ما هي المقاتلة الحديثة التي أدخلها الروس بكثافة لحرب أوكرانيا وبدأت تحقق لهم التفوق الجوي؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/28 الساعة 18:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/28 الساعة 18:54 بتوقيت غرينتش
روسيا بدأت تكثف من استخدام مقاتلات سوخوي 35/رويترز، أرشيفية

تحول مقلق لأمريكا والغرب تشهده ساحات القتال فوق أوكرانيا، حيث بدأت القوات الجوية الروسية تصبح أكثر فاعلية وتحقق تفوقاً جوياً مفيداً لقواتها على الأرض، وذلك بفضل إدخال مزيد من الطائرات الحديثة خاصة من طراز سوخوي 35.

ويثير ذلك تساؤلات حول سبب عدم نجاح روسيا في تحقيق ذلك من قبل، ولماذا حققت سوخوي 35 هذا الفارق في المعركة؟

صمود أوكرانيا تحقق جراء إخفاق القوات الجوية الروسية

كان عدم قدرة روسيا على تحقيق التفوق الجوي الكامل طوال فترة الحرب هو مفتاح النجاحات الأوكرانية في ساحة المعركة، بل لو تحقق للروس التفوق الجوي لسحقوا القوات الأوكرانية على الأرض.

ورغم التفوق الروسي الهائل في الأعداد ونوعية الطائرات (حيث لديها ثاني أقوى قوة جوية في العالم) فشلت روسيا في تحقيق الهيمنة الجوية على سماء المعركة في أوكرانيا مثلما فعلت أمريكا وحلفاؤها في حربي العراق 1991، و2003، وحروبها في يوغسلافيا.

ولكن في حرب أوكرانيا فشلت حملة قمع دفاعات العدو الجوية الروسية "SEAD" في إضعاف الدفاعات الجوية الأوكرانية، مما سمح للقوات الجوية الصغيرة المملوكة لكييف بمواصلة العمليات من القواعد في غرب أوكرانيا وفرض تكاليف على القوات الروسية، مما منع التفوق الجوي لها.

ولدى أوكرانيا عدد قليل ومتقادم من الطائرات التي ورثتها عن الاتحاد السوفييتي، بشكل يجعل سلاحها الجوي أضعف من معظم الدول العربية.

وأبرز الطائرات لدى أوكرانيا 37 طائرة ميغ 29، معظمها من نسخ قديمة غير محدثة بمستوى يناهز النسخ الروسية، ولديها 17 مقاتلة متخصصة في القصف الجوي من طراز سوخوي 25، و12 قاذفة من طراز سوخوي 24، وأقوى ما في جعبتها 32 من الطائرة الشهيرة سوخوي 27 التي تعود للثمانينيات ويُعتقد أنها تعادل في قدراتها الـ"إف 15″ الأمريكية.

سوخوي 35
سوخوي 27 المقاتلة السوفيتية أفضل ما في ترسانة أوكرانيا الجوية/ويكيبيديا

الفارق الهائل يُظهر أن روسيا لديها (229 طائرة) من السوخوي 27، ولكنها تمثل الجيل الأقدم من الطائرات الروسية، إذ لديها نسخ أحدث من هذه العائلة، منها 111 من طائرات سوخوي 30 الروسية الشهيرة التي تقارَن بالـ"إف 15 سترايك إيجل" الأمريكية، وتمتلك موسكو 92 من النسخة الأحدث من هذه العائلة الطائرة الشهيرة سوخوي 35، إضافة إلى 124 من المقاتلة القاذفة سوخوي 34 المطورة عن الأصل نفسه.

كما تمتلك روسيا نحو 275 مقاتلة ميغ 29، و286 قاذفة دعم جوي قريب سوخوي 25 الأبطأ من سرعة الصوت.

إضافة إلى عدد محدود من مقاتلات شبحية من طراز سوخوي 57 الشبحية من الجيل الخامس التي بدأت تدخل الخدمة بشكل محدود، ناهيك عن عشرات القاذفات التي لا تمتلك كييف لها مثيلاً.

