نصف أسلحة العالم بشوارع أمريكا.. هل تندلع المواجهة؟

يمكنك توزيع بنادقهم على كل رجل وامرأة وطفل.. ويزيد لديك 67 مليون قطعة على الأقل الأمريكيون يشكِّلون 4% من سكان العالم، لكنهم يمتلكون نحو 46% من إجمالي المخزون العالمي من السلاح الذي يحمله المدنيون والأخطر أنَّ فئة صغيرة جداً.. تقدَّر بـ3% من البالغين يمتلكون ربع مخزون الأسلحة النارية المدنية في العالم في كل بيتٍ سلاحٌ.. والسلاح بيد الأمريكيين قد ينزل إلى الشارع.. في نظرة إحصائية بسيطة.. تجد أنَّ لكل 100 من السكان 120.5 قطعة سلاح لنقارنْ هذه النسبة باليمن مثلاً.. سنجد أن أمريكا تتفوق بمعدل الضعف.. فلكل 100 شخص باليمن 52.8 قطعة سلاح وقصة أمريكا مع السلاح دستورية وقانونية وانتخابية في 1791 صدر تعديل للدستور الأمريكي يقول صراحة: “لا يجوز المساس بحق الشعب في الاحتفاظ بالأسلحة وحملها”. الدافع الأساسي لهذ التعديل كان القلقَ من استبداد الحكومة بالسياسة بعد انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية في 1934 ونتيجة لجرائم العصابات مثل “مذبحة القديس فالنتين”، فرضت الحكومة ضريبة 200$ على تصنيع وشراء ونقل أسلحة معينة مثل كواتم الصوت والمدافع الرشاشة.. وأخذت التشديدات تتوالى على مدار 7 عقود لكنَّ وقوع أحداث الـ11 من سبتمبر/أيلول الإرهابية دفعت أمريكا، شعباً وحكومةً، نحو مزيد من التسلّح.. في 2005، وقَّع بوش الابن على قانون يحمي بائعي ومصنّعي الأسلحة من الملاحقة القانونية عن الجرائم التي تُرتكب بالأسلحة التي صنّعوها أو باعوها حاول أوباما تقليص الظاهرة.. وكانت النتيجة أن 122 مليون قطعة سلاح جديدة دخلت منازل الأمريكيين وجاء ترامب ليكون المدافعَ الشرسَ عن “حق حمل السلاح” وتختلف الولايات في تشريعاتها المحلية بخصوص الأسلحة المسموح بها ولاية كاليفورنيا مثلاً تحظر الأسلحة الهجومية ولاية مينيسوتا تفرض قيوداً على الأسلحة الهجومية لكن لا تحظرها أما ولاية نيويورك فلا تفرض أي حظر على السلاح الهجومي وينقسم الأمريكيون على الرأي.. فالجمهوريون أكثر حماسةً لحرية حمل السلاح من الديمقراطيين والسلاح في المنزل أكثر ما يقتل صاحبَه معدل القتل أو القتل غير العمد بسلاح ناري في أمريكا هو الأعلى بالعالم المتقدم وجدت دراسة نُشرت عام 2016، أنه كلما ارتفعت مستويات ملكية السلاح في ولاية ما، ارتفعت معدلات الانتحار بالأسلحة النارية فيها محاولةُ أي مرشح رئاسي للحدِّ من امتلاك السلاح تعني بكل بساطةٍ أنه لن يصل للرئاسة.. المسألة حساسة.. وهي جدل مستمر منذ عقود.. ورغم وقوع حوادث القتل الجماعي داخل المدارس، ما تزال غالبية الشعب تعارض فرض حظر على المسدسات، وفقاً لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب في 2019 لكن أمريكا تتغير.. لمَّح ترامب مراتٍ عدةً بعدم تسليم السلطة.. وهذه سابقة خطيرة.. ترامب يقول إن التصويت عبر البريد أكثر قابلية للاحتيال وإذا خسر الانتخابات.. وشكَّك في نزاهتها.. فقد يدفع نحو فوضى عارمة في دولةٍ شعبُها مسلّح أثناء احتجاجات المطالبين بالعدالة العرقية شوهد مدنيون يحملون بنادق هجومية وبنادق يدوية في شوارع كينوشا يهاجمون المحتجين ولما جاءت جائحة كورونا ارتفعت مبيعات الأسلحة بمعدل 400%؛ “خوفاً من الفوضى الأمنية”، في مشهدٍ أقرب إلى ما نراه في الأفلام آخر حرب أهلية أمريكية انتهت في 1865 والنقاشات حول احتمالية وقوع حرب ثانية تكثر في الأوساط الأكاديمية والعسكرية قدَّرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، في 2020، أن “اندلاع الحرب يحتاج ما بين 5 و9 سنوات فقط” وباء، وأحداث عنف تقوم على أساس عرقي.. ورئيس قد يشكك بنزاهة الانتخابات.. وسلاح في كل مكان.. فهل تتجه أهم ديمقراطية في العالم للسيناريو المدمِّر؟