حَكَمَ ترامب 4 سنوات خلالها فعل الكثير من الأشياء أبرزها.. شطب الكثير من إرث أوباما السياسي وفي 2020 نائب أوباما السابق يصبح رئيساً اليوم.. وعلى رأس أولوياته.. شطب الكثير من إرث ترامب السياسي وإعادة الممكن من إرث أوباما داخلياً وخارجياً.. فيما يخص العرب والمنطقة.. يُبدي بايدن نيته لاتباع نفس نهج أوباما بخصوص القضية الفلسطينية.. حل الدولتين.. ووقف مشاريع الضم في الضفة الغربية جو بايدن لن يعيد سفارة إسرائيل إلى تل أبيب هو يعلن “الالتزام الصارم” بأمن إسرائيل لكن ربما تكون صفقة القرن قابلة للتعديل.. بخصوص السعودية.. سيكون إرث ترامب المتمثل بـ “الدفع مقابل الحماية دون عواقب عن الاعتقالات والانتهاكات الحقوقية” قابلاً للشطب.. فبايدن يعد بشيئين: “محاسبة” ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي وقطع الدعم عن السعودية في حربها على اليمن الاتفاق النووي مع إيران الذي وقّعه أوباما في 2015 وشطبه ترامب في 2018 سيعيده بايدن بنسخة “معدلة” و”أكثر صرامة” في الخارج سيشطب بايدن الكثير.. عام 2015 وقّع أوباما اتفاقية باريس للمناخ في 2019 خرج ترامب منها بعد جهد طويل.. في 2020 يعلن بايدن أنه سيعود للانضمام للاتفاقية على الفور في 2020 ينسحب ترامب من منظمة الصحة العالمية ويقطع عنها التمويل ويعد بايدن بالعودة إليها فوراً وإعادة التمويل لها ترامب كان يعارض فكرة الاتحاد الأوروبي لذلك دعم فكرة خروج بريطانيا منه أما بايدن فيدعم الاتحاد على حساب بريطانيا.. وسيقترب من فرنسا وألمانيا كشركاء أوروبيين رئيسيين داخلياً سيواجه بايدن إرث ترامب بالشطب والتعديل أكثر.. يشترك بايدن وترامب في القراءة الاقتصادية لوضع البلاد.. لكن بايدن يرفض “الحمائية التجارية” ويسعى لأميركا منفتحة تجارياً على العالم بشرط واحد: أن تكون مستعدة جيدأً للمنافسة المربحة قبل توقيع أي اتفاقيات تجارية جديدة.. وهذا يعني أن اتفاقيات التجارة الحرة التي وقّعها أوباما وألغاها ترامب لاحقاً لن تعود لترى النور سريعاً في عهد بايدن.. يرفض ترامب الإجهاض أما بايدن فيدعمه فرض ترامب الكثير من القيود على الهجرة واللجوء مخالفاً نهج أوباما ويأتي بايدن معلناً إعادة النهج السابق مع بعض التعديلات.. فهو يقبل بالمهاجرين “المنتجين”، “من ذوي الخلفيات غير الإجرامية”، والذين “لا يهددون أمن البلاد”.. ويعد بمنح الجنسية للملايين وتجميد جميع عمليات الترحيل خلال 100 يوم وسيشطب أي تمويل لأي جدران جديدة على الحدود مع المكسيك ترامب أراد القضاء المبرم على مشروع الرعاية الصحية الميسّر الذي أطلقه باراك أوباما عام 2010 أما بايدن فيعد بتوسيع المشروع المعروف باسم “أوباما كير” ليتمكن غالبية السكان من الاستفادة منه.. وجو يبدي اهتمامه بالطبقة الوسطى.. على عكس ترامب الذي كان مهتماً بطبقة الأغنياء، معتبراً أنهم رافعة اقتصاد البلاد الأساسي.. ترامب الثري أراد تخفيض الضرائب عن الأثرياء أما بايدن فيعد بضرائب أعلى على الشركات وأصحاب الدخل المرتفع.. ترك ترامب معالجة تبعات كورونا لحكام الولايات مع مساعدة من الحكومة الفيدرالية.. أما بايدن فيريد قيادة مركزية لمواجهة تبعات كورونا لأنها مسؤولية قومية بنظره ترامب لم يُعر “الديموقراطية” وحقوق الإنسان وحرية التعبير كثيراً من الاهتمام.. يأتي بايدن ليعلن أن دعم الديمقراطية في الداخل والخارج من أولوياته، وأن فكرة أوباما لإغلاق معتقل غوانتانامو قائمة.. وينوي الرجل عقد “قمة عالمية للديموقراطية” خلال العام الأول من الرئاسة وعن الصين وروسيا وتركيا يختلفان ويتفقان يشترك الرجلان في النظرة إلى الصين بصفتها تنتهك قواعد التجارة الدولية.. لكن بايدن يرى أن المواجهة مع التنين تكون بتشكيل جبهة موحدة من الحلفاء.. وليس بخطوات منفردة كما فعل ترامب بايدن الذي يعد من الجيل الأميركي القديم.. يرى في روسيا تهديداً لمصالح أميركا.. لذلك هو يريد إعادة تنشيط حلف الناتو استعداداً للمواجهة.. على عكس ترامب الذي لم يكن يجد في الحلف أي جدوى أما معاهدات الحد من الأسلحة النووية فيريد بايدن إحياءها مع روسيا بعد أن تدهورت في عهد ترامب.. لكنه سيتابع تحديث الترسانة النووية الأميركية بايدن يشترك مع ترامب في الموقف المخالف لأردوغان.. لكنه يرى ان تركيا لا يمكن أن تذهب لروسيا بالمحصلة.. توحي تصريحات باين بإعادة إرث أوباما وشطب إرث ترامب.. فالرجل يرى أن دونالد كان أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية.. وأنه أضعف قوة البلاد الناعمة وشوّه سمعتها عالمياً.. لكن يبقى أمام جو الكثير من التحديات القانونية التي يُعد لها جيشاً من المحامين.. وقد يقف في صالحه نواب جمهوريون غاضبون من نهج ترامب.. وقد يتمكن من حشد الأصوات اللازمة في مجلسي النواب والشيوخ ما يعني أن الطريق ممهد لما يسميه البعض “محو” إرث ترامب تماماً!