في 1833 انفصلت دبي عن أبو ظبي
وفي 2008 عادت إليها مثقلة بالديون تطلب العون
ساعدتها الأم مقابل ثمن سياسي باهظ
وفي 2020 تعيش دبي كابوس إغلاق كورونا
وتتفاوض مع أبو ظبي مرة أخرى من أجل المساعدة
فما هي الشروط هذه المرة؟
أبو ظبي تراود دبي عن هذه الأصول
في البدء كانت المنافسة ومحاولات الاستحواذ
منذ انسحاب آل بو فلاسا الذين ينتمي إليهم آل مكتوم من أبوظبي عام 1833
ورغم انتماء القبيلتين إلى حلف بني ياس
فإن الصراعات بينهما وصلت درجة الحرب
كما حدث في أربعينيات القرن الماضي
بعد الاندماج وتأسيس دولة الإمارات
اتخذ حكام دبي لأنفسهم مساراً مستقلاً
وسعوا إلى تحويل الإمارة إلى مركز اقتصادي عالمي
أصبح حاكم أبوظبي هو رئيس الدولة من باب الأمر الواقع
وحاكم دبي نائباً له ورئيساً للوزراء
ولم تدمج دبي قوّاتها المسلّحة في الجيش الفدرالي إلا في 1996
لكن محمد بن راشد لا يملك سلطة مستقلة بعد أن همّشه محمد بن زايد
وكادت الدولة تتفكك لاعتراض دبي على احتكار أبو ظبي للقرار
النجاح الاقتصادي الكبير الذي حققته أثار غيرة أبوظبي
وبدأت تزاحمها في عدة مجالات
حتى وقعت أزمة 2008
ووجدت دبي نفسها في حاجة إلى مساعدات إنقاذ
بقيمة 20 مليار دولار من جارتها الأغنى والأكثر محافظة
وجاءت الضربة الأولى متنكرة في صورة الإنقاذ
وكانت الفرصة أمام محمد بن زايد لـ تهميش محمد بن راشد وهو ينقذه من شبح الإفلاس
اشترت أبوظبي كل ديون دبي البالغة 80 مليار دولار
وشاركتها مواردها
وكافأتها دبي بإطلاق اسم الشيخ خليفة بن زايد حاكم أبوظبي على “برج دبي”
المساعدات التي تلقتها دبي من جارتها
هي ثمن سياسي يتمثل في إخضاعها لقيود سياسية وتجارية
لكن أزمة السياسة الخارجية كانت في الطريق
في صيف 2019
عقد أمراء دولة الإمارات اجتماعاً سرياً عقب إسقاط إيران مسيَّرة أمريكية
وانتقد حاكم دبي سياسة بلاده الخارجية
قال: ننفق يومياً مئات الملايين من الدولارات
فماذا نجني مقابل ذلك؟
علينا أن نتخلى مباشرة عن سياسة التدخل في شؤون الدول
وقال: في حال سقط صاروخ من إيران على أراضينا
ستخلو الإمارات من المستثمرين
وبدا أن بن راشد قوي على التحدي مجدداً.
لكن أزمة كورونا وضعت الجميع أمام لحظة الحقيقة
تتوقع دبي في غضون 6 أشهر
إغلاق 70% من شركات الأعمال
و 74% من وكالات السفر والسياحة
و 30% من شركات النقل والتخزين
ونصف المطاعم والفنادق
كورونا أطاحت بالنشاط الاقتصادي فيها أكثر مما فعلت الأزمة المالية العالمية في 2008
وما يحدث الآن قد يمهد لحدوث أزمة سداد ديون في ٢٠٢٣ تصل إلى 30 مليار دولار
فكيف تساعد أبو ظبي هذه المرة وبأي مقابل؟
الصفقة الأكثر ترجيحاً
هي اندماج قسري بين أسواق الأسهم المحلية وربما البنوك
الصفقة الأكثر ترجيحاً
هي اندماج قسري بين أسواق الأسهم المحلية وربما البنوك
مغلفاً بعنوان جيد: دعم اقتصاد دبي سيكون عبر ربط أصول في الإمارتين
ويقوم صندوق مبادلة الحكومي التابع لأبوظبي بدور رئيسي في أي اتفاق
نفت حكومة دبي وجود اندماجات
وقال بن راشد: بين أبوظبي ودبي لا يوجد بيع وشراء
أبوظبي تسعى تدريجيا للهيمنة الاقتصادية على دبي
مستغلة فشلها في إيجاد حلول على مدار أكثر من 10 سنوات
وها هي فرصة كورونا الذهبية تتهيأ
فيما تنتظر ملفات ساخنة أخرى
من أهمها تسوية مسألة تسلم الحكم بصورة كاملة
في ظل بقاء الشيخ خليفة على قيد الحياة أو بعد رحيله