إلى جانب مسيرته الأسطورية الحافلة بالكثير من الألقاب الجماعية والجوائز الفردية في عالم كرة القدم على صعيد الأندية والمنتخب الوطني، سجل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي المئات من الأهداف في مرمى أفضل حراس المرمى في التاريخ، إلا أن سبعة منهم فقط نجوا من هذا المصير.
وحتى ساعة كتابة هذه السطور أحرز ميسي 838 هدفاً، بواقع 729 هدفاً مع الأندية (672 بألوان برشلونة و32 هدفاً مع باريس سان جيرمان، و25 هدفاً حتى الآن مع إنتر ميامي)، و109 أهداف مع منتخب الأرجنتين، هزّ من خلالها شباك حراس مرمى عمالقة مثل الإيطالي المعتزل جيانلويجي بوفون، والألماني مانويل نوير، والإسباني إيكر كاسياس، والبلجيكي تيبو كورتوا، وغيرهم من ضحاياه الكثر.
حراس مرمى فشل ميسي أمامهم
في ما يلي نلقي الضوء على سبعة من حراس المرمى المميزين الذين فشل ميسي في هز شباكهم على الإطلاق.
الأمريكي تيم هوارد
لعب حارس المرمى الأمريكي ضد ميسي مباراتين وديتين، تمكن فيهما من منع النجم الأرجنتيني من الوصول إلى شباكه.
المباراة الأولى جرت يوم 9 يونيو/ حزيران 2008، وانتهت بالتعادل السلبي، أما الثانية فأقيمت يوم 27 مارس/ أذار 2011 وكان مصيرها التعادل الإيجابي حيث سجل استيبان كامبياسو هدف "التانغو".
وعلى الرغم من ذلك يؤكد هوارد أن ميسي هو واحد من أفضل اللاعبين الذين واجههم في مسيرته، فقال: "كما تعلمون فقد لعبت ضده، في الواقع كان الاستعداد له صعباً للغاية بسبب سرعته والطريقة التي يسدد فيها الكرة".
وأضاف: "كحارس مرمى كل ما تحلم به هو أن تكون في يومك وأن تقدّم ردود فعل سريعة، لأنه بخلاف ذلك لا يوجد أي شيء يمكنه إيقاف ميسي".
الإيرلندي شاي غيفن
حلّ منتخب الأرجنتين ضيفاً على إيرلندا في مباراة دولية ودية يوم 11 أغسطس/ آب 2010، حيث سنحت الفرصة أمام غيفن لمواجهة "أفضل لاعب على الإطلاق"، كما يرى الحارس الإيرلندي.
غيفن نجح في تلك المباراة في منع "البرغوث" من التسجيل، لكنه لم يمنع منتخب بلاده من الخسارة بنتيجة صفر-1 سجله أنخيل دي ماريا.
بالمناسبة كانت تلك المواجهة هي الوحيدة بين شاي غيفن الحارس الأسبق لفريق نيوكاسل يونايتد وميسي.
الإسباني فيكتور فالديز
قد يكون وجود اسم الحارس الإسباني في هذه القائمة صادماً للجميع خاصة لأنصار برشلونة الذين يعلمون يقيناً أن ميسي وفالديز لعبا جنباً إلى جنب في صفوف "البلوغرانا" لمدة 10 سنوات.
هذه المعلومة حقيقية 100%، لكن مواجهتهما الوحيدة كانت على صعيد الفرق الوطنية، إذ لعب منتخب الأرجنتين ضد إسبانيا مباراة دولية ودية يوم 7 سبتمبر/ أيلول 2010.
في تلك المباراة لم ينجح ميسي في هز شباك فالديز الذي شارك في الشوط الثاني بديلاً لبيبي رينا، لكن "التانغو" سحق "لاروخا" بنتيجة 4-1 سجلها دييغو ميليتو وغونزالو هيغوايين وكارلوس تيفيز وسيرجيو أغويرو.
هناك من يقول إن ميسي تلاعب بفالديز وسجّل في شباكه عشرات وربما مئات الأهداف، لكن كان ذلك في الحصص التدريبية.
الكرواتي دانييل سوباشيتش
واجه سوباشيتش ميسي مرة واحدة وكان ذلك في المباراة التي جرت بين الأرجنتين وكرواتيا في دور المجموعات من نهائيات كأس العالم روسيا 2018.
المباراة التي أقيمت يوم 21 يونيو/ حزيران 2018 ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات، اكتسح فيها منتخب كرواتيا نظيره الأرجنتيني وفاز فيها بثلاثية نظيفة، مباراة اكتفى فيها ميسي برؤية لوكا مودريتش ورفاقه وهم يعبثون "بالتانغو".
السلوفيني سمير هاندانوفيتش
على مدار موسمين متتاليين (2018-2019 و2019-2020) تواجه برشلونة وإنتر ميلان 4 مرات، وذلك في مرحلة المجموعات لدوري أبطال أوروبا.
ثلاث من هذه المباريات وقف هاندانوفيتش سداً منيعاً أمام ميسي وحرمه من التسجيل، في وقت اكتفى فيه "البرغوث" بصناعة هدف وحيد سجله لويس سواريز، فيما غاب النجم الأرجنتيني عن الرابعة على اعتبار أن "البلوغرانا" كان قد ضمن صدارة المجموعة بغض النظر عن النتيجة.
الإيطالي جيانلويجي دوناروما
شارك دوناروما مع ميسي غرفة الملابس لمدة موسمين، تلك التي تزامنت مع وجودهما في باريس سان جيرمان (2021-2022 و2022-2023)، لكنهما لعبا كخصوم مرة واحدة على الصعيد الدولي.
كان ذلك في المباراة التي جمعت إيطاليا بطل أوروبا (يورو 2020) والأرجنتين بطل كوبا أمريكا (2020) على كأس فيناليسيما (كأس السوبر الأوروبي اللاتيني)، وذلك على ملعب ويمبلي.
أقيمت تلك المباراة يوم 1 يونيو/ حزيران 2022، وانتهت بتفوق أرجنتيني كاسح بلغ قوامه 3-صفر، دون أن يتمكن ميسي من هزيمة دوناروما، لكن "البرغوث" قدّم تمريرتين حاسمتين لزملائه.
البرازيلي خوليو سيزار
يتميز سيزار دون غيره ممن سبقوه باعتباره أكثر حارس مرمى حرم ميسي من زيارة شباكه في أكبر عدد من المباريات.
ولعب خوليو سيزار ضد ميسي 5 مباريات، اثنتان منها على صعيد الأندية (برشلونة ضد إنتر) وثلاثة مع المنتخب الوطني ودياً.
ففي مسابقة دوري الأبطال، تقابل برشلونة وإنتر في نصف النهائي لموسم 2009-2010. وفي الأولى فاز "النيراتزوري" 3-1 وخسر الثانية صفر-1، حينها سجل "للبلوغرانا" بيدرو رودريغيز ذهاباً وجيرارد بيكيه إياباً.
وفي الإياب تحديداً حرم سيزار ميسي ورفاقه من تسجيل هدف ثانٍ في أكثر من فرصة، ذلك الهدف كان كفيلاً بتأهل برشلونة إلى النهائي، إحداها كانت تسديدة صعبة من ميسي أنقذها الحارس البرازيلي بصعوبة.
وعن تلك اللقطة قال سيزار: "لا أعرف ما إذا كان هذا التصدي هو الأفضل بالنسبة لي، لكنه بالتأكيد الأكثر شهرة وأهمية، الناس يتذكرونها جيداً وما زالوا يسألونني كيف تمكنت من القيام بذلك".