الخصوصية والأمن من كبرى سلبياته، ويُمكِّنك من إدارة حياتك بلمسات بسيطة.. ما هو إنترنت الأشياء؟

ربما تكون قد سمعت عن إنترنت الأشياء «iOT» اختصاراً لـInternet of things بالانجليزية، وتساءلت عن ماهيته، التعريف الأبسط له هو:

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/13 الساعة 16:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/31 الساعة 10:00 بتوقيت غرينتش
Hand holding mobile with Smart home control icon feature with blur kitchen background,Digital Lifestyle concept

ربما تكون قد سمعت عن إنترنت الأشياء "iOT" اختصاراً لـInternet of things بالانجليزية، وتساءلت عن ماهيته، التعريف الأبسط له هو:

"التقنية الحديثة التي تسمح بالربط بين الأشياء من خلال القابلية للتوصيل بشبكة الإنترنت وما يُعرف بتقنيات الذكاء الاصطناعي وأدواته وبرمجياته. وتبادل البيانات بين تلك الأشياء هو ما يسمح بإدارتها والإشراف عليها والتحكم فيها".

وهو تعريف لا بأس به لشرح التقنية التي صعدت بقوة في الفترة الأخيرة، ولكنه قد لا يغطي كل جوانب الأمر، كما أنه لا يخلو من تعقيد تكنولوجي قد لا يساعد في توصيل المعنى المهم من وراء تلك التقنية بشكل كامل.

الآن يمكننا التعرف على إنترنت الأشياء بشكل أبسط وأكثر شمولاً، من خلال مجموعة من الأسئلة المباشرة وإجابتها.

ما هو إنترنت الأشياء؟

المصطلح نفسه بسيط، ولكن ربما لا يكون معناه بسيطاً، لذا دعنا نقرّب لك الصورة، فلنقسم المصطلح إلى قسمين: "الإنترنت" و"الأشياء".

ربما لا نحتاج إلى تعريف جديد للإنترنت، ولكن يمكننا تعريف الأشياء، فلو تساءلت: ما هي تلك "الأشياء" التي تأتي في تسمية هذه التقنية؟

فهي ببساطة، كل ما يُمكن ربطه بالإنترنت، مثل الأجهزة والآلات؛ أو الإنسان أو أحد أعضاء جسده؛ أو حتى الحيوان.

كذلك، الأغراض الجامدة مثل الأواني والأثاث والأوعية والمرايا وحتى الملابس، وكل ما يصلح لدمج خاصية التوصيل بالإنترنت به من خلال إعطائه رقم تعريف بيانات، ويسمى عنوان بروتوكول الإنترنت أو IP.

ويمكن التدليل على هذا ببساطة، من خلال كُل تلك الأجهزة والأغراض والتقنيات المنتشرة اليوم والتي يُلحق بها اسم "ذكي"، فربما سمعت عن مرآة ذكية تساعدك على أداء التمارين الرياضية أو تخبرك بالطقس.

أو ربما سمعت عن سِوار ذكي حول مِعصمك يقيس معدلات نشاط جسدك، وإخبارك عندما تحتاج شرب الماء أو الراحة، أو حتى حرق مزيد من الدهون.

إنترنت الأشياء.. ما الأمثلة التي قد تغير حياتنا؟

سمعت بالأجهزة الذكية، لكن ما زالت الصورة غير واضحة؟ حسناً، تخيَّل معي السيناريو التالي، لإيضاح التقنية بشكل أكبر:

ابتعت للتو منزلاً جديداً، واشتريت مُكيفاً حديثاً ذكياً يمكن ربطه بتطبيق على هاتفك الذكي، ليمكِّنك من إدارة المكيف عن بُعد.

فتضبط له الأوامر التالية: العمل أتوماتيكياً قبل وصولك إلى المنزل بساعة، ثم رفع أو خفض درجة الحرارة تدريجياً، وعندما تصل إلى منزلك يكون المُكيف قد هيَّأ للمنزل بالكامل درجة الحرارة التي تفضلها.

ومن بين الأشياء التي اشتريتها لمنزلك الجديد ثلاجة ذكية متصلة مباشرة بحساب التسوق الخاص بك على أحد المتاجر الإلكترونية، وهي مزودة بمستشعر قياس يحدد كمية أحد الأطعمة بداخلها.