إليك أهم خسائر القوات الجوية الروسية

واعتمدت القوات الجوية الروسية في بداية الحرب بشكل كبير على طائرات سوخوي 25 الأبطأ من صوت، كقاذفة دعم جوي قريب، وسوخوي 34 كقاذفة مقاتلة، ولكن الطائرتين سجلتا خسائر كبيرة، حيث سجلت سوخوي 34 التي تمثل النسخة القاذفة المقاتلة من عائلة فلانكر، أكبر خسائر بين المقاتلات الروسية، بعدد يبلغ 19، وفقاً لبعض التقديرات، وقد يكون السبب هو استخدامها بكثافة في عمليات القصف المنخفض، المتخصصة بها هذه الطائرة، كما سقطت نحو 24 طائرة روسية من طراز سوخوي 25.

وتبلغ خسائر روسيا من المقاتلة سوخوي 30 المحورية في عائلة فلانكر، 11 طائرة بين تدمير وإصابة دون تدمير كامل، حسب دراسة أجراها موقع Oryx للاستخبارات مفتوحة المصدر.

أما  سوخوي 35 التي تمثل درة التاج الروسي، فبلغت الخسائر الروسية منها طائرتين، وفي تقديرات أخرى 3 مقاتلات.

الفارق بين سوخوي 30 وسوخوي 35

كلتاهما تشتركان في أصل واحد هو الطائرة السوفيتية الكبيرة والقوية سوخوي (Su-27) التي دخلت الخدمة في أواخر الحرب الباردة، وهي الطائرة المؤسسة للعائلة التي تسمى في الغرب "فلانكر"، وهي تسمية باتت مقبولة في روسيا. 

واكتسبت سوخوي 27 شهرة كبيرة في الغرب، بقدرتها الاستثنائية على المناورة التي تفوق منافستها الغربيات، ومنها مناورة الكوبرا الشهيرة التي أدتها بمعرض باريس في واقعة شهيرة عام 1989، حيث أبهرت الطائرة متابعيها الغربيين عندما انقلبت على عقبيها ليدور أنفها دورة شبه كاملة ويرتفع لأعلى كأنها تقف في السماء، وهي مناورة كان يُنظر إليها على أنها مستحيلة، ويُفترض نظرياً أنها تعطيها أفضلية في أي قتال جوي قريب، رغم أن هذه المناورة لم تختبر عملياً بعد.

سوخوي 30 تمثل الطائرة المحورية في عائلة فلانكر، وهي أقدم من سوخوي 35، وأبرز الفوارق بينهما، أن معظم نسخ سوخوي 30 ثنائية المقعد، بينما سوخوي 35 أحادية المقعد، قد خضعت الأخيرة لتطوير جذري، يشمل محركاً أقوى يوفر سرعة أعلى، وراداراً أكثر تطوراً، وقدرة على حمل صواريخ أقوى، إضافة لتعديلات في بنية وتصميم هيكل سوخوي 35 لتجعله أخف وأكثر موثوقية وأعلى في التخفي من سوخوي 30، علماً بأن بعض النسخ الحديثة من سوخوي 30 مثل النسخ الهندية والروسية تحمل بعض التقنيات من سوخوي 35.

سوخوي 35
مقاتلة سوخوي 30 روسية/رويترز، أرشيفية

تتميز الطائرة Su-30SM ذات المقعدين (Flanker-H) بصرياً بوجود مجموعة ثانية من الأجنحة الصغيرة بجانب الأنف، مما يعزز القدرة على المناورة. يمكن لضابط أنظمة أسلحة المقعد الخلفي في Flanker-H المساعدة في إدارة الأسلحة وأجهزة الاستشعار، خاصةً لمهام الهجوم الأرضي.

قادت الطائرتان حملة فاشلة لقمع الدفاعات الجوية الأرضية للعدو (SEAD) جنباً إلى جنب مع قاذفات Su-34، حسب وصف موقع مجلة Business Insider الأمريكية.

إضافة لتوفير الحماية للقاذفات الروسية وطائرات الدعم الجوي القريب من طراز سوخوي 25 والمروحيات. 

كما قاموا بواجب ثالث كمنصات هجومية تطلق صواريخ موجهة لمسافات طويلة وقنابل غير موجهة.

معظم مقاتلات سوحوي 35 المملوكة للجيش الروسي تعمل في أوكرانيا، ويعتقد  أن سرباً واحداً فقط منها في فوج الطيران المقاتل الثاني والعشرين غير المنتشر للحرب في أوكرانيا، و 25 طائرة أخرى في وحدات التدريب والاختبار.

