جنود أم لصوص؟

"يسرقون الهواتف والملابس والطعام من بيوت غزة قبل تفجيرها دون مبرر"، هذا ما يفعله جيش الاحتلال في القطاع تحت سمع وبصر قيادات إسرائيل، فما هي الأسباب؟

هذه التصرفات المحرمة إنسانياً ودولياً مصدرها مقال نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية عنوانه "النهب الذي يقوم به جنود إسرائيليون في غزة هو جزء من الانتقام".

أحد الجنود في لواء غيفاتي تباهى أمام مراسل لقناة "كان 11" الإسرائيلية بمرآة كبيرة سرقها من أحد المنازل في خان يونس. وعلى منصات التواصل الاجتماعي، نشر جنود مقاطع فيديو لمقتنيات سرقوها من منازل الغزاويين، فهذا جندي يتفاخر بقميص رياضي نهبه من أحد المنازل، وهذا آخر يستعرض وجبات غذائية أعدها هو وزملاؤه من مواد أخذوها من مطابخ منازل أخرى، بحسب مقال الصحيفة العبرية.

"لابد أن يتخذ الجيش الإسرائيلي إجراءات رادعة قبل أن يتحول جنوده إلى عصابات لا تتقيد بأي قوانين"، تقرير لهآرتس يلقى الضوء على ما يقوم به جنود الاحتلال في غزة من أعمال "غير إنسانية وغير أخلاقية".

كانت هيئة أركان جيش الاحتلال قد ناقشت خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي ظاهرة السلب والنهب في غزة، وذلك خلال لقاءات متعددة مع قادة الوحدات التي تحارب في القطاع، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء نظامي لمنع تلك الظاهرة.

هذا التناول لمسألة النهب والسلب وسرقة ممتلكات المدنيين في القطاع أن ما "يضايق" قيادات إسرائيل هو الضرر الذي تسببه هذه الظاهرة المتفشية لسمعة الجيش وثقة العامة فيه وترابط الوحدات وانعكاس الأمر على صورة إسرائيل داخلياً وخارجياً.

لا يقوم جنود الاحتلال بسرقة مقتنيات أهل غزة لأنهم بحاجة إليها بالضرورة ولا بدافع الجشع غالباً، لكن السلب والنهب أثناء الحرب على القطاع هو تعبير عن الرغبة في الانتقام، بحسب الزعم الإسرائيلي.