تزايد التنديد الدولي بالمجزرة الجديدة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس 29 فبراير/شباط 2024، واستهدفت قافلة مساعدات في شارع الرشيد في غزة، والتي أسفرت عن استشهاد 112 شهيداً وإصابة 760 آخرين.
وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي إن مقتل عشرات الأشخاص الذين كانوا ينتظرون قافلة مساعدات في غزة "كابوس"، ودعت إلى إنهاء القتال في القطاع.
كما أضافت السلطات الصحية في غزة أن أكثر من 100 فلسطيني قُتلوا برصاص القوات الإسرائيلية. وشككت إسرائيل في عدد القتلى وقالت إن العديد منهم دهستهم شاحنات المساعدات.
وأردفت جولي للصحفيين في أوتاوا: "عندما يتعلق الأمر بما حدث في غزة اليوم.. يجب أن أقول إنني أعتقد أن هذا كابوس. علينا أن نتأكد من إرسال المساعدات الدولية إلى غزة وأن الناس يتمتعون بالحماية عندما يذهبون ويحصلون على تلك المساعدات".
من جانبها، اعتبر الخارجية الفرنسية أن إطلاق الجنود الإسرائيليين النار على المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء "ليس له تبرير".
كما أضافت في بيان لها أنها "ستنتظر الحقائق حول عملية إطلاق النار".
وشددت على أنه "من مسؤولية إسرائيل الالتزام بقواعد القانون الدولي وحماية توزيع المساعدات الإنسانية على السكان المدنيين".
فزع أممي من مجزرة شارع الرشيد
في السياق نفسه، أعرب منسق الإغاثة الإنسانية التابع للأمم المتحدة مارتن غريفيث، الخميس، عن شعوره بـ"الفزع" بعد إطلاق القوات الإسرائيلية النار على الفلسطينيين أثناء انتظارهم تسلم المساعدات في قطاع غزة المحاصر، وذلك في بيان نشره غريفيث على خلفية مقتل 112 شخصاً وإصابة 760 آخرين جنوب مدينة غزة.
كما أضاف: "حتى بعد نحو خمسة أشهر من الأعمال العدائية الوحشية، لا تزال هناك صدمات جديدة بغزة".
وتابع: "لقد روّعتني التقارير التي تفيد بمقتل وإصابة مئات الأشخاص أثناء نقل إمدادات المساعدات بمدينة غزة اليوم".
المسؤول الأممي أشار إلى أن "الحياة تستنزف من غزة بسرعة مرعبة".
واشنطن تطلب معلومات من الاحتلال
في وقت سابق الخميس، أعلنت الولايات المتحدة، أنها "تسعى بشكل عاجل للحصول على معلومات إضافية" عن "مجزرة الطحين" التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
متحدث وزارة الخارجية ماثيو ميلر قال للصحفيين: "عندما يتعلق الأمر بتحديد الحقائق على الأرض، فإننا نسعى بشكل عاجل للحصول على معلومات إضافية عما حدث بالضبط".
كما أضاف: "لقد كنا على اتصال بالحكومة الإسرائيلية منذ وقت مبكر من صباح اليوم وندرك أن التحقيق جارٍ، وسنراقب هذا التحقيق عن كثب ونضغط للحصول على إجابات".
ووصف متحدث الخارجية الأمريكية الهجوم على الأشخاص الذين ينتظرون المساعدات الإنسانية بأنه "حدث مأساوي".
وشدد على أن "الهجوم يؤكد أيضاً أهمية توسيع واستدامة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة؛ استجابة للوضع الإنساني المتردي، بما في ذلك الوقف المؤقت المحتمل لإطلاق النار كجزء من صفقة الرهائن (المرتقبة)".
وأضاف ميلر: "إذا كان هناك أي شيء توضحه اللقطات الجوية لحادث اليوم، فهو مدى يأس الوضع على الأرض".
وتزامنت "مجزرة الطحين" مع تجاوز عدد الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ بدء الحرب قبل نحو 5 أشهر إلى 30 ألفاً.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية بات سكان غزة، ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".