قد تكون روسيا قد عززت من مخزونها من طائرات Su-35 بواسطة 24 طائرة صنعتها لمصر قبل أن تلغي القاهرة الطلب؛ استجابة لضغوط أمريكية. ومع ذلك، تشير التصريحات الأخيرة إلى أن موسكو قد تبيعها إلى إيران مقابل طائرات إيرانية بدون طيار.

قبل حرب أوكرانيا، قدر أن هناك 91 طائرة Su-30SM في الخدمة لدى القوات الجوية الروسية، إضافة إلى 24 Su-27SM3، وقامت البحرية الروسية بتشغيل 22 طائرة Su-30SM وتسلمت ما لا يقل عن أربع طائرات Su-30SM2" التي تسمى سوبر سوخوي وتتشابه في محركها وإلكترونيات الطيران والرادار مع سوخوي 35 إس.

سرب القوات الجوية الروسية من مقاتلات Su-27SM3 ذات المقعد الواحد الأقدم ولكن المطورة نشط، بشكل أساسي في دور دفاعي مضاد للجو.

إليك كيف كان أداؤها؟

شهدت الأسابيع الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا اشتباكات مقاتلة فلانكر الروسية في عدة اشتباكات جو-جو فوق منطقة كييف والقواعد الجوية الأوكرانية في جيتومير القريبة.

رغم فشل السوخوي في فرض هيمنتها على سماء أوكرانيا، ولكن عائلة فلانكر الروسية مسؤولة عن كل الخسائر الموثقة التي أصابت الطيران الهجوم الأرضي الأوكراني بما في ذلك طائرتان أسرع من الصوت من طراز Su-24M وطائرة هجومية واحدة على الأقل من طراز Su-25.

كما أسقطت الطائرات الروسية ثلاث طائرات هليكوبتر من طراز Mi-8 بالقرب من تشيرنيهيف في 8 مارس/آذار 2022، وفقاً لما ذكره الطاقم الناجي.

لماذا فشلت في قمع الدفاعات الجوية الأوكرانية؟

ومع ذلك، فإن المقاتلات الروسية بشكل عام لم تستطع منع طلعات الهجوم البري الأوكراني، كما تكبّدت خسائر من قبل الدفاعات الأرضية الأوكرانية. 

نظراً للرادارات المتفوقة والصواريخ بعيدة المدى، تمتلك فلانكرز الروسية تفوقاً تقنياً كبيراً على المقاتلات الأوكرانية في الحروب بعيدة المدى.

ومع ذلك، يبدو أن الطيارين الروس غير مستعدين للضغط بقوة على القتال في المجال الجوي الذي تسيطر عليه أوكرانيا بسبب التهديد الذي تشكله الدفاعات الجوية الأرضية.

وشنت مقاتلات من طراز سوخوي 30 SM والأكثر مقاتلات من طراز سوخوي 35، حملة قمع للدفاع الجوي للعدو (SEAD) على أوكرانيا، مسلحة عادةً بصواريخ Kh-31P و Kh-31PM المصممة لتتبع إشارات رادارات العدو من على بعد 70 و155 ميلاً. 

وتعمل هذه الصواريخ التي تطير بضعف سرعة الصوت على مطاردة أنظمة الدفاع الجوي Buk و S-300P وهي الأنظمة الأكثر قوة لدى أوكرانيا. 

استخدمت سوخوي 35 أيضاً صاروخ Kh-58 المضاد للإشعاع الأقدم.

على الرغم من التسلح الهائل وبعض النجاحات في أيام بدء الحرب، فشلت حملة قمع دفاعات العدو الجوية (SEAD) الروسية في تحييد الدفاعات الجوية الأوكرانية الواسعة، والتي قد تكون بحوزتها أكثر من 270 نظام S-300، وBuk، حسب تقرير Business Insider.

صواريخ إس 300 الروسية الصنع تستخدمها أوكرانيا بكثافة/رويترز

وكتب محلل الطيران العسكري البريطاني جاستن برونك لـ RUSI في وقت مبكر من الحرب "الحاجة إلى البقاء بعيداً عن النطاق الفعال لصواريخ SAM قصيرة ومتوسطة المدى تعني أن عمليات الإطلاق صواريخ [Kh-31] لها احتمالية منخفضة جداً للتدمير، وبشكل عام تعمل فقط على إجبار مشغلي أنظمة صواريخ الدفاع الجوي"SAM" الأوكرانيين مؤقتاً على إيقاف تشغيل الرادارات الخاصة بهم لفترة قصيرة أثناء وجود المقاتلات في الهواء".

