار السن والأطفال الذين لا يستطيعون ابتلاع المواد الصلبة أو يجدون صعوبة في البلع، فاحرص على تناول عصير الفاكهة دون التخلص من الألياف.

تحميل المزيد