دماء زميلها أنقذتها! طفلة ناجية من مجزرة تكساس تروي كيف خدعت القاتل، وهذا ما قاله لمُعلمة قبل قتلها

عربي بوست
تم النشر: 2022/05/28 الساعة 07:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/29 الساعة 08:26 بتوقيت غرينتش
أطفال يركضون إلى بر الأمان بعد تعرض مدرستهم في تكساس للهجوم - رويترز

نجحت الطفلة ميا سيريلو في النجاة بنفسها من المجزرة المروعة التي شهدتها مدرسة ابتدائية في ولاية تكساس، بعدما هاجمها شاب وقتل فيها 19 طفلاً ومعلمين اثنين، وذلك عبر تلطيخ نفسها بالدماء لإيهام المُهاجم بأنها قُتلت. 

الطفلة ميا، التي تبلغ من العمر 11 عاماً، فقدت القدرة على التحدث إلى رجال الأمن بعد المجزرة، وقالت في تصريح لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إنها لطّخت نفسها بدماء زميل لها في المدرسة لقي مصرعه، في محاولة للاحتماء من مطلق النار.

أشارت الطفلة إلى أنها استخدمت هاتف معلمتها القتيلة لطلب النجدة، بينما كان القاتل يُردي الأطفال في مدرستها في منطقة يوفالدي الريفية بولاية تكساس. 

تُعد هذه الشهادة الأولى لتلميذة ناجية من داخل مدرسة روب الابتدائية، التي نفذ فيها سلفادور راموس جريمته الجماعية، في واحدة من أسوأ عمليات إطلاق النار في الولايات المتحدة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية. 

روت ميا، التي تعاني من تساقط الشعر بعد المجزرة، أن راموس تبادل النظرات مع إحدى المعلمات وهو يشق طريقه إلى غرفة صفها.

بعد ذلك قال "ليلة سعيدة"، وأجهز على المعلمة ببندقيته شبه الآلية، ثم صوّب البندقية باتجاه المعلمة الثانية والعديد من زملاء صف ميا، وبدأ بإطلاق النار عليهم وقتلهم.

ثم انتقل راموس لاحقاً إلى صفّ دراسي آخر مطلقاً النار على الأطفال المذعورين، بحسب الطفلة ميا، التي أضافت أنها بحثت مع زميل عن هاتف معلمتها الضحية، واتصلت بالشرطة قائلة "أرجوكم تعالوا".

لكن خوفها من عودة القاتل دفعها لتلطيخ نفسها بدماء زميل مقتول بهدف التمويه، بينما هي مستلقية على الأرض لمُدة، أحست -على حد وصفها- أنها ساعات، قبل أن تصل النجدة. 

من جانبها، أطلقت ابيغايل فيلوز، والدة ميا، صفحة على موقع "غو فاند مي" لجمع التبرعات لابنتها، التي عانت من إصابات في رأسها وكتفيها، من أجل دفع تكلفة علاجها الجسدي والنفسي بعد المجزرة.

كتبت فيلوز على الصفحة أن غرفة صف ابنتها كانت "من الغرف الرئيسية التي استُهدفت من قِبل مُطلق النار"، مضيفة أن ميا "سوف تحتاج إلى الكثير من المساعدة جراء الصدمة التي تعاني منها".

جمعت الصفحة أكثر من 270 ألف دولار حتى بعد ظهر الجمعة، 27 مايو/أيار 2022، رغم أن الهدف المحدد للمبلغ المُراد جمعه كان 10 آلاف.

يأتي هذا بينما لا تزال أصداء وتفاصيل وكواليس الهجوم على المستشفى تهيمن على حديث وسائل الإعلام الأمريكية، ويتزامن ذلك مع توجيه أصابع الاتهامات للشرطة بأنها لم تتحرك كما كان ينبغي لإيقاف القاتل. 

في هذا الصدد، قالت السلطات الأمريكية، الجمعة 27 مايو/أيار 2022، إن أطفالاً مذعورين اتصلوا برقم الطوارئ 911، ست مرات على الأقل، من أحد فصول مدرسة روب التي تعرضت للهجوم، وإنهم ناشدوا الشرطة التدخل، بينما انتظر نحو 20 شرطياً في الخارج لما يقرب من ساعة قبل دخول الفصل وقتل المسلح.

الكولونيل ستيفن ماكرو، مدير إدارة السلامة العامة في تكساس، قال إن طفلين على الأقل اتصلا بخدمة الطوارئ 911 من فصول الصف الرابع الابتدائي، إثر دخول المسلح راموس (18 عاماً) ببندقية وقتله للأطفال.

أضاف ماكرو أن قائد فرقة الشرطة في المنطقة، في يوفالدي بتكساس، اعتقد أن راموس متحصن في الداخل، وأن الأطفال لم يعودوا في خطر، وهو ما منح الشرطة وقتاً للاستعداد، وتابع قائلاً: "بالطبع عندما أجلس الآن بهدوء أرى أن القرار لم يكن صائباً.. كان قراراً خاطئاً".

كذلك أظهرت تسجيلات فيديو نشرت الخميس، 26 مايو/أيار 2022، أولياء أمور في حالة من الهياج خارج المدرسة، وهم يتوسلون للشرطة بأن تقتحم المبنى خلال الهجوم، لدرجة أن الشرطة اضطرت لتقييد بعضهم.

توصي بروتوكولات التعامل الأمنية المعيارية للشرطة في حالة التعامل مع مطلق نار نشط في مدرسة بالتعامل معه دون تأخير، وهو ما اعترف به ماكرو. 

المُهاجم قتل 19 طفلاً في مدرسة روب بتكساس فيما نجا آخرون – رويترز

وقع الهجوم على المدرسة في تكساس، بعد عشرة أيام من إطلاق النار على 13 شخصاً في محل بقالة في حي تقطنه أغلبية من السود، في بافالو بنيويورك، ما دفع الرئيس جو بايدن للدعوة إلى فرض قوانين أكثر صرامة لاستخدام السلاح، في خطاب وجَّهه للشعب الأمريكي.

قال بايدن وقد علا صوته: "نحن كشعب علينا أن نسأل أنفسنا متى، بحق الرب، سننهض ونقف في وجه جماعات الضغط"، المدافعة عن حق حمل السلاح، وأمر بايدن بتنكيس الأعلام إلى غروب الشمس يومياً، حتى اليوم السبت، بسبب الحادث المأساوي.

لكن احتمالات إصدار تشريع جديد يقيد حمل السلاح ما زالت ضعيفة، إذ يعارض جميع الجمهوريين تقريباً في الكونغرس فرض قيود جديدة على حمل السلاح، مستندين إلى الحق الذي يكفله الدستور الأمريكي بهذا الشأن.

الهجوم على المدرسة في تكساس أثار صدمة في أمريكا – رويترز

يُشار إلى أن واقعة إطلاق النار في تكساس هي أدمى حادث يقع في مدرسة أمريكية، منذ أن قتل مسلح 26 شخصاً، من بينهم 20 طفلاً، في مدرسة ساندي هوك الابتدائية، في ولاية كونيتيكت، في ديسمبر/كانون الأول 2012.

تحميل المزيد