الإعلام يتبادل الاتهامات، وصور كنانة علوش تملأ مواقع التواصل الاجتماعي، والمحللون السياسيون والاقتصاديون والعسكريون غارقون في التحليلات التي تناسب القنوات التلفزيونية التي تستضيفهم وتنقدهم بالدولار؛ ليكونوا في جوقة الأجندات التي لم تقدم للشعب المسكين سوى الموت والدمار.

وفعلاً دعوته إلى جلسة بمكتبي، وتحدثنا في أمور عامة، ثم سألته عن السبب الحقيقي، وكانت إجابته صادمة.. اتضح أنه يعتقد أنني غير جديرة بالمنصب؛ لأنني امراة، ولأنه مهندس عربي مسلم لا يمكن أن يقبل أن يتلقى توجيهات العمل مني..!

هل انزلقت الثورات العربية من العمل على تحرير الإنسان العربي من الظلم والاستبداد والطغيان إلى الفوضى الخلاقة والحرب على الإسلام؟

ويشير ماكس فيبر إلى أن حركة التاريخ لا يمكن فهمها إلا بدراسة "أنماط الهيمنة المتعاقبة" التي مارستها السلطات المختلفة، حيث قام بتقسيم السلطات إلى ثلاثة أنواع: السلطة التقليدية، والسلطة الروحية، والسلطة العقلانية الشرعية.

بهذا الشكل على كل الشعوب العربية أن تبدأ بحل مشاكلها، باستخدام فكرة الحلول النوعية، الحلول التي تتجاوز الإيمان بالحق والعدل والمساواة، هذه القيم الإنسانية لم تتجاوز الكثير من الورق والقليل جدا من القلوب المؤمنة. والقليل من الإيمان ليس كافيا لخلق تغيير يذكر.

وعندما يعلن النّهار اندثاره، يودّع هذا الصيّاد الشمس متمنياً أن تكون قد حملت معها أمانته، تبثّها إلى البلاد الأخرى، أمّا الصيّادون الآخرون يغادرون مراكبهم، تاركين شباكهم، وقسطاً من همومهم يرمون بها في البحر، في اليوم التّالي.

الإخوان هم قلب هذه الثورة ولن تنجح الثورة إلا بهم، ويوم مثل الخامس والعشرين من أبريل لخير شاهد على ذلك، فلم نر -تقريبا- في الشوارع رغم الدعوات الثورية إلا شباب ونساء وشيوخ الإخوان المسلمين، ولم يكن غيرهم إلا أعدادا قليلة تعد بالعشرات أو بالمئات على أقصى تقدير.