اضطراب شائع قد يصيب بأمراض قلبية خطيرة.. أسباب انقطاع التنفس أثناء النوم وعلاقته بالوراثة

يُعتبر توقف التنفس أثناء النوم من الاضطرابات الخطيرة على الإنسان، ويمكن أن يؤدي في حال لم يتم علاجه إلى مشاكل صحية، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية، واعتلال عضلة القلب، والنوبات القلبية، والسكري، وهو غالباً ما يصيب الرجال الأكبر سناً، الذين يعانون من زيادة الوزن.

توقف التنفس أثناء النوم

ويتسبب هذا الاضطراب في توقُّف التنفس بشكل متكرر خلال النوم وأحياناً مئات المرات، إضافة إلى الشعور بالتعب نهاراً حتى لو كان الشخص نائماً طوال الليل.

ووفقاً لما ذكره مركز Cleveland Clinic الطبي، فإنَّ لتوقف التنفس أثناء النوم نوعين رئيسيين، هما انقطاع النفس الانسدادي النومي، وانقطاع النفس النومي المركزي.

أولاً: انقطاع النفس الانسدادي

هو الأكثر شيوعاً بين الاثنين، ويحدث على شكل نوبات مُتكررة من انسداد مجرى الهواء العلوي الكلي أو الجزئي، وعادةً ما يحدث ذلك عندما تنهار الأنسجة الرخوة في مؤخرة الحلق أثناء النوم.

أثناء نوبة انقطاع التنفس تعمل عضلات الحجاب الحاجز والصدر بجهد أكبر، مع زيادة الضغط لفتح مجرى الهواء.

عادة ما يستأنف التنفس بلهبة عالية أو رعشة في الجسم، كما يمكن أن تتداخل هذه النوبات مع النوم السليم، وتقلل من تدفق الأوكسجين إلى الأعضاء الحيوية، وتُسبب عدم انتظام ضربات القلب.

ثانياً: انقطاع النفس المركزي

في هذا النوع من توقف التنفس أثناء النوم لا يتم حظر مجرى الهواء، ولكن الدماغ يفشل في إرسال إشارات للعضلات من أجل التنفس، بسبب عدم الاستقرار في مركز التحكم في الجهاز التنفسي.

عادة ما يتم ملاحظة انقطاع النفس النومي المركزي في المرضى الذين يعانون من ضعف الجهاز العصبي المركزي، مثل السكتة الدماغية، أو في المرضى الذين يعانون من أمراض عصبية عضلية، مثل التصلب الجانبي الضموري، كما أنه شائع أيضاً لدى مرضى قصور القلب وأنواع أخرى من أمراض القلب أو الكلى أو الرئة.

ماذا يحدث عندما نتوقف عن التنفس أثناء النوم؟ 

عندما يصاب الشخص باضطراب التوقف عن التنفس أثناء النوم، فإن معدل ضربات قلبه تميل إلى الانخفاض كلما طالت مدة حرمان جسمه من الأوكسجين.

ومن ثَمَّ فإن ردود أفعاله اللاإرادية تجعله يستيقظ في نهاية تلك الفترة من عدم التنفس، وعندما يحدث هذا يميل معدل ضربات قلبه إلى التسارُع بسرعة، ويرتفع ضغط الدم لديه.

هذه هي التغيّرات التي تحدث بشكل حاد عندما يتوقف الشخص عن التنفس، ومع ذلك يبدأ الجسم في تجربة آثار مزمنة إذا كان يعاني من انقطاع النفس المتكرر.

تشير البيانات إلى زيادة المخاطر، خاصة عندما يتم التوقف عن التنفس حوالي 30 مرة أو أكثر في الساعة.

على سبيل المثال، يميل ضغط الدم إلى الارتفاع، وتزداد سماكة جدران القلب بسبب زيادة عبء العمل وتغير بنية القلب، كما يميل الشخص إلى أن يصبح أكثر صلابة وأقل مرونة بسبب وجود المزيد من الخلايا الليفية التي تنمو بين خلايا العضلات.

كل هذه الأشياء تزيد من خطر الإصابة باضطراب النظم الأذيني أو البطيني، كما تضعف وظيفة القلب، بحيث يكون أقل كفاءة في ضخ الدم.

أعراض توقف التنفس أثناء النوم

تتداخل علامات انقطاع النفس النومي المركزي وانقطاع النفس النومي الانسدادي، ما يجعل من الصعب أحياناً تحديد النوع الذي تعاني منه، وتشمل هذه الأعراض وفقاً لما ذكره موقع Mayoclinic:

• الشخير بصوت عالٍ.
• الشخير.
• النعاس أثناء النهار أو التعب.
• الأرق أثناء النوم، والاستيقاظ ليلاً بشكل متكرر.
• استيقاظ مفاجئ مع إحساس باللهاث أو الاختناق.
• جفاف الفم أو التهاب الحلق عند الاستيقاظ.
• ضعف الإدراك، مثل صعوبة التركيز أو النسيان أو التهيج.
• اضطرابات المزاج (الاكتئاب أو القلق).
• تعرق ليلي.
• كثرة التبول ليلاً.
• العجز الجنسي.
• الصداع.

