لا يختلف كثير من محبي ومتابعي لعبة كرة القدم على موهبة ومهارة النجم محمد أبو تريكة لاعب النادي الأهلي والمنتخب المصري لكرة القدم سابقا، إذ يعد "الماجيكو" كما يصفه محبوه، أحد أبرز لاعبي كرة القدم في تاريخ مصر.
ولكن شعبية أبو تريكة، الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ37، تجاوز مداها المستطيل الأخضر، إذ يراه قطاع من الشباب المصري "ملهما ومثلا أعلى لهم"، بسبب ما اقترن به من "خلق شخصي قويم ومواقف حياتية لافتة".
وبزغ أبو تريكة كنجم في مصر منذ انتقاله عام 2004 إلى فريق الأهلي الذي حصد معه البطولات، وجنى الشهرة التي أكسبته كثيرا من المتابعين لمواقفه.
دور في المجتمع
حرص أبو تريكة على أن يكون له دور اجتماعي وإنساني بجانب ممارسته للرياضة، إذ قال في أحد تصريحات إن " كل لاعب رياضي له رسالة إنسانية إزاء مجتمعه، فهو لا يعيش لنفسه، بل يعيش للآخرين، وأحب أن أشارك في عمل الخير وأحاول أن ألبي طلبات الفقراء والمحتاجين وأسعى لأن أوظف الكرة في الأعمال الإنسانية أيضا."
ومن هذا المنطلق، شارك اللاعب المصري رفقة أكثر من 30 نجما عالميا على رأسهم البرازيلي رونالدو والفرنسي زين الدين زيدان في مباراة خيرية عالمية لمكافحة الفقر عام 2005 بمدينة دوسلدروف الألمانية.
كما تطوع النجم المصري، لتصوير إعلان لحساب برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، حول أزمة وفاة الأطفال بسبب الجوع.
نشاطات سياسية
واجه لاعب المنتخب المصري السابق خطر الإيقاف في مباراة السودان ببطولة أمم إفريقيا 2008، بعدما أظهر المساندة لقطاع غزة الفلسطيني ضد الحصار الإسرائيلي، عبر قميص ارتداه مدون عليه باللغتين العربية والإنجليزية "تعاطفا مع غزة" كشف عنه حينما أحرز هدفا في اللقاء.
ورأى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أن ذلك السلوك يتنافى مع لوائح الاتحاد الدولي التي تحظر استغلال مباريات كرة القدم لأغراض سياسية أو عنصرية. إلا أن الاتحاد اكتفى بتحذير اللاعب بعد حملة جماهيرية وإعلامية كبيرة طالبت مسؤوليه بعدم إيقاف "تريكة".
وبحسب ما تردد، فقد شارك أبو تريكة في ثورة 25 يناير في مصر، ونزل إلى ميدان التحرير إبان المطالبة بالإطاحة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.
وبعد مذبحة استاد بورسعيد رفض اللاعب مصافحة المشير طنطاوي، وزير الدفاع السابق، أثناء استقبال الأخير للاعبي وجماهير الأهلي العائدين من بورسعيد جوا، عبر مطار ألماظة العسكري، كما رفض المشاركة في أول مباراة بعد عودة النشاط الرياضي في أعقاب المذبحة، وهي التي كانت تجمع بين الأهلي وإنبي في بطولة السوبر المصري.
جاء رفض أبو تريكة للمشاركة في المباراة، بدعوى ضرورة عدم عودة الكرة إلا بعد "القصاص لشهداء بورسعيد"، الأمر الذي قوبل من قبل جماهير الأهلي بالترحاب الشديد وزاد من شعبية اللاعب، إلا أن موقف أبو تريكة لم يرق لمجلس إدارة النادي الأهلي آنذاك، والذي أصدر قرارا بإيقاف اللاعب لمدة شهرين وتغريمه نصف مليون جنيه وحرمانه من ارتداء شارة قيادة النادي الأهلي مدى الحياة.
أعلن أبو تريكة تأييده للدكتور محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2013، وبرر ذلك في تصريح متلفز بأن مصر في حاجة إلى "مؤسسة كبيرة مثل حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين المنتشرة في ربوع مصر، حيث أشعر أنهم يعملون بحب وإخلاص".
بعد الإطاحة بمرسي، رفض أبو تريكة مصافحة طاهر أبو زيد، وزير الشباب والرياضة في الفترة الانتقالية بعد 30 يونيو، ما فسره البعض برفض اللاعب لعزل الرئيس الأسبق، وهو ما جعل نجم الأهلي عرضة لكثير من الانتقادات والاتهامات بالانتماء للإخوان المسلمين.
وفي مايو/ آيار 2015، أعلن المستشار عزت خميس، مساعد أول لوزير العدل ورئيس لجنة حصر وإدارة أموال جماعة الإخوان المسلمين في مصر، أن اللجنة تحفظت على شركة سياحية مملوكة لأبو تريكة، بعد الاشتباه في "وجود صلة بين عمل الشركة وجماعة الإخوان".
وفي أول تعقيب من أبو تريكة على قرار التحفظ، دون اللاعب عبر حسابه على تويتر قائلا "نحن من نأتي بالأموال لتبقي فى أيدينا وليست في قلوبنا.. تتحفظ على الأموال أو تتحفظ على من تتحفظ عليه.. لن أترك البلد وسأعمل فيها وعلى رقيها".
نحن من نأتي بالاموال لتبقي فى أيدينا وليست فى قلوبنا تتحفظ علي الأموال او تتحفظ علي من تتحفظ عليه لن أترك البلد وسأعمل فيها وعلي رقيها .
— AbouTrika Official (@trikaofficial) May 7, 2015
ونفى أبو تريكة في 13 مايو/ آيار 2015 انتماءه لجماعة الإخوان في تصريحات صحافية، مؤكدا أنه يلتزم الصمت لـ"عدم التأثير على سير العدالة في نظر القضية"، وهو آخر تصريح إعلامي للاعب منذ ذلك الحين.