يمثل الصراع بين المقاتلتين الأوروبيتين الرافال والتايفون واحداً من أكثر المنافسات ضراوة في عالم المقاتلات الجوية الحديثة.
وتتواجه الطائرتين الرافال والتايفون في العديد من أسواق السلاح، ورغم تشابهما بشكل كبير، فإن كلاً منها لديها نقاط قوة وضعف مختلفة.
نشأة مشتركة أفسدها إصرار فرنسي على تصنيع المحرك
ونشأة الرافال والتايفون كانت واحدة، إذ كان هناك مشروع أوروبي مشترك لإنتاج مقاتلة متطورة، لكن المشروع فشل بسبب إصرار فرنسا على أن يعتمد المشروع على محرك فرنسي (رغم أنه أقل ميزة في الرافال) مقابل رغبة باقي الدول في محرك آخر من جذور بريطانية، إضافة إلى رغبة الفرنسيين في طائرة تصلح للانطلاق من حاملات الطائرات.
وانتهى الخلاف بخروج فرنسا من المشروع الأوروبي لتنتج طائراتها الخاصة رافال، فيما تطور المشروع الأوروبي إلى الطائرة يورو فايتر تايفون والذي ضم بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.
ما الأكثر مبيعاً؟
الطائرة يوروفايتر تايفون اشترتها وطلبتها العديد من الدول منها، ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة والنمسا والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان ومؤخراً الكويت وقطر.
بينما عانت الرافال من أزمة مبيعات في البداية، حيث فشلت باريس في تسويقها لدى الإمارات، كما فضلت السعودية التايفون عليها، وكانت أول دولة تشتريها مصر، تليها قطر، ثم الهند، وتعاقدت عليها اليونان، وهناك حديث عن إمكانية بيعها لأوكرانيا.
وتعتبر قطر الدولة الوحيدة التي ستمتلك الطائرتين، (تسلمت الرافال بالفعل)، فيما أشارت تقارير إلى أن مصر كانت تفكر في شراء تايفون ضمن صفقة دفاعية كبيرة مع إيطاليا، لكن مصر أعلنت مؤخراً نيتها شراء 30 طائرة إضافية من الرافال.
وبصفة عامة التايفون باعت أكثر، أولاً لأن لديها أربع دول تشارك في تصنيعها، إضافة إلى عقدها صفقة كبيرة مع السعودية تضمنت شراء الرياض لنحو 72 طائرة.
فوارق أساسية بين الرافال والتايفون
وبصفة عامة التايفون أكبر وأسرع من الرافال بشكل ليس قليلاً، بينما الأخيرة مداها وحمولتها أكبر.
كما يعتقد أن التايفون أعلى سعراً وفي تكلفة الصيانة، ولكن كلا الطائرتين من أغلى المقاتلات في العالم، ويرى كثيرون أن السعر مبالغ فيه بالنسبة للطائرتين، مقارنة بالطائرات الروسية والأمريكية من الجيل الرابع والنصف حتى الجيل الخامس.
ويعتقد على نطاق واسع أن الرافال متفوقة في مجال القصف الأرضي، بينما اليوروفايتر أكثر تفوقاً في المجال القتال الجوي، ولكن التفاصيل ليست بهذه البساطة.
وأبرز الفروق بين الرافال والتايفون، تأتي أيضاً من فارق قوة المحرك لصالح التايفون، بينما لدى الرافال نظام سبكترا لخداع العدو، الذي يقال إنه يمثل ثلث تكلفة الطائرة.
جاستن برونك هو زميل أبحاث في العلوم العسكرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة ومحرر لأنظمة الدفاع، عرض في تقرير على موقع Hush-Kit مقارنة بين الرافال والتايفون.
