فبدلاً من أن يشرعوا قوانين تحمي الأطفال في المدارس وتمنعهم من القدرة على شراء الأسلحة حتى الأوتوماتيكية منها، بكل سخف وضعوا المشكلة على كل شيء عدا وفرة السلاح! فمنهم مَن قال المجرم سيحصل على السلاح بكل الأحوال، لماذا نضع تشريعاً للحد من بيع الأسلحة إذاً؟ حقاً! لماذا تقرفون العالم بأجهزة التفتيش في المطارات؟ ولماذا تجرّم حيازة المخدرات إذاً بما أن المجرم سيجد وسيلة دائماً!

في الحقيقة مهما كان القرار الذي تفكر به صغيراً أو كبيراً، فإن الخلايا العصبية تحتاج إلى الجلوكوز دائماً لتؤدي وظائفها، الدماغ لا يفرق بين هذا القرار أو ذاك؛ لذلك من الأهمية بمكان الانتباه للأفكار التي تسيطر علينا دائماً، والتخلص من الأفكار التي لا طائل من التفكير بها سوى استنزاف مخزون الجلوكوز الذي يمكن توفيره للقرارات الأكثر أهمية.

لا بد أن قارئ هذه التدوينة يعرف التليتبيز؛ لأنه البرنامج الأكثر شهرةً على مستوى العالم، فلقد بثّت حلقاته في أكثر من 120 دولة، وبأكثر من 45 لغة، وقد قدرت إحدى الصحف أن إجمالي أرباحه تعدّى المليار دولار، تشمل عوائد البث وبيع الألعاب والملابس والكتب والأقراص المدمجة والعروض الحية، وغيرها الكثير.

2016 جاء موعدُ الرحيل، ودعت أمي للمرة الأولى وعانقتها حتى ابتلت أكتافي من دموعها، فابنها الصغير سيغادر أسوار بيتها، ولن يعود مدللها بعد الآن، وقبلت يد أبي وهي ترتجف للمرة الأولى، فما عهدت منه سوى القوة

أُم في الخامسة والسبعين من عُمرها تتجرد من كل الصفات إلا أعظمها، كانت في مقطعٍ مُصور يحكي حالتها التي تتجسد بأن رزقها الله بثلاثة أبناء بلا عقل، أكبرهم يبلغ من العمر 60 عاماً، كل تفصيل في هذا المقطع آسر، ولكن أشدها أسراً حين سُئلت إن حاولت يوماً تركهم في مصحة لعلاج هذه الحالات ومنحهم الرعاية اللازمة.

إلى عهد قريب كانت الكلمة الأولى فيما وراء الطبيعة للفلسفة، وإن كان للعلماء مشاركة في هذا الفرع من الفلسفة فهي في باب الاختيارات الفلسفية أدخل منها في باب الآراء العلمية.

ولكني أنا الموظف البسيط الذي يكد ويتعب، ينام نصف نوم، يأكل نصف أكل ، يحلم أن تطير الأيام ويأتي آخر الشهر ويقبض راتبه الموعود، الذي بالكاد يساوي ثمن نظارتك الشمسية، ومن هذا الراتب المتهالك يجب أن يسدد كل التزاماته من إيجار البيت وفاتورة الكهرباء والمياه ومصروف البيت والأولاد، التزامات كثيرة لا عد لها ولا حصر.