تتميز دورات الألعاب الأولمبية عن غيرها من البطولات الرياضية المجمّعة باعتبارها لا تقتصر على لعبة بعينها، بل تضم الكثير من الألعاب سواء كانت الفردية أو الجماعية، ولكن ما هي الرياضة الأصعب في الألعاب الأولمبية من بين كل المنافسات؟
وتُقام دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي ظهرت للنور بمدينة أثينا اليونانية عام 1896 مرة كل 4 سنوات، وبدأت بتسع رياضات فقط، لكن هذا الرقم ارتفع تدريجياً في كل نسخة وصولاً إلى 32 رياضة فردية وجماعية، في النسخة الثالثة والثلاثين التي أقيمت في باريس 2024.
وبطبيعة الحال تختلف كل لعبة عن الأخرى من حيث الأداء وطريقة اللعب وما تحتاجه من مقوّمات بدنية وذهنية وعقلية، لذا من الطبيعي أن يتم تصنيف هذه الألعاب حسب قوتها وصعوبتها وفقاً للمعطيات السابقة.
ويتفق الخبراء على أن الموهبة وحدها لا تكفي الرياضيين كي يحققوا الإنجازات والألقاب، بل يحتاجون إلى قوة عقلية وذهنية صلبة تساعدهم على تحدي مختلف الظروف أثناء اللعب، سواء قوة المنافسين أو محاولات التأثير من قبل الجماهير عبر إطلاق الصيحات أو تشجيع الخصوم، مهما كانت اللعبة أو الرياضة.
في عالم الرياضة عموماً تحظى كرة القدم بالشعبية الأكبر وبنسب مشاهدة مرتفعة في غالبية دول العالم، لكنها تبدو خارج المنافسة تماماً حين يتعلق الأمر بتحديد الرياضة الأصعب في الألعاب الأولمبية.
الرياضة الأصعب في الألعاب الأولمبية
وسلّط موقع GivmeSports البريطاني الضوء على أقوى هذه الرياضات وكشف عن الرياضة الأصعب في الألعاب الأولمبية وفق خبراء متخصصين في الطب الرياضي بالنظر إلى عوامل التحمل والسرعة والقوة الجسدية وخفة الحركة والمهارة واللياقة البدنية.
كرة الماء الرياضة الأصعب في الألعاب الأولمبية
يؤكد الخبراء الرياضيون أن لعبة كرة الماء هي الرياضة الأصعب في الألعاب الأولمبية والأقسى على اللاعبين بين الألعاب الأخرى، وتوصلوا إلى هذه النتيجة بالنظر إلى العوامل المذكورة أعلاه.
وتتطلب لعبة كرة الماء من ممارسها أن يتمتع بأكبر قدر ممكن من التحمل والسرعة والقوة الجسدية وخفة الحركة والمهارة واللياقة البدنية.
وقالت نانديني كولينز وهي مدربة سباحة ومتخصصة في وظائف الأعضاء لموقع Business Insider: "كرة الماء تُلعب بطريقة مختلفة تماماً عما يعتقده المتفرجون على المدرجات أو خلف شاشات التلفزيون، ففي كثير من الأحيان تشهد لقطات عنيفة ومتهورة".
وأوضحت: "اللاعبون يحاولون عدم لمس أرض المسبح، وفي الوقت نفسه البقاء على سطح الماء، بالإضافة إلى تسجيل الأهداف وتحمل ضغط المنافس الذي قد تتسبب حركة منه في إصابة بالوجه أو الأنف".
الجمباز في المركز الثاني
تأتي رياضة الجمباز في المرتبة الثانية خلف كرة الماء حين تحديد الرياضة الأصعب في الألعاب الأولمبية.
وكي تكون منافساً قوياً على الميداليات في دورات الألعاب الأولمبية يتطلب ذلك منك أن تتمتع بالقدرة على التوازن والقوة والمرونة والتحمل.
ويرى الخبراء أن رياضة الجمباز الأكثر تطلباً للياقة البدنية والعقلية والقوة والتقنية.
وتقول كاثلين دافنبورت مديرة الطب الطبيعي في مركز بفلوريدا: "هناك مستوى عالٍ من الخطر فيما يتعلق بهذه العناصر. يُطلب من لاعبي الجمباز إتقان التوازن والقوة والمرونة والتحمل في الأطراف العلوية والسفلية من أجل تحقيق المجد الأولمبي".
وتتطلب رياضة الجمباز تدريباً شاقاً، حيث يحتاج اللاعب إلى حصص تدريبية يومية مدتها من خمس إلى ست ساعات من أجل الحصول على التوازن المثالي، خاصة وأن أي خطأ أثناء تأدية الحركات قد يتسبب في إصابة خطيرة تصل أحياناً إلى الموت مباشرة.
السباحة والملاكمة والعشارية وسباق 800 متر
يُنظر إلى السباحة على أنها أفضل عامل لقياس مدى الصلابة والقوة العقلية لدى الرياضيين، فيما اُعتبرت رياضات الملاكمة والعشارية (مسابقة ألعاب قوى خاصة بالرجال يقابلها السباعي لدى السيدات)، وسباق 800 متر هي الألعاب الأكثر تحدياً من الناحية البدنية.
القفز بالزانة تحتاج دقة وتركيز وركض سريع
تتطلب رياضة القفز بالزانة من اللاعب الكثير من الدقة والتركيز مع ضرورة الجري بسرعة عالية بالإضافة إلى خفة الحركة ومرونة الجسد.
في السابق كانت الأرقام القياسية لهذه الرياضة بالعموم ما بين مترين إلى ثلاثة أمتار، لكن مع تطورها نجح الأوكراني سيرجي بوبكا في تسجيل رقم قياسي بلغ 6.14 متراً وذلك في عام 1994 وحافظ عليه حتى حطمه الفرنسي رينو لافيليني في عام 2014 متجاوزاً الرقم القياسي بـ2 سم.
لكن الرقم الآن بحوزة السويدي أرمان دوبلانتيس الذي حقق قفزة بلغت 6.24 متراً وذلك في الدوري الماسي لألعاب القوى والذي سبق انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في باريس بثلاثة أشهر.