في يوليو/تموز وأغسطس/آب 2022، شنت روسيا مراراً عمليات قمع للدفاعات الجوية الأوكرانية واسعة النطاق، حسب المجلة الأمريكية.

 ووصفها مؤرخ الطيران العسكري توم كوبر كالتالي: "شاركت في الحملة تشكيلات كبيرة – من أكثر من 20 طائرة – بما في ذلك طائرة القيادة الإلكترونية "Il-20M"، وطائرات A-50 SRDLO وهي طائرات الرادار المحمولة جواً، مثل طائرات أواكس الأمريكية، وطائرة الاستطلاع الإلكترونية Su-24MRs، وطائرات Su-34 المجهزة لتوفير عمليات تشويش وأدوات الحرب الإلكترونية الأخرى، إضافة إلى لطائرات سوخوي 35 مسلحة بصواريخ Kh-58s، و سوخوي 34 مسلحة بصواريخ Kh-59M".

رأى كوبر أدلة قليلة على أن هذه الغارات قد حققت نجاحاً كبيراً، ويقول: "بقدر ما أستطيع أن أقول، انتهى الجهد بأكمله بفشل كبير: لقد قاموا بعمليات قصف كبيرة، ولكن لا تزال الدفاعات الجوية الأوكرانية على طول خط المواجهة سليمة تماماً".

بشكل عام، نجح مشغلو الدفاع الجوي الأوكرانيون في الاستمرار في التحرك ونفذوا كمائن للمقاتلات الروسية لتحقيق أقصى قدر من البقاء على قيد الحياة. 

من الواضح أن روسيا تفتقر إلى ما يكفي من طائرات المراقبة طويلة المدى/ التحمل والطائرات بدون طيار القتالية لمطاردة أصول الدفاع الجوي الأوكرانية من خلال المسح الضوئي المرهق.

تمت الاستفادة من مقاتلات سوخوي 30 و35 أيضاً في أدوار الهجوم الأرضي، وذلك باستخدام صاروخ جو-أرض دون سرعة الصوت Kh-59 بمدى يتراوح من 124 إلى 180 ميلاً وهو ما يكفي للإطلاق من خارج منطقة فعالية الدفاع الجوي.

أصابت هجمات Kh-59 القواعد الجوية وصوامع الحبوب والبنية التحتية، ومع ذلك، قيل إن الطائرات عانت من المواجهة مع الدفاعات الجوية الأوكرانية.

كما تم استخدام المقاتلات الروسية في مهام الهجوم الأرضي باستخدام القنابل والصواريخ غير الموجهة في قطاعي سومي وخاركيف.

لماذا بدأ يتغير الوضع لصالح روسيا؟

ولكن القوات الجوية الروسية بدأت تحقق "هيمنة متزايدة" في السماء فوق منطقة الصراع في شرق أوكرانيا، حسبما نقلت شبكة ABC News الأمريكية عن مسؤول أوكراني كبير مؤخراً.

في إحاطة مؤخراً مع الصحفيين، قلل مسؤول غربي من شأن القلق، مشيراً إلى أن قدرة روسيا على السيطرة على السماء كانت محدودة بسبب الدفاع الجوي وصواريخ أرض جو.

قال المسؤول: "نحن لا نرى تغييراً كبيراً في هذا الوضع".

ولكن المسؤول الكبير في كييف، قال لـ"ABC News"، إن روسيا استبدلت الطرازات القديمة من الطائرات بطائرتها Su-35 الأكثر حداثة. 

الاستخدام المكثف للمقاتلة الشهيرة سوخوي 35 يضع أوكرانيا في مأزق

وقال المسؤول إن سوخوي 35 مجهزة "برادار فعال للغاية وصواريخ المسافات الطويلة"، وتستخدم روسيا هذه الطائرات لمهاجمة الطائرات الأوكرانية في الجو وكذلك لعمليات الدعم الأرضي.

وقد يكون أحد الأسباب أيضاً، قيام روسيا بترقية أسطولها من طراز Su-30 إلى معيار Su-30SM2، القريب في قدراته من المقاتلة سوخوي 35، حسبما ورد في تقرير لموقع Eurasian Times.