عوامل الخطر

يمكن أن يؤثر توقف التنفس أثناء النوم على أي شخص حتى الأطفال، لكن بعض العوامل تزيد من خطر الإصابة، مثل:

الوزن الزائد: تزيد السمنة بشكل كبير من خطر الإصابة بانقطاع النفس النومي، إذ يمكن أن تعيق رواسب الدهون الموجودة حول مجرى الهواء العلوي تنفسك.

محيط العنق: قد يعاني الأشخاص ذوو الرقاب السميكة من ضيق في الممرات الهوائية.

أن تكون ذكراً: الرجال أكثر عرضة للإصابة بانقطاع النفس النومي بمرتين إلى 3 مرات من النساء.

التقدم في السن: يحدث انقطاع النفس النومي بشكل ملحوظ في كثير من الأحيان عند كبار السن.

التدخين: المدخنون أكثر عرضة للإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي بثلاث مرات عن الأشخاص الذين لم يدخنوا مطلقاً، إذ يمكن أن يزيد التدخين من كمية الالتهاب واحتباس السوائل في مجرى الهواء العلوي.

احتقان بالأنف: إذا كنت تواجه صعوبة في التنفس من خلال أنفك فأنت أكثر عرضة للإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي.

هل يمكن أن نصاب بتوقف التنفس أثناء النوم وراثياً؟ 

صحيح أنه لا تتوفر بيانات دقيقة عن نسبة المُصابين بذلك الاضطراب، لكننا نعلم أنه شائع جداً، ويؤثر على عدد كبير من الناس، وبالتالي فقد تؤدي إصابة أفراد العائلة بانقطاع النفس النومي إلى زيادة مخاطر إصابتك أنت أيضاً.

هل انقطاع النفس الانسدادي النومي وراثي؟

تقول مجلة SELF الأمريكية، إن هناك بعض الحالات تشير إلى أن انقطاع النفس الانسدادي وراثي، ولكن ليس دائماً، ويرجع ذلك بالأساس إلى أن هذا النوع من الانسداد ليس له سبب واحد محدد.

وإنما يمكن أن ينشأ من مجموعة من العوامل المرتبطة بنمط الحياة، والعوامل الوراثية والصحية، التي لم تُحدد الكثير منها، كما توضح المكتبة الوطنية للطب.

يقول الأطباء إن أحد أسباب حدوث انقطاع النفس الانسدادي النومي في العائلات هو شكل المجرى الهوائي أو الفك السفلي، وكلاهما من عوامل الخطر لتوقف التنفس أثناء النوم، وهي سمات وراثية.

هناك العديد من الجينات المختلفة التي يُعتقد أنها مرتبطة بانقطاع النفس الانسدادي النومي، وتتعلق بالعديد من الوظائف الجسدية المختلفة، مثل تنظيم التنفس، والتحكم في الشهية، والاستجابة الالتهابية، وتطور الأنسجة في الوجه والرأس، وغير ذلك.

في حين يقول مايكل هاتز، طبيب الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة (ENT) في المركز الطبي بجامعة راش: "إن انقطاع النفس الانسدادي النومي يحدث عندما تصبح عضلات الحلق مرتخية للغاية أثناء النوم، فتُعيق التنفس بشكل طبيعي".

وأضاف: "يمكن أن يحدث هذا بسبب عدم اكتمال نمو عظام الوجه، ما يؤدي إلى ارتفاع سقف الحلق وصغر الفك السفلي، أو بسبب زيادة الوزن أو السمنة، ما يؤدي إلى ترسُّب الدهون في اللسان والحلق، ويُسبب تضييق مجرى الهواء، أو تضخم اللوزتين أو الأنسجة الرخوة الزائدة في الحلق، أو بسبب انخفاض التوتر في عضلات الحلق، الذي يمكن أن يتفاقم مع تقدم العمر وبعد انقطاع الطمث".

وتابع هاتز حديثه للمجلة نفسها قائلاً: "ومع ذلك، قدمت الدراسات بعض الأدلة على وجود صلة بين انقطاع النفس الانسدادي النومي والعوامل الوراثية، يُعتقد أن ما يقرب من 40% من حالات انقطاع النفس الانسدادي النومي تُعزى إلى عوامل وراثية".

هل انقطاع النفس النومي المركزي وراثي؟

وفقاً لمايو كلينيك، فإن توقف التنفس المركزي أثناء النوم هو اضطراب نوم يتوقف تنفس الشخص فيه بشكل متكرر أثناء النوم، بسبب فشل دماغه في إرسال الإشارات الصحيحة إلى العضلات التي تتحكم في التنفس.

 يقول الأطباء إن انقطاع النفس النومي المركزي أقل شيوعاً من انقطاع النفس الانسدادي النومي، وقد يكون أيضاً أكثر تعقيداً في الفهم.

في حين يقول فيليب لوسافيو، رئيس قسم جراحة النوم في قسم طب الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة (ENT) في المركز الطبي بجامعة راش: "إنه في حين أن بعض الأسباب الكامنة وراء انقطاع النفس النومي المركزي -مثل مشاكل القلب- قد يكون وراءها عامل وراثي أساسي، فإن انقطاع النفس النومي المركزي ليس وراثياً".

قد يهمك أيضاً: من الوخز والتنميل إلى شلل الوجه النصفي.. أعراض التهاب الأعصاب وطرق علاجه