قالت لاعبة كرة السلة الفرنسية السابقة إميلي غوميز إن استبعادها من لجنة الرياضيين في دورة الألعاب الأولمبية لعام 2024 بباريس، والضغط عليها للاستقالة من منصب "سفيرة أولمبية" كان "لدعمها الشعب الفلسطيني"، ولم يكن يتعلق "بمعاداة السامية أو الدعوة إلى الإرهاب" كما تم اتهامها.
جاء ذلك على إثر مشاركتها منشوراً تضمن خرائط فرنسا من الأعوام 1947 و1967 و2023، والتي تم فيها استبدال العلم ثلاثي الألوان الذي يغطي الأراضي الفرنسية تدريجياً بالعلم الإسرائيلي، مع هذا السؤال: "ماذا ستفعل في هذا الموقف"؟
المنشور جاء بعد يومين من 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وكانت تتسأل الفرنسيين كيف سيشعرون إذا وضعوا في مكان الفلسطينيين الذين تتقلص أراضيهم كل يوم بالقسر والقوة.
رغم أن اللاعبة الدولية السابقة (194 مباراة دولية) اضطرت للاعتذار وقامت بإزالة المنشور في اليوم التالي كما جرى اتهامها بمعاداة السامية، لكنها اعتبرت أن هذا النوع من الضغوط يواجهها من ينتقدون إسرائيل ويدعمون فلسطين في فرنسا.
لكن؛ تواصل دعمها لفلسطين
رغم الضغط الذي تعرضت له اللاعبة الدولية، إلا أنها أكدت على مواصلة دعمها للقضية الفلسطينية، إذ قالت: "أواصل دعمي لفلسطين. هذه مسألة إنسانية، مسألة الاعتراف بشعب يجب أن يكون له سيادة".
مضيفةً أن "الرياضيين يجب أن يدافعوا عن القضايا العادلة"، وذلك في خضم حديثها عن استضافة المجموعة الفلسطينية التي وصلت باريس يوم 25 يوليو/ تموز في مطار شارل ديغول بباريس.
وأضافت: "الأمر لا يتعلق بغزة أو الدين، بل يتعلق بالدفاع عن القانون الدولي. نحن أكثر من مجرد أبطال، ولسنا مجرد رياضيين".
اتهامات بعدم التصعيد ضد الرياضيين الإسرائيليين
اللجنة الأولمبية الدولية لا تتخذ أي خطوات للرياضيين الإسرائيليين على الرغم من فرضها عقوبات على الرياضيين الروس وبعض اللاعبين المؤيدين للقضية الفلسطينية، كما أشارت اللاعبة في حديث مع "الأناضول".
إذ قالت: "هذا نفاق. نحن لا نفهم لماذا لا تحترم إسرائيل القواعد"، وانتقدت المعايير المزدوجة تجاه إسرائيل خلال الألعاب الأولمبية.
فيما قالت: "نحن لا نطلب من الرياضيين الإسرائيليين عدم المشاركة في الألعاب الأولمبية، ولكن نريدهم أن يشاركوا بعلم محايد".
مشيرةً إلى اعتقادها أن "الدولة التي ارتكبت إبادة جماعية لا يمكنها أن تأتي إلى الألعاب الأولمبية بعلمها ونشيدها".
عن لاعبة كرة السلة الفرنسية السابقة إميلي غوميز
إميل غوميز (من مواليد 18 أكتوبر/تشرين الأول 1983) لاعبة كرة سلة محترفة فرنسية-سنغالية تلعب في مركز لاعب الارتكاز.
وقد مثلت فرنسا وفازت بالميدالية الفضية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2012.
كما لعبت لفريق فنربخشة في الدوري التركي لكرة السلة للسيدات، حيث كانت ترتدي الرقم 4.
الشرطة استدعتها بسبب منشور!
تم استبعاد اللاعبة الفرنسية من أن تصبح سفيرة لألعاب باريس الأولمبية لعام 2024 في يناير/كانون الثاني 2024، بعد أن تم اختيارها له في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
ثم استدعتها الشرطة بشأن اتهامات بـ"دعم الإرهاب"، وبعد خضوعها لاستجواب لمدة ساعتين، أفرجت عنها الشرطة وظلت في انتظار قرار المدعي العام في باريس.
بعد خروجها من الاستجواب، قالت متأثرة وتبكي إنها شعرت بأنها "دفعت الثمن" لتصريحاتها حول "الوضع الجيوسياسي"، وذلك في تصريح قالته حينها لوكالة "الأناضول"، ونشرته نسختها الإنجليزية.
فيما أضافت بعد جلسة الاستماع: "إنه موضوع حساس، وهو موضوع يتجاوز الجميع. نحن محاصرون في آلة طحن لذا يجب أن تكون مستعدًا لتحمل العواقب".
ليست الرياضية الوحيدة التي تم ملاحقتها لدعم فلسطين
جوميس ليست الرياضية الوحيدة التي واجهت إجراءات قانونية في فرنسا بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد أفعال إسرائيل، كما أشار تقرير آخر للنسخة الإنجليزية من "الأناضول".
ففي يناير/كانون الثاني 2024، حصل لاعب كرة القدم الدولي الجزائري يوسف عطال على حكم بالسجن لمدة ثمانية أشهر مع وقف التنفيذ وغرامة قدرها 45,000 يورو (48,513 دولاراً) بتهمة "التحريض على الكراهية" بعد مشاركة فيديو يدعو إلى "يوم أسود لليهود".