دافع الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الجمعة 27 مايو/آيار 2022، عن حمل الأمريكيين للأسلحة، على الرغم من المجزرة التي وقعت في مدرسة ابتدائية بولاية تكساس، وأسفرت عن مقتل أطفال، وذلك في وقت تعالت فيه أصوات أمريكيين طالبوا بضبط وجود السلاح في أيادي المدنيين.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها ترامب مخاطباً أعضاء الجمعية الوطنية للبنادق، ورفض الرئيس الدعوات التي تدعو للتشدد في قوانين اقتناء السلاح، معتبراً أن الأمريكيين الصالحين يجب أن يسمح لهم بحيازة السلاح للدفاع عن أنفسهم ضد "الشر"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
اعتبر ترامب أن "وجود الشر في عالمنا ليس سبباً لنزع سلاح المواطنين الملتزمين بالقانون"، إنما "هو أحد أهم أسباب تسليحهم"، وأضاف أن "مختلف سياسات الرقابة على السلاح التي يروّج لها اليسار لم تكن لتفعل شيئاً لمنع الحادث المرعب، لا شيء على الإطلاق".
تأتي مشاركة الرئيس السابق في مؤتمر الجمعية الوطنية للوبي الأسلحة الذي يعقد في هيوستن، بعد ثلاثة أيام على مجزرة مدرسة يوفالدي الابتدائية في تكساس؛ حيث أقدم شاب على قتل 19 طفلا ومدرّستين بواسطة بندقية شبه أوتوماتيكية.
تلا ترامب أسماء جميع الأطفال الذين قضوا، واصفاً إياهم بأنهم ضحايا شخص "مجنون" خارج عن السيطرة، قبل أن يعود للإشارة إلى أن الجهود المبذولة للسيطرة على اقتناء السلاح "أمر غريب".
أضاف أنه "يجب علينا أن نتحد جميعنا جمهوريين وديمقراطيين، لتحصين مدارسنا وحماية أطفالنا، ما نحتاجه الآن هو إصلاح أمني شامل في المدارس في جميع أنحاء بلدنا".
من جانبه، فضّل غريغ أبوت؛ حاكم ولاية تكساس الجمهوري؛ عدم حضور المؤتمر، كما لفت في بيان إلى عدم مشاركة نائبه دان باتريك بهدف تجنب "إثارة مزيد من الألم للعائلات".
في حين أعلن مسؤولون في البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن الذي انتقد لوبي الأسلحة الأمريكي بعد المجزرة، من المقرر أن يصل إلى يوفالدي الأحد 27 مايو/آيار 2022 مع السيدة الأولى جيل بايدن لتقديم واجب العزاء.
تُعتبر الجمعية الوطنية للبنادق أقوى منظمة لحقوق اقتناء السلاح في الولايات المتحدة، وقد رفضت معظم المبادرات للمساعدة في الحد من الجرائم الجماعية، ومن بينها تشديد التحري عن خلفية مشتري الأسلحة.
يُصر أمريكيون على حمل السلاح، على الرغم من أن الولايات المتحدة شهدت 214 حادث إطلاق نار جماعي هذا العام، وفق منظمة "أرسيف العنف المسلح".
من بين هؤلاء الأمريكيين، كيث جيلين أحد المشاركين في المؤتمر السنوي للجمعية الوطنيّة للبنادق، الذي قال إن حادث إطلاق النار في مدرسة في تكساس "يثير الاشمئزاز" لكن "لا يمكن إلقاء اللوم على البندقية"، وفق تعبيره.
أضاف الموظف المتقاعد من خدمات البريد (68 عاماً): "لطالما امتلكنا الأسلحة في هذا البلد"، مشيراً إلى أنّه يقتني أكثر من 50 قطعة سلاح، وأكد أن "القتلة لا يخافون القاضي أو يهابون الشرطة"؛ لذلك يجب أن يخافوا من الضحايا الذين يستهدفونهم.
بحسب الوكالة الفرنسية، عُرضت ضمن صالات المؤتمر مئات الأسلحة من مسدّسات وبنادق نصف أوتوماتيكيّة، من بينها بندقية "إيه آر-15 إس" التي استخدمها مطلق النار في مدرسة يوفالدي، إلى جانب ملابس ومعدات صيد وملحقات للبنادق منها مناظير بعيدة المدى.
هذا المؤتمر ليس مجرّد مكان لتجمّع محبّي الأسلحة، بل يشكّل فرصة للذين يودون اختبار الأسلحة التي يرغبون في شرائها.
يقول ضابط الشرطة المتقاعد ريك غامون؛ وهو ينظر إلى كشكٍ عرضت فيه بنادق سوداء نصف أوتوماتيكية: "كلّ الجهود المبذولة لنزع السلاح من الأمريكيين مصيرها الفشل".