أوضح تحليل حديث لـ EurAsian Times كيف حاول برنامج ترقية Su-30SM2 الروسي الجمع بين Su-30 و Su-35 إلى أقصى حد ممكن "لتقليل النفقات العامة اللوجستية والصيانة".

ومما يزيد من فعالية المقاتلة سوخوي 35 صاروخ R-77-1 الجو-الجو (AAM)، وفقاً لدراسة حديثة عن الحرب الجوية الروسية. في أوكرانيا، أجراها المعهد الملكي المتحدة للخدمات "RUSI" ومقره لندن.

صُنع الصاروخ R-77-1 من قبل شركة Vympel الروسية الرائدة في تصنيع الصواريخ، وهو عبارة عن صاروخ موجه بالرادار النشط خارج النطاق البصري BVR AAM يمكنه ضرب أهداف محمولة جواً مثل المقاتلات والطائرات الهجومية والقاذفات والمروحيات وصواريخ كروز وما إلى ذلك بمدى يصل إلى حوالي 110 كيلومترات.

مقاتلتان من طراز سوخوي 35 تابعتان لفريق الاستعراض "الفرسان الروس" أثناء عرض جوي بمعرض MAKS 2021 قرب موسكو/رويترز، أرشيفية

يعترف الطيارون المقاتلون الأوكرانيون الذين استشهد بهم الخبراء في معهد RUSI بأن سوخوي 30 إس إم، وسوخوي 35 تفوقوا تماماً على المقاتلات الأوكرانية، حسب موقع Eurasian Times.

جزء من هذا التفوق يعود للصاروخ R-77-1 إلى جانب الأداء الممتاز لردارات طائرات سوخوي من حيث الرؤية والضرب إلى الأسفل.

منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، أطلقت صواريخ R-77-1 على مقاتلات أوكرانية من مسافة تزيد عن 100 كيلومتر.

يتيح الباحث الرادار النشط لصاروخ R-77-1، إلى جانب الرادارات الحديثة N011M و N035، للمقاتلات الروسية إطلاق صواريخ في وضع التتبع أثناء المسح (TWS).

تسمح قدرة TWS للرادار بتخصيص جزء من قوته لتتبع هدف أو أهداف متعددة. في الوقت نفسه، يتم استخدام جزء من قوته أيضاً للمسح، مما يعني أنه يمكن توجيه الصاروخ من طائرة الإطلاق ليطير بالقرب من الهدف، وبعد ذلك يمكن أن ينشط رادارها في المرحلة النهائية من الرحلة.

في حالة الطيارين المقاتلين الأوكرانيين، فإن هذا يتركهم غير مدركين أنهم  تعرضوا لإطلاق صاروخ، حيث لا تستطيع مستقبلات الإنذار بالرادار اكتشاف الانبعاثات اللاسلكية من الصاروخ القادم قبل أن يتم تشغيل رادارها. بحلول ذلك الوقت، لا يتبقى وقت للمقاتلة الأوكرانية للهروب.

يتيح الصاروخ بعيد المدى للطائرات المقاتلة الروسية إسقاط الطائرات الحربية الأوكرانية التي تحلق في مجال جوي قوى الدفاعات حتى في ظل مراقبة طائرات الأواكس التابعة للناتو وحماية صواريخ إس -300 الاوكرانية.

ولكن كيف صمدت القوات الجوية الأوكرانية كل هذا الوقت، ويرجع ذلك إلى قدرة الطيارين الأوكرانيين على التكيف مع التحديات، حسب موقع Eurasian Times.

ويتبنى الطيارون الأوكرانيون أسلوباً خطيراً، حيث يحلقون على ارتفاع منخفض على مستوى قمة الشجرة لاستغلال الفوضى الأرضية وإخفاء التضاريس للتسلل إلى طائرات سوخوي الروسية وإطلاق صواريخهم.

ومع ذلك، أدى الطيران على ارتفاع منخفض إلى تقليل المدى الفعال لصواريخ جو – جو الأوكرانية، في حين أن الارتفاع العالي والسرعة العالية للمقاتلات الروسية وفرت لصواريخها طاقة أكبر بكثير عند الإطلاق.