وعندما يوشك هذا الطعام على النفاد، تطلب الثلاجة أتوماتيكياً كمية أخرى من هذا الطعام من المتجر، وتوصيله إليك خلال التوقيت المناسب لك، وبوسيلة الشراء المناسبة.

يمكنك تطبيق ذلك على كثير من "الأشياء" الأخرى؛ بداية من ملابسك الذكية وحاوية نفاياتك الذكية وأنظمة الأمان والإنذار في منزلك، وحتى إمكانية مراقبة حركة حيوانك الأليف داخل المنزل والذي لديه شريحة ذكية حول عنقه مثلاً، تسمح لك بتتبع أنشطته وحركته.

كما يمكن ذكر أمثلة مهمة لهذه التقنية؛ مثل الحسابات البنكية الإلكترونية وإدارتها من خلال تطبيقات الهاتف، أو ربطها بأجهزة ذكية أخرى.

وأيضاً خاصية الشراء ونقل المدفوعات بمجرد المسح الإلكتروني لشريحة الهاتف الذكي أو الحافظة الذكية.

هل الأمر بتلك البساطة فقط؟

ربما يكون كذلك في مضمونه الأساسي، ولكن التكنولوجيا وراء عمل إنترنت الأشياء أعقد مما تبدو عليه في المضمون أو الفكرة وراءه، ويمكننا تبسيطها كالتالي:

عملية الربط ونقل البيانات من "شيء" إلى آخر تستخدم الوسيط الأساسي "الإنترنت"، ولكن أي نوع أو أي تقنية تحديداً في الإنترنت التي يقوم عليها إنترنت الأشياء؟

التقنية الأساسية هي ميثاق الإنترنت السادس IPv6، وهو أحد أنواع الترددات في موجات البيانات المتبادلة على الشبكة، وهو الذي يتيح لشركات التكنولوجيا تزويد أي جهاز أو غرض بعنوان IP فريد غير متكرر، يعمل كأنه "بوابة" تعريف لمرور البيانات مُستخدمةً ميثاق IPv6.

كذلك، يمكننا ذكر تقنيات أخرى رئيسة في إنترنت الأشياء، منها تقنية Wi-Fi المعروفة لنا، أو تقنية أخرى هي الربط الخلوي اللاسلكي Cellular Wireless Connectivity مثل ناقلات للبيانات من "شيء" إلى آخر.

كذلك، التقنيات الحديثة ذات الطبيعة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي مثل حَسّاسات ومستشعرات الضوء والحرارة والوزن والحركة والأوامر الصوتية، والتي تُمثّل الجزء الأساسي في كيفية "تواصل" الأشياء، ونقلها من خلال الإنترنت في شكل بيانات، تنتقل فوراً، أو تُخزَّن باستخدام التخزين السحابي cloud storage ، أو تُعالَج باستخدام الحوسبة السحابية cloud computing .

من يَملك إنترنت الأشياء؟

ربما يمكننا أن نسأل هذا السؤال بشكل آخر: هل إنترنت الأشياء يخضع لشركة أو مؤسسة بعينها؟

الإجابة: لا. إنترنت الأشياء هو تكنولوجيا تقوم كثير من شركات التكنولوجيا بتزويدها وإلحاقها بمنتجاتها، أو حتى إدارة بياناتها.

على سبيل المثال، كل شركة تُصنّع هاتفاً ذكياً، أو حاسوباً متطوراً، أو معالج بيانات عالي القدرة، هي شركة مشاركة في تقديم هذه التكنولوجيا.

ولكن المؤسسات الأبرز في عالم إنترنت الأشياء هي الشركات التي تصنِّع معدات مجهزة بهذه التقنية، أو إدارة بيانات الشبكة من خلال تطوير التخزين والحوسبة السحابية. ومن بين الشركات الرائدة في هذا المجال شركة SAP لأنظمة التشغيل وإدارة البيانات، وGoogle، وARM، وSamsara، وNvidia، وsiemens، وCisco.

الصورة أكثر وضوحاً الآن.. ولكن، ما فوائد إنترنت الأشياء؟

الآن صار بإمكاننا تخيل الصورة كاملة، فمع هذه التقنية الحديثة التي تكاد تُشكل المستقبل بأكمله، لم يعد من الصعب أن نرى الفوائد التي تأتي من إنترنت الأشياء:

تواصُل بشكل أفضل: مع إمكانية بقاء الأجهزة والآلات والأشياء متصلة بشكل دائم دون الحاجة إلى العنصر البشري، تكون نسبة الخطأ أقل والعمليات المطلوبة أكثر شفافية وبجودة أعلى مما كانت عليه.

