الطغاة يحفرون قبورَهم بأيديهم، قُلتها لنفسي، وها أنا اليوم أقولها وأردِّدها على الملأ. الطغيان لا يرحم صاحبه، والزمن لا يرحمهما الاثنين. إن طغاة اليوم كطغاة الأمس، يحسبون طغيانَهم أذكى وأشدَّ وأعتى من طغيان طغاة التاريخ، يحسبون رياحَ بطشهم أعتى من قوارب الحق التي سترسو، شاؤوا أم كرهوا، على شواطئ الشعوب المقهورة.

مصاحفنا أضحت بيوتاً للعنكبوت، مساجدنا تأنّ وحشة وشوقاً إلينا، صلاة الفجر في جماعة طال عليها هجراننا، مسابحنا تراكم عليها الغبار فأمسى حالها كقطعة أثرية مرّت عليها الدهور، كتب ومتون الفقه والعقيدة والحديث ملّت من تلك الرفوف المنعزلة وتتساءل في ما بينها وهي قابعة هناك:

هكذا بدأت قصة "باهادور" التي حكاها في كتابه "المياه القاتلة.. داخل عالم قراصنة الصومال السري"، الصادر سنة 2011، والذي تصدر حال ظهوره قائمة أعلى المبيعات في الولايات المتحدة الأميركية قبل أن يتم استغلاله سينمائياً.

ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺓ ﻫﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺒﻄﻲﺀ ﻟﻸﻣﻢ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺩﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻛﻮﻥ وعدم ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ، إلى أن ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺘﻔﺴﻴﺮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺓ، ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻱ ﺫﻛﺎﺀ ﺳﻴﺎﺳﻲ، ﻭﻻ ﺗﺨﻄﻴﻂ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻭﻻ ﺗﻄﻮﺭ ﺗﻘﻨﻲ، ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺫﺍﺕ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ، إنما ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ في أمتنا من تمخض ﻳﺼﻨﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ تدبير ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺨﻔﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﺻﺪ ﺑﻨﺎ، ﻣﻊ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﻛﻞ ﻣﺴﺒﺒﺎﺕ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ.

سبع تنفس فيها الشعب وتعلم أن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، أن الحرية والكرامة لا تهدى ولا تعطى لا تأتي محملة في دبابات الاستعمار

هل انتفاضة من دون تغيير اجتماعي حقيقي ومن دون ثورة اقتصادية تكسر أغلال الشمال تستحق لقب ثورة أم أنها وقوف في المنتصف قد يقود البلاد والعباد إما إلى الرجوع إلى سياسة العهد القديم وإما إلى الانتحار؟

التفكر هو نشوة العابدين، وغاية الحكماء والزاهدين، ومنشود أهل التصوف السالكين.