الموت “يرفرف” فوق أطفال “خدج” في “الشفاء” بغزة.. وأحد النازحين: الوضع في المجمع الطبي أصعب من الموت

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/13 الساعة 17:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/13 الساعة 17:31 بتوقيت غرينتش
مجمع الشفاء الطبي في غزة - رويترز

يرقد أطفال رُضّع جنباً إلى جنب وبعضهم ملفوف بقماش أخضر للتدفئة بينما ليس على البعض الآخر إلا حفاضات، في مشهد ضعف تتعرض فيه حياتهم لخطر شديد مع كل دقيقة تمر. هؤلاء الرُضّع حديثو الولادة يقوم على رعايتهم مسعفون منهكون في مستشفى الشفاء الذي تحاصره الدبابات الإسرائيلية التي تحارب مقاتلي المقاومة الفلسطينية في غزة. ويفتقر المستشفى إلى لكهرباء والمياه والغذاء والعقاقير والمعدات الطبية اللازمة.

قال الطبيب محمد طباشة، رئيس قسم الأطفال بمستشفى الشفاء، في اتصال هاتفي، الإثنين 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2023:  "كان لدينا بالأمس 39 طفلاً، اليوم أصبحوا 36… لا أستطيع القول إلى متى يمكنهم أن يبقوا (على قيد الحياة). قد نفقد طفلين آخرين اليوم أو خلال ساعة".

غزة القمة العربية الاحتلال
مجمع الشفاء الطبي في غزة – رويترز

ظروف صحية صعبة تواجه الأطفال الخدج في غزة

يتعين وضع الأطفال المبتسرين (الخدج) الذين يقل وزن الواحد منهم عن 1.5 كغم، وفي بعض الحالات قد يكون وزن الواحد منهم 700 أو 800 غرام فقط، في حضّانات يمكن من خلالها تنظيم درجة الحرارة والرطوبة بحسب حاجة كل حالة.

وقال طباشة إنه بدلاً من ذلك، اضطروا إلى نقلهم إلى أسِرة عادية مطلع الأسبوع، بسبب نقص الكهرباء. ووضعوهم جنباً إلى جنب، محاطين بعبوات الحفاضات وصناديق ورقية تحتوي على شاش معقم وأكياس بلاستيك.

وأضاف: "لم أتوقع قط في حياتي أن أضع 39 طفلاً جنباً إلى جنب على السرير، كل منهم مصاب بمرض مختلف، وفي ظل نقص شديد في الفريق الطبي، وفي الحليب".

وأردف أن درجة حرارة الأطفال الرضع منخفضة بشدة ودرجة الحرارة غير مستقرة بسبب انقطاع الكهرباء. وفي غياب إجراءات مكافحة العدوى تنتقل الفيروسات بينهم وتضعف مناعتهم بشدة.

إصابات الانفجار
جرحى من مستشفى الشفاء في غزة | رويترز

وقال إنه لم تعد هناك أي وسيلة لتعقيم الحليب ومصاصاته وفقاً للمعايير الواجبة. ونتيجة لذلك، أصيب البعض بالتهابات في المعدة ويعانون من الإسهال والقيء، مما يعني احتمال إصابتهم بجفاف حاد.

خطر يداهم صحة الأطفال في غزة

وصف الطبيب أحمد المخللاتي الذي يشارك أيضاً في رعاية الأطفال، الظروف بأنها تعرض حياتهم للخطر. وقال عبر الهاتف أيضاً من مستشفى الشفاء: "إنهم في وضع سيئ جداً يتعرضون فيه للقتل ببطء ما لم يتدخل أحد لضبط أو تحسين وضعهم".

وأضاف: "هذه أنواع حرجة جداً من الحالات ويتعين التعامل معها بحذر شديد. يتعين العناية بكل واحد منهم بطريقة خاصة جداً. وحالياً هم جميعاً في مكان مفتوح، كلهم ​​معاً".

وقال الطبيب طباشة إن الحفاظ على سلامة الأطفال يحتاج إلى الكهرباء لتشغيل الحضانات ومعقِّم مناسب للحليب والمصاصات والعقاقير وأجهزة الدعم في حالة إصابة أي منهم بقصور في الجهاز التنفسي. وأضاف أن الوضع مروع بالنسبة للأطباء وطاقم التمريض المسؤول عن الأطفال المبتسرين والمؤلف من أربعة أفراد فقط. وقال: "استُهلكنا عاطفياً وبدنياً".

الوضع داخل مجمع الشفاء اصعب من الموت 

من جانبه قال جودت المدهون، أحد النازحين من مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، إن الوضع داخل المجمع "أصعب من الموت نفسه، ولا يوجد هناك أدنى مقومات الحياة".

وأضاف المدهون: "نزحت قبل نحو نصف ساعة من مجمع الشفاء، وتم استهدافنا 3 مرات من قبل الدبابات الإسرائيلية عبر الممرات الآمنة، ما أدى إلى سقوط جرحى".

وأوضح أنه خرج من بوابة المجمع باتجاه شارع الوحدة، ثم إلى شارع اليرموك وسط حالة من الخوف والهلع، جراء استهداف القوات الإسرائيلية للنازحين.

وعن الوضع داخل مجمع الشفاء، قال المدهون: "الوضع أصعب من الموت نفسه، لا توجد حياة ولا ماء ولا كهرباء، وكنا نأكل من بضعة أكياس طحين من مخلفات من سبقونا للنزوح".

وأشار إلى أنه "تناول الطعام للتو، بعد 24 ساعة من الصيام والجوع، وهذه هي حال كل النازحين داخل المشفى". 

ومنذ 38 يوماً، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفاً و180 قتيلاً، بينهم 4 آلاف و609 أطفال، و3 آلاف و100 امرأة، فضلاً عن 28 ألفاً و200 مصاب، 70% منهم من الأطفال والنساء، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية مساء الأحد.

تحميل المزيد