تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي أغنية نادرة للفنانة فيروز، بعدما أُثير الكثير من الجدل حولها، إذ تصف كلمات الأغنية التي مر على إصدارها ما يزيد عن 5 عقود الوضع الجاري في قطاع غزة بدقة، وذلك بعد أكثر من 4 أشهر من الحرب الإسرائيلية المتواصلة عليه؛ ما أسفر عن استشهاد عشرات الآلاف، فيما يوصف أممياً بجريمة الإبادة الجماعية.
فما قصة هذه الأغنية القديمة التي عادت للواجهة مجدداً بسبب كلماتها الحساسة في وصف الخذلان العالمي للقضية الفلسطينية؟
أغنية "سافرت القضية" لفيروز
أعاد نشطاء ومدونون تداول أغنية حملت عنوان "سافرت القضية"، للمطربة المخضرمة فيروز، وهي أحد أعمالها الأقل شهرة، التي تصف مشهداً متخيلاً لعرض ملف القضية الفلسطينية على الأمم المتحدة للبت في الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحقها.
وفي الأغنية التي كتبها ولحنها الأخوان الرحباني، ويُعتقد أنه تم غناؤها في إحدى حفلات فيروز بالعاصمة السورية دمشق، بافتتاح مسرحية الشخص 1968، بعد حرب النكسة، تقول الكلمات:
"سافرت القضية.. تعرض شكواها.. في ردهة المحاكم الدولية
وكانت الجمعية.. قد خصصت الجلسة.. للبحث في قضية القضية..
وجاء مندوبون عن سائر الأمم..
جاؤوا من الأمم.. من دول الشمال والجنوب
والدول الصغيرة والدول الكبيرة..
واجتمع الجميع في جلسة رسمية..
وكانت الجمعية قد خصصت الجلسة.. للبحث في قضية القضية
وخطب الأمين العام.. حكى عن السلام
وبحث الأعضاء الموضوع.. وطرح المشروع
عدالة القضية، وقف إطلاق النار، إنهاء النزاع، التصويت، التوصيات، البت في المشاكل المعلقة، الإجماع..
وصرحت مصادر موثوقة نقلاً عن المراجع المتطلعة
ودرست الهيئة وارتأت الهيئة..
وقررت الهيئة إرسال مبعوث..
وصرح المبعوث بأنه مبعوث..
من قبل المصادر وأن حلاً ما في طريق الحل
وحين جاء الليل.. كان القضــاة قد تعبوا
أتعبهم طول النقاش.. فأغلقوا الدفاتر وذهبـــوا للنـوم
وكان في الخارج صوت شتاء وظلام
وبائسون يبحثون عن السلام
والجوع في ملاجئ المشردين ينام
وكانت الرياح ما تزال.. تقتلع الخيام".
كلمات تصف الواقع المؤلم لفلسطين اليوم
وبالرغم من مرور عقود طويلة على إطلاق الأغنية، اعتبر نشطاء خاصة عبر منصة إكس أن الكلمات تصف بشكل تفصيلي دقيق الواقع المؤلم للقضية الفلسطينية اليوم، خاصة مع الحرب الإسرائيلية الضارية على قطاع غزة منذ أكثر من 4 أشهر، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 29 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال.
وفي منشور عبر حسابه الرسمي بموقع إكس، تويتر سابقاً، قال الصحفي والناقد اللبناني، نائب رئيس تحرير جريدة الأخبار اللبنانية، بيار أبي صعب، إن الأغنية النادرة يكاد يكون فيها اختصار لمعاناة القضية مع المرجعيات الدولية، وما يسمّى بـ"الرأي العام العالمي".
وقال في منشوره عبر المنصة: "لا يحتاج المرء إلى أن يكون ناقداً متخصصاً، كي يلاحظ أن هذا النص النثري المباشر، لا يشبه أي أغنية أخرى للرحبانيين.. فالأغنية تعكس عبقرية الأخوين".
وتابع في المنشور الذي تم تداوله بشكل واسع مستنكراً: "العالم الخاضع للهيمنة الاستعمارية الغربية لم يتقدّم قيد أنملة طوال 75 عاماً! وقضية فلسطين لا تزال جرحاً راعفاً في وجدان الإنسانية!".
ومن بين أبرز التعليقات التي تفاعلت مع الأغنية:
وفي تعليقات على الأغنية عبر موقع يوتيوب، يقول حساب باسم TheMalkawi: "ما أنسبها هذا الأسبوع ومحكمة العدل الدوليّة اجتمع والأهل في غزّة مشرّدون جائعون ويتعرّضون للإبادة"
في حين قال حساب باسم RafikDiab: "بلغة الرحابنة وصوت فيروز تصبح الأخبار أغنية سهلة الهضم"، وتابع: "وا أسفاه أن نشرة الأخبار والأغنية تصبح خالدة وتصلح لأي زمان، ما دام العرب قد ثبتوا عقارب الساعة على نكسة حزيران ولم تتغير الثقافة منذ زمان شهرزاد وشهريار".
قضية ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام "العدل الدولية"
جدير بالذكر أنه في 19 فبراير/شباط 2024 الجاري، انطلقت في محكمة العدل الدولية جلسات استماع تستمر حتى 26 من الشهر، بمشاركة أكثر من 50 دولة، لتقديم مرافعات بشأن الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي 26 يناير/كانون الثاني الماضي، أمرت محكمة العدل الدولية، إسرائيل باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في غزة، في حين رفضت الأمر بوقف إطلاق النار.