قد تتعرض المرأة الحامل للعديد من المشكلات الصحية، خاصة في الشهور الأولى من حملها، ما يُهدد صحتها وسلامة الجنين على حدٍّ سواء، وتظل حالة من القلق الشديد تسيطر عليها خلال تلك الفترة، مع شعور بعدم اليقين والتوتر من كل عَرَض صحي جديد تتعرض له.
إذ عادة ما تؤدي مشكلات الحمل والصحة العامة في الشهور الأولى إلى تداعيات خطيرة قد تؤول في نهاية المطاف إلى الإجهاض وخسارة الجنين، لذلك من الضروري على المرأة أن تتبع بعض النصائح لكي تضمن تثبيت الحمل ووقاية نفسها من أي تطورات صحية لا تُحمد عُقباها.
1- تناول الفيتامينات وحمض الفوليك
عند متابعة طبيب النساء والتوليد الذي سيراقب حالتكِ خلال الحمل، على الأغلب سينصحك بتناول حبوب من الفوليك أسيد بشكل يومي، لتعزيز صحة الجنين وتثبيت الحمل.
وبتناول 400 ميكروغرام على الأقل من حمض الفوليك يومياً يمكنكِ تجنب حدوث مشكلات في دماغ الجنين وعموده الفقري أثناء النمو. كما أنه يحتوى على بعض الخصائص التي تساعد على تثبيت الجنين وحمايته من التشوُّهات.
ومن أبرز الأطعمة التي يمكنك تناولها للحصول على جرعات ثابتة من حمض الفوليك، الخضراوات الورقية والبرتقال والحبوب الكاملة، ويُفَضَّل أن تبدأ المرأة بتناول حمض الفوليك قبل الحمل لكي تصبح مستوياته جيدة وقوية في الجسم.
كذلك تناولي فيتامينات ما قبل الولادة التي ينصحك بها الطبيب، إذ لن تزودك هذه الفيتامينات بحمض الفوليك الضروري فحسب، بل ستساعد أيضاً في تغطية احتياجاتك من الكالسيوم والحديد والزنك.
بالإضافة إلى ذلك فإنها توفر كميات من DHA (حمض الدوكوساهيكسانويك)، وEPA (حمض eicosapentaenoic)، وهما نوعان من دهون أوميغا 3 التي تساعد على نمو دماغ الجنين وتثبيت الحمل.
2- ممارسة التمارين الرياضية
هل كنتِ تمارسين الرياضة بانتظام قبل الحمل؟ إذا أجبتِ بنعم واصِلي بشكل معتدل وبسيط وتدريجي بعد مراجعة طبيبك المتخصص، بحسب موقع Healthline للصحة والطب.
إذ تساعد التمارين المنتظمة على مقاومة المزاج المتقلب والتغيرات الهرمونية والتعب الذي يحدث في الثلث الأول من الحمل، كما أنها تساعد في منع زيادة الوزن ومحاربة الأرق، وتثبيت الحمل.
وفي حال لم تكوني تتمتعين بنظام حياة يتضمن الكثير من الرياضة والنشاط فهناك عدة طرق يمكنكِ اتّباعها لأسلوب حياة أكثر نشاطاً خلال الحمل، دون الإضرار بصحتك أو صحة الجنين.
ولكن قبل أن تبدئي في أي نوع من التمرينات الرياضية الجديدة تواصلي مع طبيبك المتخصص، لاقتراح الخيارات المقبولة لحالتك الصحية.
3- احصلي على قسط جيد من النوم
قد تُفاجأ المرأة الحامل بشعور مزمن جديد بالتعب والإجهاد الشديد، وذلك لأن الجسم يمر بتغييرات هائلة، ويعمل على تطوير نظام جديد تماماً لتوفير الحياة للطفل.
ومع نمو المشيمة، من المحتمل أن تشعر المرأة الحامل بالإرهاق الجسدي البالغ عن المعتاد، بالإضافة إلى المرور بتغيرات هرمونية وعاطفية هائلة.