التحكم والتشغيل الآلي: مع ارتباط شبكة كاملة من الأجهزة والأشياء بشكل رقمي مركزي، يمكننا الآن القول إن التشغيل الآلي للأشياء automation صار سهلاً، بكثير من الدقة، وقليل من التدخل البشري وكثير من الطاقة، بلا جُهد مهدَر في الأعمال.

مزيد من البيانات: الكثير من البيانات المتوافرة يعني صُنع قرار أفضل، سواء كانت البيانات عن غرض أو سلعة ما، أو حتى قرار شراء قد يُتَّخَذ بشكل أفضل كلما توافرت بيانات أكثر للتوضيح والمقارنة.

المراقبة الكاملة: وضوح الصورة من أهم فوائد إنترنت الأشياء. فعندما نستخدم مثلاً أشياء توفر بيانات درجات الحرارة المفضلة لشريحة كبرى من الأشخاص؛ أو معلومات عن السلع الأكثر طلباً؛ أو المنتجات التي يفضلها الأغلبية من المستخدمين، كل هذا يوفّر لنا كثيراً من المعلومات التي من خلالها يمكن تطوير الأشياء أو رفع درجات الأمان ومعايير الجودة.

الوقت والمال: يمكننا تَخيُّل هذه الفائدة مباشرة، فعندما نوفر الوقت للذهاب إلى الأسواق، أو الاتصالات لتحديد مواعيد صيانة السيارة، أو حتى الذهاب إلى البنوك، يمكننا أيضاً بحسبة بسيطة أن ندرك الكَم الكبير من الوقت المتوافر.

كلما أتيحت لنا الفرصة لتوفيرالطاقة فنحن نوفر الأموال، والإدارة الذكية للطاقة الآن تحقق ذلك بشكل كبير. كما يمكننا أن نتخيل كَم الأموال التي سوف يوفرها إنترنت الأشياء من خلال أنظمة الإنذار المبكر للتداعيات الصحية مثلاً، أو أية تنبيهات إلى أعطال وأعمال الصيانة المبكرة للأغراض وهو ما ينعكس مباشرة على توفير الأموال.

يُقرّب المستقبل.. ولكن، ما أضرار إنترنت الأشياء؟

إنترنت الأشياء تكنولوجيا رائعة، ولكن بالطبع مثلها مثل أي تكنولوجيا، عُرضة للتسبب في بعض السلبيات أو الأضرار، يمكننا حصرها أساسياً في:

الخصوصية والأمن: في عالم تقوده التكنولوجيا اليوم، وكل شخص تقريباً أصبح في حوزته جهاز متصل بالإنترنت، هذا يرفع درجة المخاطرة بتسرب البيانات. ومع تقدم تقنيات الاختراق والقرصنة، صار خطر تعرض بياناتك للخطر أكبر، وهذا يعني بالطبع أن خصوصية بياناتك التي تشاركها ليست بعيدة عن التسرّب.

التعقيد: وجود شبكة موازية مركزية تعمل على إدارة البيانات وتوجيه الأشياء ليس بالأمر البسيط، فثغرة واحدة في هذه التكنولوجيا المعقدة قد تتسبب في مشاكل بنظام إدارتها بالكامل، وهو حتى الآن واحد من أكبر مخاوف هذه التكنولوجيا.

وظائف أقل: مع التشغيل الآلي الرقمي المتزايد للأشياء، ستقِلُّ بالطبع فرص الإنسان في وظائف بعينها، والتي ربما تتزايد عندما يزداد انتشار التقنية بشكل أوسع، وسوف تتضاءل فرص التوظيف لحساب جهاز ذكي، أو نظام تشغيل.

الاعتمادية: مع انتشار إنترنت الأشياء وخضوع أغلب أنشطتنا وعملياتنا اليومية له، تقل بالضرورة نسبة الاعتماد على العنصر اليدوي البشري، وهذا يعني أنه في حال ظهور خطأ أو عطل في هذه التكنولوجيا، فإنه سوف يعني تعرضنا نحن وأجهزتنا، بل وحياتنا نفسها، لخطر العطب أو التعطل.

علامات:
تحميل المزيد