مواصفات داسو رافال
الطول: 15.27 م
الوزن الفارغ: 10300 كغم
الوزن الإجمالي: 15000 كغم
أقصى وزن للإقلاع: 24.500 كغم
المحرك: محركان قوة الدفع لكل منهما 50.4 كيلونيوتن بدون استخدام حارق لاحق و75 كيلونيوتن مع احتراق لاحق
السرعة القصوى: 1،912 كم / ساعة (1.8 ماخ) على علو شاهق
الطواف الخارق (الطيران بأعلى من سرعة الصوت بدون حارق لاحق): ماخ 1.4
مدى القتال: 1.850 كم
المدى الأقصى 3700 كم مع 3 خزانات وقود يتم إسقاطها
سقف الارتفاع: 15.835 م (51.952 قدماً)
حمولة الذخائر: 9.5 طن
مواصفات يورو فايتر تايفون
الطول: 15.96 م
الوزن الفارغ: 11000 كغم
الوزن الإجمالي: 16000 كغم
أقصى وزن للإقلاع: 23500 كغم
المحرك: محركان قوة الدفع لكل منهما 60 كيلونيوتن بدون استخدام حارق لاحق و90 كيلونيوتن مع احتراق لاحق
السرعة القصوى: 2125 كم / ساعة 2.0 ماخ
الطواف الخارق: 1.5 ماخ
المدى: 2900 كم
مدى القتال: 1.389 كم
المدى الأكبر: 3790 كم مع 3 خزانات وقود يتم إسقاطها
حمولة الذخائر: 9 أطنان
ما أكبر اختلاف في فلسفة التصاميم؟
الرافال والتايفون لهما فلسفتا تصميم متشابهة نسبياً مقارنة بمنافسيهما على مستوى العالم. يأتي أكبر مصدر للاختلافات من المتطلبات الفرنسية بأن يكون تصميم هيكل الطائرة الأساسي مناسباً لعمليات حاملات الطائرات، كما تم تصميم الرافال أيضاً منذ البداية كطائرة قادرة على حمل أسلحة نووية، والذي لم يكن أحد الاعتبارات الرئيسية لدول يوروفايتر، وهو ما اضطرت ألمانيا لشراء طائرات إف 18 سوبر هورنيت الأمريكية لتحمل عليها أسلحة نووية بعد اقتراب إحالة قاذفات تورنادو للتقاعد.
وتركز رافال بشكل أكبر على حمل الحمولة والتعامل الاستثنائي حتى عند السرعات المنخفضة جداً، بينما يركز تايفون كتصميم أكثر على الأداء الأقصى عند الارتفاع، وخفة الحركة في السرعة فوق الصوتية والأسرع من الصوت.
يبدو قصور الرافال واضحاً في المحركات التي هي أضعف بشكل لافت من محركات التايفون، وأدى ذلك إلى أن الرافال أيضاً، أصغر حجما، وأنفها أقصر مما قلل من حجم الرادار وقيد إمكانياته الكبيرة.
إليك نقاط المقارنة الرئيسية بين الرافال والتايفون
الرادرات
لدى النسخة الأحدث من الرافال F3R رادار RBE2 AESA وهو رادار من الرادار الموجود في نسخة التايفون العاملة لدى المملكة المتحدة المسمى CAPTOR-M.
ولكن النسخ الأحدث الجاري تسليمها قريباً من التايفون للكويت وقطر ستزود التايفون برادار أيسا أكثر تطوراً "CAPTOR-E AESA"، خاصة بالنسبة للمدى ولكن بالنسبة لعدد الأهداف التي يستطيع الرادار رصدها فيظل الرافال أكثر تفوقاً.
وسيكون هناك مزيد من التطورات في النسخ الالمانية والإسبانية الجديدة من تايفون وسيكون إصدار ECRS2 الخاص بالمملكة المتحدة وحشاً مختلفاً تماماً مع خرائط أرضية متقدمة، حسب جاستن برونك.
ومع ذلك، فإن هؤلاء لن يكونوا في الخدمة لعدة سنوات.
يمكن القول إنه في النسخ العاملة تتفوق الرافال على التايفون في مجال الرادار، لأنه رادار الأخيرة ليس أيسا، ولكن في النسخ التالية ومنها الكويتية التي ستدخل قريباً الخدمة، سيتحسن الوضع لصالح التايفون.
علماً بأن رادار الرفال متقدم جداً في سرعة البحث والدقة وعدد الأهداف ولكنه يعاني من مدى قصير نسبياً نظراً لصغر أنف الطائرة.
اشتباكات الجو-الجو من مسافات طويلة
يتميز رادار الرافال الحالي RBE2 بميزة ضد الأهداف ذات المقطع العرضي المنخفض للرادار (الأهداف الصغيرة أو الشبحية أو شبه الشبحية) بسبب الأداء العالي لرادارات AESA ضد مثل هذه التهديدات.
أما رادار التايفون الحالي CAPTOR-M،فله ميزة ضد أهداف أكبر مثل القاذفات أو المقاتلات السوفيتية العملاقة MiG-31.
