(ألمْ ترَ كيف فعل ربك بأصحاب الفيل. ألمْ يجعلْ كيدهم في تضليل. وأرسل عليهم طيراً أبابيل. ترميهم بحجارة من سجيل. فجعلهم كعصف مأكول). سورة قصيرة…

يوماً قرأتُ في سيرتكَ يا رسول الله أنّك قلتَ لسلمان الفارسي: "أخبرني قصتك"، ومنذ ذلك الحين وفي قلبي رهبة من هذا السؤال؛ كلّما وهنتُ ضعفاً تذكرت إذا لاقيتكَ يوماً وقلت لي: "أخبريني قصتك"، فأعود لهمتي، لتنالَ رضاك قصت

قيمتنا المضافة محصورة بين الحياة والموت، فلم نخلق من أجل العدم؛ بل خُلقنا من أجل صناعة الأمم، فلنجدد العهد كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله".

نحن المسلمين أصحاب الدين الوحيد الذي في أركان الإيمان بدينه أن يؤمن بجميع الرسل والأنبياء، فلزم بذلك أن نحتفل بكل الرسل، فأعتقد أنه إن اعتمدنا الاحتفال بمولد النبي محمد احتفالاً دينياً لزم بذلك الاحتفال بمولد المسيح عيسى كذلك وموسى عليهما السلام.

يحتفل المغاربة بذكرى المولد النبوي الشريف؛ تعبيراً عن فرحتهم وتقديرهم لهذه المناسبة التي تجسد ارتباطهم الوثيق بصاحب الرسالة العالمية وخير البشرية وذي الأخلاق العظيمة الرسول الأكرم المصطفى صلى الله عليه وسلم، في جو يسوده الأمن والأمان والاطمئنان والسكينة

لقد حاول الخلفاء الراشدون وضْع رؤاهم عن الحكم قيد التطبيق العملي بوحي من القرآن الكريم وسنّة النبي صلى عليه وسلم، ولم تكن رؤية أبي بكررضي الله عنه- في القيادة محفوظة في أقواله البليغة فحسب، فخطبته الأولى عند اختياره خليفة هي مثالٌ جليٌّ؛ بل مجسدة على نحو أفضل في أعماله المدونة في المصادر التاريخية.

كل تلك الأمور جاءت لتقرب المصريين من الإسلام وتحبّبهم فيه، فكان إنشاء الاحتفال بالمولد خيراً. ومع الوقت، انتشر ذلك الاحتفال في بلاد المغرب والشام، تلك البلاد التي كانت تابعة للفاطميين وقتها، ومنها انتشر في كل بلاد المسلمين.