في مُعظم الأحيان يقوم الناس بغسل اللحوم الطازجة بالماء قبل طهيها أو تجميدها في الثلاجة؛ ظناً منهم أنهم يقومون بتنظيفها من الجراثيم التي قد تكون التصقت عليها خلال رحلتها من مسلخ الذبح إلى المنزل، ولكن هل هذا التصرف صائب فعلاً؟
الإجابة هي حتماً "لا"، أما الأسباب فستجدونها في السطور التالية.
هل يجب غسل اللحوم قبل طهيها أو تجميدها؟
لا يُعد غسل اللحوم النيئة طريقة فعالة لتقليل الجراثيم أو البكتيريا الموجودة فيها، بل إن غسلها يمكن أن يُعرضك إلى التسمم الغذائي.
فوفقاً لما ذكره موقع Greatist فإن اللحوم النيئة قد تحتوي على بكتيريا ضارة، وبالتالي فإن أي شيء تلمسه هذه اللحوم كالأطعمة الأخرى أو أدوات الطبخ أو سطح المغسلة يمكن أن يتلوث بتلك البكتيريا.
كيف يمكن لغسل اللحوم أن يصيبك بالمرض؟
تخيل مثلاً أنك كنت تغسل اللحوم بماء من الصنبور، فقد ينقل الماء المتناثر تلك البكتيريا الضارة إلى حوض المغسلة أيضاً، ومن ثم إذا وقعت إحدى السكاكين في المغسلة وأنت استخدمتها فيما بعد من أجل تقطيع تفاحة! بكل بساطة فإن البكتيريا ستكون في هذه الحالة قد وجدت طريقها إلى داخل أمعائك.
وهكذا تحتاج تلك الأسطح إلى التنظيف وإلا ستخاطر بانتشار البكتيريا أكثر وأكثر، وتزيد من احتمالات تناول بعضها عن طريق الخطأ.
في حين أن الطهي بالشكل الملائم يقتل أي بكتيريا ضارة موجودة في اللحوم ويجعلها آمنة للأكل.
مخاطر الإصابة بالبكتيريا
لا شكَّ أنّ انتقال البكتيريا من اللحوم والدواجن والأسماك إلى جسم الإنسان قد يسبب المرض، سيما مرض التهاب المعدة والأمعاء.
وتشكل أعراض الإصابة بالبكتيريا وفقاً لما ذكره موقع Medical News Today ما يلي:
- الإسهال الذي غالباً ما يحتوي على الدم.
- آلام في المعدة.
- حمى.
- صداع.
- غثيان.
- تقيؤ.
وعادة ما تستمر هذه الأعراض ظاهرة لمدة تتراوح ما بين 3 إلى 6 أيام.
في حين تعتبر بكتيريا السالمونيلا واحدة من الأنواع التي يشيع انتقالها إلى الإنسان عن طريق اللحوم النيئة، وفي بعض الأحيان قد تكون خطيرة وتتطلب الذهاب إلى المستشفى سيما لدى كبار السن والأطفال دون 5 سنوات والأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة.
طرق الوقاية من البكتيريا
انتقال البكتيريا ليس مشكلة بسيطة، وغسل اللحوم ليس الأمر الوحيد المسبب له، لذلك إليك بعض النصائح من خدمة الصحة الوطنية الحكومية البريطانية NHS من أجل مساعدتك في تقليل خطر الإصابة بالتسمم الغذائي في المنزل.
اغسل يديك بشكل جيد
اغسل يديك جيداً بالماء (دافئ أو بارد) والصابون وجففهما، قبل تناول الطعام.
وبعد التعامل مع الطعام النيء – بما في ذلك اللحوم والأسماك والبيض والخضراوات، وبعد لمس العلب والأكياس أو الذهاب إلى المرحاض أو زفير أنفك أو لمس الحيوانات.
اغسل أدوات المطبخ
اغسل ألواح التقطيع والسكاكين والأواني قبل وبعد تحضير الطعام، خاصة بعد أن تلامسها اللحوم النيئة بما في ذلك الدواجن والبيض النيء والأسماك والخضراوات.
استخدم ألواح تقطيع منفصلة
استخدم ألواح تقطيع منفصلة تكون مخصصة فقط لتقطيع اللحوم النيئة.
هذه تمكنك من تجنب تلويث الأطعمة الجاهزة والخضراوات بالبكتيريا الضارة التي يمكن أن تكون موجودة في الطعام النيء قبل طهيه.
اغسل مناشف الصحون
اغسل مناشف الصحون بانتظام واتركها تجف قبل استخدامها مرة أخرى، فالمناشف المتسخة هي المكان المثالي لانتشار الجراثيم.
احتفظ باللحم النيء منفصلاً عن الأطعمة الجاهزة للأكل
من المهم بشكل خاص إبعاد اللحوم النيئة عن الأطعمة الجاهزة للأكل، مثل السلطة والفواكه والخبز، هذا لأن هذه الأطعمة لن يتم طهيها قبل تناولها، لذلك لن يتم قتل أي بكتيريا تدخل إلى الأطعمة من اللحوم النيئة.
كما ننصحك بتغطية اللحوم النيئة وتخزينها على الرف السفلي للثلاجة، حيث لا يمكن لمسها أو تقطيرها على الأطعمة الأخرى.
أطعمة توقف عن غسلها
يؤدي غسل بعض هذه الأطعمة إلى خسارة فوائدها والبعض الآخر إلى زيادة احتمالية الإصابة بالأمراض، وفقاً لما ذكره موقع Oola المتخصص بالأمور المنزلية.
المعكرونة
عندما تأخذ حفنة من المعكرونة من العلبة، قد يبدو من الجيد غسلها جيداً أولاً، لكنك لست مضطراً للقيام بذلك لأنك في هذه الحالة تتخلص من النشاء الموجود فيها.
الخضراوات المغسولة مسبقاً مثل الخضر الورقية
أظهرت دراسة علميّة أنه لا ينبغي عليك غسل الخضراوات المغسولة مسبقاً بعد الشراء، والسبب أنك ستكون أكثر عرضة لنشر الجراثيم بهذه الطريقة وإصابة نفسك بالمرض.
وقالت الدراسة التي أجرتها مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكيّة في العام 2007 إنه لا داعي إلى غسل الخضار المغسول مسبقاً مثل الخضراوات الورقية ويجب تناولها قبل انتهاء صلاحيتها.
وأوضحت أيضاً أن غسل الخضراوات الورقية لا يقلل بالضرورة البكتيريا التي قد تطفو حولها وأنها نادراً ما تحتوي على البكتيريا أساساً.
البيض
تقول وزارة الزراعة الأمريكية إنك لست مضطراً لغسل البيض مرة أخرى بعد شرائه لأنك ستزيل طبقة واقية تمنع نمو البكتيريا.
كما تحذرك من أنك بمجرد غسله بعد استخدامه سيفتح عليك باب الإصابة بالبكتيريا مجدداً.