نقلت وكالة رويترز الإخبارية عن المخابرات العسكرية البريطانية الأحد 3 أبريل/نيسان 2022 قولها إن معارك شرسة تتواصل في مدينة ماريوبول مع محاولة القوات الروسية السيطرة على المدينة.
في حين قالت وزارة الدفاع البريطانية: "ما زالت المدينة هدفاً لضربات مكثفة تتم بدون تمييز، لكن القوات الأوكرانية ما زالت تقاوم بشراسة وتواصل السيطرة على مناطق وسط المدينة". ولم يتسنَّ لرويترز على الفور التحقق من صحة التقرير.
معارك في مدينة ماريوبول وقتلى في كييف
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه المدعية العامة الأوكرانية إيرينا فينديكتوفا الأحد، إن السلطات الأوكرانية عثرت على 410 جثث في بلدات قرب كييف، في إطار تحقيق عن احتمال ارتكاب القوات الروسية جرائم حرب، لكن شدة المحنة جعلت بعض الشهود الذين أصيبوا بصدمة غير قادرين على التحدث.
كذلك وبعد انسحاب روسيا من بعض المناطق حول كييف، قال رئيس بلدية بوتشا- وهي بلدة محررة تقع على مسافة 37 كيلومتراً شمال غربي العاصمة- إن 300 شخص قُتِلوا على أيدي القوات الروسية أثناء سيطرة مقاتلين شيشانيين على المنطقة.
نفي روسي للاتهامات الأوكرانية
في المقابل، نفت روسيا المزاعم القائلة إن قواتها قتلت مدنيين في بوتشا، ووصفت وزارة الدفاع الروسية اللقطات التي تظهر جثث القتلى بأنها "استعراض مسرحي من جانب نظام كييف لوسائل الإعلام الغربية".
في حين قالت المدعية العامة الأوكرانية إن ممثلي الادعاء لم يتمكنوا من دخول بلدات بوتشا وإيربين وهوستوميل إلا اليوم الأحد للمرة الأولى، وهم بحاجة لمزيد من الوقت لتحديد نطاق الجرائم. وأضافت: "نحن بحاجة إلى العمل مع الشهود.. الناس يعانون من توتر شديد يجعلهم غير قادرين على التحدث".
كما أضافت أنه تم فحص 140 جثة حتى الآن، لكنها ستطلب من وزارة الصحة توفير أكبر عدد ممكن من خبراء الطب الشرعي في مستشفى ميداني في منطقة كييف.
مقتل مئات الأوكرانيين
من جانبه، قال وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي إنه من الواضح أن مئات المدنيين قُتِلو، لكنه لا يرغب في تحديد عددهم، حيث لا تزال الجهود جارية لتطهير المنطقة من الألغام.
في سياق ذي صلة ونتيجة لما تقوله أوكرانيا من انتهاكات روسية تحدث بسبب الحرب، فقد طالب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأحد، بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الجثث الـ410 التي عُثِر عليها، قرب العاصمة الأوكرانية كييف، وأعرب في بيان عن صدمته برؤية جثث المدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانية.
كما دعا إلى التحقيق في مقتل المدنيين الأوكرانيين، مطالباً بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق حول الحادثة.
يذكر أنه وفي 24 فبراير/شباط 2022 أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
فيما تشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".