يعتبر التمر الهندي واحداً من مشروبات رمضان الأساسية على موائد الإفطار في كثير من الدول العربية، ففضلاً عن طعمه اللذيذ للتمر الهندي فوائد عديدة، أهمها أنه يساعد الصائمين على قطع العطش، وكلام العالم المسلم أبي بكر الرازي خير دليل على ذلك، عندما قال: "إنَّ عصارة التمر الهندي تقطع العطش لأنها باردةٌ طرية".
قصة شراب التمر الهندي
يصنع عصير التمر الهندي من ثمار شجرة استوائية لها نفس الاسم، نشأت في الأساس في الهند والغابات الإفريقية، وهو السبب وراء تسميتها بالدول العربية بالتمر الهندي.
بينما يعود تاريخ اختراع عصير هذه الثمرة إلى القرن الرابع قبل الميلاد في مصر القديمة واليونان، وفق ما أشار إليه موقع Nutritious Fruit.
في حين يشير موقع ويكبيديا إلى أنّ الفضل في إدخال زراعة التمر الهندي إلى مناطق البحر المتوسط يعود إلى الفراعنة في العصور القديمة، إذ عثر علماء الآثار على بعض أجزاء من التمر الهندي في مقابر الفراعنة.
ومن مصر القديمة انتشر اختراع التمر الهندي إلى المناطق المجاورة حتى وصل إلى أوروبا أيضاً.
وقد جاء ذكر التمر الهندي في وصفة فرعونية في بردية إيبرس الطبية، ضمن وصفة علاجية لطرد وقتل الديدان في البطن.
بردية إيبرس هي أَول بردية كُتبت في تاريخ البَشرية، وتعتبر إحدى البرديات الطبية المصرية التي تعتني بمعرفة الأعشاب، ويعود تاريخها إلى حدود عام 1550 قبل الميلاد، لكن رغم ذلك يعتقد أنها نسخت من نسخ أقدم، وهي مكونة من 110 صفحات، وطولها 20 متراً.
أمّا عن سبب ارتباط شراب التمر الهندي بطقوس شهر رمضان فإنه جاء في عهد حكم المماليك، الذين استعانوا به كشراب يتناول إلى جانب وجبات الإفطار والسحور، وذلك بسبب فوائده الكبيرة، خاصة تجنب العطش خلال فترات النهار.
التمر الهندي هو زوجة الإله كريشنا الهندوسي!
وذُكر في كتاب "أسرار العلاج بالنباتات الطبية والمكسرات والتوابل" أنّ للتمر الهندي ارتباطاً بالديانة الهندوسية، فإحدى الجماعات التي تعبد الإله كريشنا تعتبر شجرة التمر الهندي واحدة من بين زوجات كريشنا.
إذا يعتقد أن كريشنا تزوج 16 ألف زوجة وقُتل عن طريق الخطأ بسهم أحد الصيادين.
ووفق موقع Successible Life، فإن للتمر الهندي اتصالاً وثيقاً مع الثقافات الروحية حول العالم، إذ تعتبر هذه الثقافات أن تناول التمر الهندي يعتبر تجسيداً خاصاً لطاقة الين واليانغ، ليساعد على الشعور بالتوازن والانسجام.
كما أنّ بعض الثقافات الإفريقية والكاريبية تعتبر التمر الهندي طعاماً وشراباً روحياً، ويقال عن أشجاره إنها أشجار الروح التي لها جذور عميقة تصل للعالم السفلي، كما يُعتقد أن قطع هذه الشجرة دون استبدالها سيكون فألاً سيئاً لجميع المحاصيل المستقبلية.
العلماء القدامى نصحوا بشربه نظراً لفوائده
وصف أطباء الفرس القدامى منقوع التمر الهندي شراباً لعلاج بعض أمراض المعدة والحميات الناشئة عنها، ثم عرفت أوروبا هذه الفوائد العلاجية عن طريق العرب الذين حملوا معهم التمر الهندي أثناء الفتوحات الإسلامية.
قال ابن سينا: إن "التمر الهندي ينفع مع القيء والعطش في الحميات، ويقبض المعدة المسترخية من كثرة القيء، يسهل الصفراء، والشراب من طبيخه قريب من نصف رطل ينفع الحميات".
فيما قال ابن البيطار إن "التمر الهندي أجوده الطري الذي يذبل وهو يكسر وهيج الدم، مسهل وينفع من القيء والعطش ويسهل الصفراء ويسيل الصفراء ينفع من الحميات وشربته ربع رطل".
مكونات التمر الهندي
- كيلو من التمر الهندي الأسود
- نصف كيلو من التمر الهندي البني
- 5 أكواب من السكر
- 12 كوباً من الماء
- نصف كوب من عصير الليمون
طريقة تحضير التمر الهندي
- نقوم بنقع التمر الهندي الأسود والبني في الماء لمدة لا تقل عن 10 ساعات متواصلة.
- ومن ثم نقوم بعصر حبات التمر الهندي وهرسها جيداً باستخدام الشوكة، حتى تصبح ناعمة جداً، ومن ثم نصفيها.
- بعد ذلك نضيف السكر ونحركه مدة دقيقتين باستخدام ملعقة خشبية.
- بعدها نضع العصير في وعاء على درجة حرارة متوسطة لمدة لا تقل عن نصف ساعة تقريباً حتى يغلي تماماً.
- بعدها نرفع الوعاء عن النار، ونتركه جانباً لمدة عشر دقائق حتى يرتاح قليلاً.
- ومن ثم نسكب الخليط في وعاء زجاجي واسع، أو في قنينة عميقة ونظيفة.
- بعدها نضع مقدار معلقة كبيرة من المزيج في كوب من الماء البارد ونحركها لتصبح جاهزة.