قضت محكمة باكستانية، الثلاثاء 30 يناير/كانون الثاني 2024، بسجن رئيس الوزراء السابق عمران خان عشر سنوات لإدانته بتسريب أسرار الدولة، حسبما أفاد الفريق الإعلامي لخان.
وتتعلق القضية بمزاعم بأن عمران خان شارك محتويات برقية سرية أرسلها سفير البلاد لدى واشنطن إلى الحكومة في إسلام أباد.
وقال حزب خان، حركة الإنصاف، إن محكمة خاصة حكمت على عمران خان ووزير الخارجية السابق شاه محمود قرشي بالسجن لمدة 10 سنوات لكل منهما، وأضاف الحزب أنه سيطعن في القرار.
الإطاحة بعمران خان
يُذكر أن آخر انتخابات عامة شهدتها باكستان كانت منتصف 2018، والتي وصلت على إثرها حكومة عمران إلى السلطة، قبل أن يطاح بالأخير في أبريل/نيسان 2022، بموجب مذكرة لحجب الثقة.
ومنذ ذلك الحين، تشهد البلاد اضطرابات متواصلة، في ظل اتهامات يواجهها خان تتعلق بالكسب غير المشروع و"الإرهاب" خلال توليه السلطة، إلا أنه يرفض ذلك ويتهم الحكومة بمحاولة اغتياله أو نقله للسجن.
وفي 21 مارس/آذار الماضي، قررت محكمة باكستانية الإفراج عن رئيس الوزراء السابق عمران خان بكفالة ولمدة أسبوع، على خلفية قضيتين جديدتين يواجه فيهما خان تهماً بـ"الإرهاب".
حيث نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولين – لم تسمهم- قولهم إن الحكم "منح رئيس الوزراء المخلوع وزعيم المعارضة فترة أخرى بلا اعتقال". وتتعلق إحدى القضايا المرتبطة بالإرهاب، بتهديد خان لقاضية شفهياً، خلال مظاهرة شارك فيها، العام الماضي.
أما القضية الثانية فجاءت على خلفية اتهام شرطة في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، خان و17 من مساعديه وعشرات من أنصاره بـ"الإرهاب" وعدة جرائم أخرى، بعد اشتباك أنصار عمران مع قوات الأمن في إسلام آباد.
دور أمريكا في إسقاط عمران خان
يُعد الدور الأمريكي المحتمَل في عزل عمران خان رئيس الوزراء الباكستاني السابق، هو إحدى نتائج سياسية أمريكية جديدة تهدف للتعامل مع ما تسميه واشنطن "سياسة الحياد العدائي".
حين غزت روسيا أوكرانيا في فبراير/شباط العام الماضي، 2022، أثار رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، الشكوك في واشنطن بسبب قراره الإبقاء على العلاقات مع الكرملين، كما زار خان أيضاً موسكو بعد فترة قصيرة من بدء الحرب.
وقال خان أمام حشد من أنصاره: "ماذا تعتقدوننا؟ أتعتقدون أنَّنا عبيدكم وسنفعل أياً مما تطلبونه منا؟ نحن أصدقاءٌ لروسيا وأصدقاءٌ للولايات المتحدة، ونحن أصدقاءٌ للصين وأوروبا، ولسنا جزءاً من أي تحالف".
لم يكن خان يعلم أنَّ هذه الكلمات ربما ستسهم في إنهاء مسيرته السياسية. فوفقاً لبرقيات دبلوماسية باكستانية نشرها موقع The Intercept الأمريكي، ردَّ المسؤولون الأمريكيون على موقف خان من الحرب من خلال التشجيع الهادئ لخصومه على إزاحته من السلطة.
وفي حين توجد شكوك بأنَّ الولايات المتحدة كانت هي الطرف الفاعل الوحيد أو الرئيسي في الأحداث التي ستزج في النهاية برئيس الوزراء في السجن، وتقود إلى التضييق من جانب الجيش على النظام السياسي في البلاد، (وهو الوضع الذي لا يزال قائماً حتى اليوم)، تكشف البرقيات أنَّ خصوم خان أُبلِغوا بغضب الولايات المتحدة بشأن تصريحاته حول الحرب الأوكرانية، وربما تحرَّكوا للإطاحة به؛ متوقعين مكافأتهم بعلاقات أوثق مع واشنطن.