نصب الاحتلال الإسرائيلي أسلحة آلية ذكية (روبوتات) يمكنها إطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي على الفلسطينيين بمنطقتين في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس"، الأربعاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
حيث قالت الوكالة إن الأسلحة التي نصبت قرب مخيم مزدحم للاجئين الفلسطينيين، وفي مدينة شديدة التوتر بالضفة الغربية، تستخدم الذكاء الاصطناعي لتعقب الأهداف.
أسلحة آلية في الضفة الغربية
تم نصب المنظومة المزودة بكاميرا وسلاح رشاش، مؤخراً، فوق برج حراسة مليء بكاميرات المراقبة يطل على مخيم العروب للاجئين في جنوب الضفة الغربية.
كما قال شهود عيان للوكالة إنه عندما خرج متظاهرون فلسطينيون شبان إلى الشوارع وألقوا الحجارة والقنابل الحارقة على الجنود الإسرائيليين، أطلقت الأسلحة الآلية الغاز المسيل للدموع أو الرصاص المطاطي باتجاههم.
قبل حوالي شهر، وضع الجيش الإسرائيلي الروبوتات في مدينة الخليل القريبة، حيث كثيراً ما يشتبك الجنود مع السكان الفلسطينيين الذين يرشقونهم بالحجارة. ورفض الجيش التعليق على خططه لنشر النظام في أماكن أخرى بالضفة الغربية.
فيما نقلت الوكالة عن الناشط الفلسطيني عيسى عمرو القول إن سكان الخليل يخشون من إساءة استخدام السلاح الجديد، مضيفاً أن الناس مستاؤون أيضاً مما يقولون إنه اختبار أسلحة على المدنيين.
الوكالة أشارت إلى أن تشغيل المنظومة يجري عن بعد بلمسة زر واحدة، حيث يمكن للجنود الإسرائيليين الموجودين داخل برج حراسة إطلاق النار على أهداف محددة.
بينما يقول الجيش الإسرائيلي إن النظام يتم اختباره في هذه المرحلة ويطلق فقط الأسلحة "غير الفتاكة" المستخدمة للسيطرة على الحشود، مثل الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع.
معاناة الفلسطينيين من الأسلحة
يقول سكان مخيم العروب إن الأبراج تسببت في انتشار الغاز المسيل للدموع بشكل متكرر في المخيم الواقع على جانب التل.
ويتزايد استخدام الأسلحة الذكية بشكل ملحوظ في جميع أنحاء العالم، مع توسيع الجيوش لاستخدامها للطائرات من دون طيار لتنفيذ ضربات مميتة.
فقد أكدت الوكالة أن استخدام هذا النوع من الأسلحة يتزايد بشكل ملحوظ حول العالم، سواء من قِبَل الولايات المتحدة في العراق، أو كوريا الجنوبية على طول حدودها مع كوريا الشمالية، ومن قِبل مختلف الجماعات المتمردة في سوريا.
فيما جرى بناء الأبراج في مخيم العروب من قِبل شركة "سمارت شوتر" وهي شركة تصنع أنظمة للسيطرة على الحرائق، التي أشارت إلى أن النظام الجديد يقلل الخسائر ويحد من الأضرار الجانبية بجعل الطلقات أكثر دقة.
في منطقة مكتظة بالسكان مثل العروب، تؤكد الشركة أن الجنود يمكنهم مراقبة أشخاص معينين واستهداف مناطق "أقل حساسية" من الجسم لتقليل الضرر وتجنب إطلاق النار على المارة.
لكن مدير هيومن رايتس ووتش في إسرائيل وفلسطين، عمر شاكر، يرى أن إسرائيل ومن خلال استخدامها هذه التقنيات يمكن أن تؤدي لانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.