في تلك الحالة يجب الحصول على قيلولة صحية كلما سنحت لكِ الفرصة لثبيت الحمل، من خلال تحقيق الراحة اللازمة لجسمك، وإذا كنتِ تعملين في دوام يومي فقد ترغبين في تحديد القليل من وقت الراحة خلال ساعات العمل، أو بعد العودة من الدوام.
على أن يتم أيضاً ضبط أوقات النوم اليومية خلال الليل والالتزام بها؛ إذ يحتاج الجسم من 8 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة بشكل منتظم، وبعيداً عن الضوضاء والنور، وفي درجة حرارة باردة نسبياً، لتعزيز النوم بعمق.
4- الإقلاع عن التدخين
إذا كنتِ تدخّنين فالآن هو أفضل وقت للإقلاع عن تلك العادة السيئة، ليس فقط من أجل صحتك العامة، ولكن أيضاً من أجل صحة طفلك، إذ تُعد تلك الخطوة من أبرز خطوات تثبيت الحمل وحماية صحة الجنين ونموه السليم.
ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) الأمريكية، فإن النساء اللائي يدخن أثناء الحمل أكثر عرضة للإجهاض، والأطفال الذين يولدون لأمهات يدخنّ أثناء الحمل معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بعيوب، مثل الشفة أو الحنك المشقوق، ومخاطر الولادة المبكرة، وانخفاض أوزان المواليد، ومشاكل نمو الرئة، إضافة إلى معدلات متلازمة موت الرضع المفاجئ بعد أشهر من ولادة الطفل.
كما يكون أطفال السيدات المدخنات خلال الحمل أكثر عرضة للإصابة بصعوبات التعلم، وإدمان النيكوتين الفسيولوجي.
5- عدم الإفراط في استهلاك الكافيين
هذه الخطوة تُعد ضرورية للغاية لتثبيت الحمل وولادة طفل سليم، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى، والتي عادة ما تكونين مرهقة خلالها، وترغبين في كوب من القهوة لكي تشعري بالانتعاش والتركيز.
لكن الكافيين يمكن أن يعبر المشيمة ويؤثر على معدل ضربات قلب طفلك الذي ينمو بداخلك، ما يضر بسلامته ويهددك بالإجهاض أو موت الجنين، بحسب موقع Sanford Health للصحة والمعلومات الطبية.
ورغم أن بعض الأبحاث تشير إلى جواز استهلاك المرأة الحامل لما يصل إلى حوالي 200 ملليغرام يومياً، بمعدل فنجانين من القهوة؛ لكن بعض الدراسات تشير إلى أن شرب الكثير من الكافيين أثناء الحمل قد يكون مرتبطاً بزيادة خطر الإجهاض.
6- اتِّباع نظام غذائي متوازن
أثناء التخطيط للوجبات الأساسية خلال اليوم، أو عند الرغبة في تناول وجبة خفيفة، حاولي تناول الأطعمة الملونة: السبانخ والجزر والتفاح والموز والتوت والقرنبيط وغيرها. وكلما تباينت الألوان كان ذلك دليلاً على التنويع وتوفير المغذيات المختلفة، التي تُسهم في تثبيت الحمل عبر تعزيز صحتك بشكل عام.
وبحسب موقع WebMD للصحة والمعلومات الطبية لا تقدم هذه الأطعمة ذات الألوان الزاهية بشكل عام معظم العناصر الغذائية ومضادات الأكسدة فحسب، بل يُعد اتباع نظام غذائي متنوع سبباً أساسياً في تمتُّع طفلك بمجموعة من الأذواق والنكهات.
إذ يأكل الجنين ما تأكله المرأة الحامل، من خلال السائل الأمنيوسي؛ لذلك إذا كنتِ تأكلين مجموعة متنوعة من الأطعمة فسوف يأكل طفلك هذه الوجبات أيضاً.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.