هذا الجحيم الذي قتل المواطن مجدي مكين وذلك بعد أن أذاقوه كل أنواع التعذيب وهتكوا عرضه ببشاعة ما يؤكد أن هؤلاء ليسوا بشراً، فقد بلغ بهم الأمر حد الجنون كمرضى نفسيين من مثلهم يجب أن يكون خلف أسوار المشافي النفسية بعيداً عن الناس، قتلوه دون أي سبب يذكر كغيره من بسطاء هذا الجحيم.

كذلك، فإن وجود ظواهر سلبية في مجتمعنا كالعنف وامتهان الجنس والاعتداءات على الأطفال وهلم وجعا؛ ليس مشكلا في حد ذاته. المهم أن لا نتطرق لذلك في السينما والأدب... حتى لا نقدم للآخرين صورة سيئة عنا.

فالسينما بالنسبة للكثير من العائلات العربية عبارة عن ذلك المكان المظلم الذي يوجد به الكثير من الفتيات المنحلات والذئاب البشرية من الشباب التي تقتنص فرصة ذلك الظلام لتقوم بتلك الأفعال البذيئة تجاه الفتيات.

يقول الليبرالي باسكال سالان: "فإذا كان اتخاذ قرار جماعي مرهوناً على حصوله على تأييد أغلبية الأصوات (أو على نوع من الأغلبية المتخصصة)، فإن معنى هذا فقط أننا متيقنون من عدم حصولنا على أغلبية أخرى قادرة على اتخاذ قرار مناقض للقرار المتخذ، فقاعدة الأغلبية إذن هي تعبير عن حتمية وجود الانسجام في المسلسل التقريري، ولكنها لا تستند على أي أساس أخلاقي أو منطقي".

لا نريد الحكم مسبقاً على شيء سيُطرح في المستقبل، لكن المعطيات تشير إلى اتجاه واحد فقط، أضف إلى ذلك كثرة اللاءات في التسوية المعتزم طرحها، حيث توسعت دائرة المبعَدين جداً، وهذا في حقيقة الأمر لا يصب في مصلحة البلد أو مصلحة أي أحد.

إلا أن هذه الجائزة أيضاً ليست صك الجودة ومعيار التميز النهائي والأخير لكل أديب وكاتب ومفكر، فالشخصيات التي فازت بنوبل كان لهم بالتأكيد دور مؤثر وفعال، ولكن ليسوا بالطبع أبداً وحدهم الأفضل في العالم دون منازع، فهناك مفكرون وشعراء وكتاب ومؤلفون "كبار" لم ينالوا الجائزة، على الرغم من دورهم الريادي والشهير في مجال الكتابة والأدب

يا آباء اليوم.. كونوا كأبي، لكن لا تَعِدوا نشْأَكُم بواقع أفضل، فأبي لم يكذب، لكن الواقع خاذل.