أعلنت إثيوبيا ملء سد النهضة..
ثم نفت ذلك..
ثم نفت النفي وأكدت..
وتمت مباغتة مصر..
لكنها لم تكن المرة الأولى..
وإنما هي محطة في سلسلة من الخداع استمرت 5 أعوام..
اتَّبعت إثيوبيا استراتيجية فاوِض كما تشاء.. وافعل ما تشاء
كانت تلعب دور الوسيط النزيه بين الأطراف السياسية السودانية
مع إغراء السودان ببعض منافع السد
كانت تُصعِّد مع مصر، ثم تُقدِّم لها الوعود بعدم “الضرر بمياه النيل”
وأثناء كل الجولات الدبلوماسية كانت تستعد للملء
بهدف ترسيخ مبدأ التصرف المنفرد في مياه النيل
في مارس 2015 تمكنت إثيوبيا من إعطاء الشرعية للسد بعد التوقيع مع زعماء السودان ومصر على إعلان المبادئ
وبذلك
دخلت مصر والسودان في التفاصيل..
لم يعد الحديث عن “السد”
بل عن كيف ومتى يُملأ؟
وبدأ مسلسل المفاوضات المكوكية التي لم تنتهِ لاتفاق نهائي
سئمت مصر..
وأعلنت الأحد 12 يوليو/تموز موعداً رسمياً لإنهاء المفاوضات
جاء الموعد
لم يحصل الاتفاق
ولم يكن هناك تعقيب مصري
بعد يومين..
وتحديداً في 14 يوليو/تموز 2020: صور التقطت بالأقمار الاصطناعية كشفت أن خزان سد النهضة الإثيوبي بدأ في الامتلاء
إثيوبيا شتَّتت الانتباه بلعبة: املأ.. أعلن.. أنكر.. ثم أكِّد
وجاء آبي أحمد بعد عدة أيام ليقطع الشك باليقين..
معلناً انتهاء المرحلة الأولى من ملء خزان سد النهضة “بإرادة الطبيعة” متعللاً بغزارة الأمطار..
كان ذلك بالتزامن مع قمة بحضور زعماء السودان ومصر
أما الرئيس المصري فاكتفى خلال نفس القمة بالتأكيد على نية مصر”الصادقة” لحل الأزمة
في الحقيقة..
نجحت أديس أبابا في كسر أكبر الخطوط الحمراء.. دون تلقي أي رد مصري بوزن الخطوة الإثيوبية..
النهر الأطول في العالم منذ 15 يوليو أصبح بالإمكان التصرف فيه بشكل منفرد
هذا قد لا يتوقف على إثيوبيا مستقبلاً..
فجميع الدول تريد السدود..
وبقية دول منبع النيل تراقب المشهد من بعيد!