والأهم من ذلك، أنه تكتيك خطير للغاية، وقد تم إسقاط العديد من المقاتلين الأوكرانيين أو إلحاق الضرر بهم، وفقاً لموقع Eurasian Times.

ولكن يبدو أن صمود القوات الجوية الأوكرانية قد اقترب من الوصول لحدوده القصوى مع استمرار تعلم الروس من أخطائهم، وإدخالهم مزيداً من مقاتلات سوخوي 35 أو ترقية طائرات سوخوي 35.

أوكرانيا تقول إنها لا تستطيع مواجهة السوخوي بدون طائرات أمريكية

وقال المسؤول الأوكراني إن كييف "ليس لديها قدرات" لمواجهة هذا التهديد.

وقال المسؤول إن التفوق الجوي الروسي يشكل خطراً حقيقياً"، مضيفاً أن المزيد من أنظمة الدفاع الجوي من الولايات المتحدة وحلفائها هي حالياً "أولوية رقم 1" لأوكرانيا.

وأكد مسؤولان أوكرانيان آخران أن الهيمنة الروسية على السماء فوق منطقة القتال كانت قضية رئيسية، حيث ادعى أحد المسؤولين أن روسيا لديها "طائرات أكثر 12 مرة من أوكرانيا".

قال أحد المسؤولين: "هذه مشكلة". ما نستمر في إخبار الأمريكيين به هو أنه في النهاية، لا يوجد حل آخر سوى إعطائنا طائرات مقاتلة غربية.

لا يمكن معرفة إلى أي مدى ازداد خطر الطيران الروسي، أم أن الأوكرانيين يفعلون ذلك لإقناع الأمريكيين بمنحهم طائرات إف 16 الأمريكية. 

وقاومت إدارة بايدن حتى الآن الدعوات لتزويد أوكرانيا بطائرات F-16.

ورداً على سؤال عما إذا كان منفتحاً على الفكرة، قال الرئيس بايدن: "لا" وذلك في يناير/كانون الثاني 2022.

ولكن هذا لا يمنع أن الولايات المتحدة تدرّب طيارين أوكرانيين.

تشير الشبكة الأمريكية إلى طيارين أوكرانيين يشاركان في تدريب بولاية أريزونا الأمريكية على أجهزة محاكاة الطيران من أجل التأكد من مقدار التدريب الذي سيحتاجان إليه إذا أرادا التكيف مع الطائرات المقاتلة الغربية.

قال العقيد الأمريكي المتقاعد ستيف غانيارد، إنه يعتقد أنه يمكن مواجهة التفوق الجوي الروسي بمنح أوكرانيا أعداداً أقل من الطائرات من تلك التي لدى روسيا.

وقال غانيارد: "في بعض الأحيان يمكن أن تكون الكمية أفضل من الجودة". نقص الطائرات والأنظمة المضادة للطائرات يضع أوكرانيا في وضع غير مؤات بشكل متزايد.

وقالت سلوفاكيا الأسبوع الماضي إنها سلمت أول أربع طائرات مقاتلة من أصل 11 طائرة مقاتلة من طراز ميج من الحقبة السوفييتية وعدت بها أوكرانيا.

أوكرانيا تريد الحصول على طائرات إف 16 الأمريكية/رويترز، أرشيفية

وعدت بولندا أيضاً بتزويد أوكرانيا بعدد من الطائرات المقاتلة من طراز ميج.

في رحلة إلى لندن الشهر الماضي، قدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نداء عاماً جداً للطائرات المقاتلة الغربية.

ورأى زيلينسكي أن هناك الآن المزيد من القبول في كييف بأن المساعدات العسكرية الأمريكية يجب أن تركز على أولويات أخرى مثل أنظمة الدفاع الجوي وتوفير ذخيرة المدفعية.

ولكنه يدرك أن توريد الطائرات المقاتلة الحديثة، وكذلك الصواريخ للذهاب معها، سيتطلب "مبلغاً ضخماً من المال" ولا يمكن أن يأتي إلا من الولايات المتحدة على حساب أنواع أخرى من المساعدات العسكرية.

كما يثار تساؤل هل تستطيع الطائرات إف 16 الأمريكية التي تعد مقاتلة مواجهة السوخوي 35، أن الأمر قد يتطور لأن يصل أن تمنح واشنطن الإف 15 لأوكرانيا وهي الطائرة التي صنعت من أجلها السوخوي.

تحميل المزيد