نفقت أنثى دولفين بعد محاولات مضنية لإنقاذ صغيرها من الموت وسط المياه الملوثة بالنفط قبالة سواحل موريشيوس، وحاولت مراراً رفع رأسه فوق الأمواج المختلطة بالنفط بعد أن استلقى على جانبه وطفا على سطح الماء، في الوقت الذي طالب فيه نشطاء حماية البيئة بفتح تحقيق في نفوق عشرات الدلافين عقب تسرب نفطي.
وشهدت عدد من مدن موريشيوس، السبت 29 أغسطس/آب 2020، مسيرات احتجاجية لمئات المواطنين يطالبون بفتح تحقيق عاجل في هذه الكارثة البيئية.
حادث مؤثر: تظهر لقطات، حصلت عليها رويترز من صياد حاول إنقاذ الدولفين وأمه، اللحظات الأخيرة اليائسة للأم وصغيرها قبل نفوقهما.
إذ نفق ما لا يقل عن 40 دولفيناً في موريشيوس، بينها 38 جرفتها المياه إلى الشاطئ، إضافة إلى أنثى الدولفين وصغيرها منذ يوم الإثنين، عندما غرقت سفينة يابانية بعد جنوحها في يوليو/تموز وتسرب النفط منها.
الصياد ياسفير هيناي (31 عاماً) الذي التقط صور الأم وصغيرها، قال إن عدد الدلافين النافقة قد يرتفع، مشيراً إلى أنه شاهد ما يقرب من 200 دولفين داخل الشعاب المرجانية صباح اليوم الجمعة، بينها ما بين 25 و30 دولفيناً نافقاً.
وحاول الصيادون دفع الدلافين من المياه الضحلة إلى المياه العميقة.
وقال هيناي "توجد بقعة نفطية على سطح المياه داخل الشعاب المرجانية وإذا بقيت (الدلافين) هناك، فربما تموت جميعاً، لكن إذا خرجت، ربما تكون هناك فرصة للنجاة. كنا نحدث ضوضاء في القارب كي ندفع الدلافين إلى الخروج من الشعاب المرجانية".
وتابع "كانت هناك أم وصغيرها، وكان الصغير واهناً للغاية. لم يستطع السباحة جيداً. لكن الأم لم تتخل عنه، ولم تتركه لتلحق بالمجموعة. ظلت معه للنهاية تحاول إنقاذه ودفعه للحاق بمجموعة الدلافين، إلا أن الصغير انقلب على جانبه ومات أمامها وطفا على الأمواج".
وأضاف هيناي "لم أستطع حبس دموعي وأنا أرى هذا المشهد. أنا أب لطفلة صغيرة وكان صعباً للغاية بالنسبة لي أن أرى الأم وهي تحاول يائسة وتبذل كل ما في وسعها لإنقاذ صغيرها".
وقال شاهد آخر إن الأم نفقت بعد لحظات من نفوق صغيرها.