منذ أن بدأ الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، سجل مستخدمو فيسبوك وإنستغرام حذفاً واسع النطاق لمحتواهم، وتغييراً لترجمات الصفحات الفلسطينية على إنستغرام لتشمل كلمة "إرهابي"، وحجباً للهاشتاغات وأيضا العلم الفلسطيني، وفق ما ذكره موقع The Intercept الأمريكي.
الموقع قال في تقرير له السبت 28 أكتوبر/تشرين الأول، إنه حتى تعليقات إنستغرام التي تحتوي على رمز العلم الفلسطيني أخفيت أيضاً، وفقاً لمنظمة "حملة" الفلسطينية للحقوق الرقمية التي تتعاون رسمياً مع ميتا، الشركة المالكة لـ"إنستغرام" وفيسبوك، بشأن مشكلات حرية التعبير في المنطقة.
حيث أبلغ العديد من المستخدمين "حملة" أن تعليقاتهم تنتقل إلى أسفل قسم التعليقات ومن الضروري الضغط عليها لعرضها. وهذه التعليقات يجمعها شيء مشترك: "أنها تضم رمز العلم الفلسطيني غالباً"، وفقاً لما قاله المتحدث باسم "حملة"، إريك سايب، لموقع The Intercept.
كما أبلغ المستخدمون أن إنستغرام يميز التعليقات التي تحتوي على هذا الرمز التعبيري ويخفيها بعبارة "إساءة محتملة"، حسبما أفاد موقع TechCrunch الأسبوع الماضي. وعادةً ما تنسب ميتا هذه الحالات إلى الأخطاء الفنية. وأكدت ميتا لموقع The Intercept أن الشركة تخفي التعليقات التي تحتوي على رمز العلم الفلسطيني في سياقات معينة "مسيئة" تخالف قواعد الشركة.
فيما قالت منى اشتية، الباحثة غير المقيمة بمعهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط التي تتابع سياسات في ميتا، لموقع The Intercept: "فكرة أن يكون التعليق بعلم مسيئاً محبطة جداً للفلسطينيين".
كيف تفسر "ميتا" حجب العلم الفلسطيني؟
لدى سؤال المتحدث باسم ميتا، آندي ستون، عن السياقات التي تخفي فيها ميتا تعليقات العلم، أشار إلى سياسة المنظمات والأفراد الخطرين، التي تصنف "حماس" منظمة إرهابية، وأشار إلى بند في قواعد معايير المجتمع يحظر أي محتوى "يمدح أو يحتفل أو يسخر من موت أي شخص".
مع ذلك، يظل من غير الواضح كيف تحدد ميتا إن كان استخدام رمز العلم مسيئاً بدرجة تكفي لحجبه. وراجع موقع The Intercept عدداً من التعليقات المخفية التي تحوي رمز العلم الفلسطيني دون إشارة إلى "حماس" أو أي جماعة محظورة أخرى. والعلم الفلسطيني نفسه ليس له أي ارتباط رسمي بـ"حماس" ويسبق تأسيسها بعشرات السنين.
بعض التعليقات المخفية التي راجعها موقع The Intercept تحتوي فقط على رموز تعبيرية دون أي نص آخر.
في أحد هذه التعليقات، علق أحد المستخدمين على مقطع فيديو على إنستغرام لمظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في الأردن، برموز تعبيرية على شكل قلوب باللون الأخضر والأبيض والأسود وهي ألوان العلم الفلسطيني، إلى جانب رموز تعبيرية للعلمين المغربي والفلسطيني.
في تعليق آخر، نشر أحد المستخدمين ثلاثة رموز تعبيرية للعلم الفلسطيني فقط. وأظهرت لقطة شاشة أخرى اطلع عليها موقع The Intercept تعليقين مخفيين يحويان فقط هاشتاغات #Gaza، و#gazaunderattack، و#freepalestine، و#ceasefirenow.
قالت منى اشيتة: "على مدار تاريخنا الطويل، مررنا بلحظات حرمتنا فيها السلطات الإسرائيلية من حقنا في رفع العلم الفلسطيني. وبرع الفنانان الفلسطينيان نبيل عناني وسليمان منصور في استخدام البطيخ رمزاً لعلمنا. وحين تلجأ ميتا إلى هذه الممارسات، فهي تكرر الإجراءات القمعية المفروضة على الفلسطينيين".