لأول مرة منذ 10 سنوات يجري رئيس إيراني جولة في إفريقيا، حيث قام إبراهيم رئيسي بزيارة ثلاث دول إفريقية، اثنتان منها مهددة بعقوبات أمريكية، وحظي الرئيس الإيراني باستقبال حافل خلال جولة يسعى من خلالها إلى تعزيز تحالفات بلاده مع الدول المتضررة من العقوبات الأمريكية، حسب ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية.
في تقرير للصحيفة نُشر الإثنين 17 يوليو/تموز 2023، قالت إن رئيسي استُقبل في زيمبابوي من قبل حشود تندد بـ"السادة البيض" الغربيين، وفي أول رحلة لرئيس إيراني إلى القارة منذ أكثر من عقد، وقع رئيسي اتفاقيات تجارية مع كينيا وأوغندا وزيمبابوي، فيما انتقد تحكمات الغرب بالقارة.
زيارة دول مهددة بالعقوبات الأمريكية
كان العشرات يلوحون بعلم زيمبابوي وإيران ويحملون لافتات تحمل وجه رئيسي وينشدون أغاني معادية للغرب في مطار هراري، المحطة الأخيرة من ثلاث محطات للزعيم الإيراني.
كما وقع رئيسي والرئيس منانغاغوا، وبلد كليهما تخضع لعقوبات أمريكية، 12 مذكرة تفاهم، تشمل مشروعاً لبناء مصنع جرارات مشترك في زيمبابوي.
حيث قال رئيس زيمبابوي: "من الأهمية بمكان أن نتحدث نحن ضحايا العقوبات الغربية مع بعضنا بعضاً. فواضعو هذه العقوبات لا يريدوننا أن نتواصل مع بعضنا. ولكن لأن كلينا ضحية، فمن المهم أن نظهر لهم وحدتنا".
فيما كان رئيسي قادماً من أوغندا، المهددة بالعقوبات الأمريكية بعد أن وقع الرئيس موسيفيني قانوناً يفرض عقوبة الإعدام على "المثلية الجنسية". وأعلن رئيسي تضامنه مع نظيره الأوغندي، قائلاً إن الغرب "يحاول القضاء على البشر" بـ"ترويجه لفكرة المثلية الجنسية".
في كينيا، لقي رئيسي ترحيباً حاراً أيضاً من الرئيس روتو، الذي لا تخضع بلاده لعقوبات أمريكية. وأبرم رئيسي وروتو اتفاقيات تعاون في مجالات تشمل تكنولوجيا المعلومات وبيع الأغنام ولحوم البقر الكينية إلى طهران.
علاقات إيران مع الدول الإفريقية
تخضع إيران لعقوبات أمريكية منذ انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي عام 2018. ومن حينها تسعى طهران للاستفادة من استياء الدول الأخرى المفروض عليها عقوبات.
فيما زار رئيسي الشهر الماضي فنزويلا ونيكاراغوا وكوبا. وتعهد مع الرئيس الفنزويلي مادورو بزيادة حجم التجارة الثنائية إلى 20 مليار دولار سنوياً، ارتفاعاً من 3 مليارات دولار، لا سيما في التنقيب عن النفط.
بينما قال مسؤولون الأسبوع الماضي إن التجارة الإيرانية مع إفريقيا تضاعفت إلى 1.2 مليار دولار منذ تولي رئيسي منصبه في أغسطس/آب عام 2021. وترى إيران أن حجم التجارة السنوية مع إفريقيا سيصل إلى أكثر من ملياري دولار بنهاية العام الجاري.
لا يسع الدول الإفريقية، التي رفض الكثير منها الانحياز إلى طرف دون آخر في حرب أوكرانيا، وتلتزم الحياد في صراعات القوى العالمية، إلا أن تسعد باجتذاب شريك تجاري آخر.
فيما دعت جنوب إفريقيا رئيسي للمشاركة في القمة المقبلة لدول بريكس- البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا- في جوهانسبرغ الشهر المقبل.