اشتباكات الجو-الجو في نطاقات قصيرة
رادار RBE2 الموجود على متن الرافال يتفوق على رادار النسخ البريطانية من التايفون نظراً لمسح نظام AESA الأسرع بكثير، واكتساب القدرات المستهدفة وتصنيفها، ومقاومة أكبر لإسقاط جهات الاتصال أثناء المناورات، بالإضافة إلى عرض معلومات ممتاز للطيارين في قمرة القيادة.
ويعتقد أن التفوق في القتال الجوي القريب سيستمر لصالح رادار الرافال على النسخة الأحدث من رادار التايفون (الكويتية).
في القصف جو – أرض
يوفر رادار الرافال باعتباره رادار AESA متعدد الوظائف، وظائف جو-أرض أكثر بكثير من رادار كابتور إم. الموجود على متن التايفون، ولكن تم تحسين هذه القدرات في في النسخ الأحدث للتايفون من أجل جو-جو.
غير أنه من غير المرجح أن يستطيع رادار التايفون أن يتحدى RBE2 في هذه الساحة، حسب جاستن برونك.
قدرات الهجوم البحري
مرة أخرى بسبب مزايا مصفوفة AESA بالإضافة إلى وضع هجوم بحري أكثر نضجاً مع صواريخ Exocet الفرنسية فإن الرافال قد تتفوق على التايفون في هذا المجال، علماً بأنه لدى اليورو فايتر خيارات للذخيرة المضادة للسفن ولكن لا يستخدمها أي مشغل حالي.
البحث بالأشعة الحمراء
لدى تايفون نظام PIRATE وهو متقدم بشكل كبير على أنظمة البحث بالأشعة الحمراء القديمة في الرافال.
القدرة على الإخفاء
تتمتع كل من الرافال والتايفون بميزات امتلاك بعض القدرات تخفيض البصمة الرادارية ولكن هذا لا يعني أن لديهما قدرات شبحية حقيقية كالإف 35.
الديناميكا الهوائية والأداء
في القتال داخل النطاق المرئي، الرافال والتايفون متقاربان، ولكن في معركة قريبة جداً تعتمد على رشاشات الطائرات (وهو أمر نادر) فإن الرافال لديها خفة حركة أفضل ودوران فوري، وقدرات انعطاف مستدامة تحت حوالي 15000 قدم.
لكن على ارتفاع بين 15000 ونحو 30000 قدم، يتوقف الأمر على حسب سرعة القتال، وهنا تظهر قدرات التايفون التي ستبدأ في الاستفادة من سرعتها العالية.
وفي الارتفاعات العالية، تمنح القوة الأكبر لدى التايفون ميزة طفيفة على الرافال، والتي تزداد مع زيادة الارتفاع فوق 45000 قدم.
لكن رافال سيتحسن وضعها نسبياً مع انخفاض السرعات أثناء الاشتباك الطويل.
بصفة عامة تم تصميم التايفون للتميز في التسارع ومعدل الصعود والأداء الأسرع من الصوت وخفة الحركة على ارتفاعات عالية لتحقيق أقصى قدر من قدرة في النطاق المرئي.
بينما تم تصميم رافال لتتميز بأداء جيد في السرعات دون سرعة الصوت وعلى ارتفاعات منخفضة.
لا يزال أداءً الرافال قوياً مقارنة بمعظم المقاتلات الأخرى، ولكن لا يمكن أن يضاهي معدل صعود تايفون واندفاعها القوي خاصة على الارتفاعات الأعلى.
الأداء مع حمولة ثقيلة
ومع ذلك، مع الأحمال الثقيلة، تقدم رافال أداءً أفضل بكثير من تايفون، حيث تم تصميمها منذ البداية لدمج الأحمال الثقيلة متعددة الأدوار،حسب جاستن برونك.
ستعالج مجموعة التعديل الديناميكي الهوائي (AMK) التي طورتها شركة Eurofighter هذه القيود في التايفون وتحسن بشكل كبير معدل الدوران الفوري وخفة الحركة في جميع السرعات مع الأحمال الثقيلة.
ويلاحظ أن عدم وجود مشهد مثبت على خوذة لـ Rafale يعني أنه من الناحية العملية قد يكون طيارو التايفون أكثر قدرة على الاستفادة من العديد من الأنظمة الحديثة بشكل أفضل.