كما كان متوقعاً، جاءت الزيارة التي قام بها 3 وزراء لبنانيين من قوى "8 آذار" إلى دمشق مدوّيةً بدلالاتها، فاقعةً بأبعادها المحلية والإقليمية، ثقيلةً بنتائجها السياسية على أكثر من صعيد، وذلك رغم محاولات الفريق الحكومي المعترض عليها (تيار المستقبل والقوات اللبنانية) التقليل من مخاطرها.

يذكر اللبنانيون جيداً، كما المهتمون بالشأن اللبناني عامة، الحملة الإعلامية الشعواء التي شنّها حزب اللّه، بقيادة أمينه العام السيد حسن نصر اللّه، على حكومة الرئيس سعد الحريري الأولى ابتداء من صيف 2010، وذلك تحت ذريعة شهود الزور الذين - بحسب الحزب - تسببوا بتضليل التحقيق الدولي في اغتيال رئيس مجلس الوزراء السابق رفيق الحريري.

ولا يمكن أن نجد مناظرة بين جمعيتين تعملان على نفس القضية علماً أنهما في الأروقة لا يتركان تفنيداً إلا ويفعلان فقط للاستقطاب كأن: هذه الجمعية أفضل انضم!

وكلما شعرت بالضيق اذهب إلى مطبخك واصنع قهوتك بنفسك بركوة وفنجان السعادة، واجلس مع نفسك واشرب قهوتك رشفةً رشفةً بحبٍّ واستمتاع، متناسياً كل ما يحيط بك، مستذكراً أيام المدرسة وتلك المعلمة التي طالما شاغبت في حصتها واضحك من قلبك؛ فروحك تستحق الضحك.

الوطنية في لبنان هذه الأيام هي كراهية عمياء بلهاء تصور أن ما يجري في جرود عرسال مواجهة ضد الإرهاب، وليست تثبيت نفوذ إقليمي إيراني وتقويضاً أكثر وأكثر للبنان..فأي وطن ذاك الذي يدافع عنه فيما تتم تغذية مشاعر أبنائه من اللبنانيين بشحنات من الكراهية ضد اللاجئ بصفته إرهابياً وأن تجاوز السيادة والقتال خلف الحدود أمر "وطني".

وُوجِهَ الاستياء الذي أثاره موت 4 موقوفين سوريين على أثر مداهمة مخيم للاجئين بعرسال في 30 يونيو/حزيران الماضي من قِبل الجيش اللبناني بموجة عارمة من الغضب المضاد. فقد انبرى الغيارى الجدد على الجيش لكلِ من تجرأ على المطالبة بتحقيق شفاف، حتى لو كانت هذه المطالبة أولاً من باب الحرص على الجيش وسمعته الطيبة ومناقبية ضباطه وتضحيات جنوده.

واقع النزوح الذي حفّز إلى كذا خطوة برئاسة أبي رميا، أعطى دافعاً أكبر لذلك، مما يعني أن لبنان لا تتحرك حكومته ولا المنظمات الدولية، بالإضافة لنوابه، إلا عندما تحزّ مسائل أعمق من نسب الهجرة المتراكمة منذ أن غنّى زين العمر "ليش مغرب" مثلاً.