- بداية أزمة شهد وجنة من اصطدام الدراجة
- هجوم شقيقة جنة واتهام بـ "محاولة القتل العمد"
- رد شهد: لا نية للصدم العمد
- مدرب المنتخب يدافع عن شهد ويقول إن منافستها لم تفقد الذاكرة
- أزمة سابقة بين المدرب وشقيقة جنة
- الاتحاد المصري يتدخل، أوقف شهد، لكن ستشارك بالأولمبياد
- اتحاد الدراجات: مصلحة مصر أهم
- وزارة الرياضة: لا علاقة لنا بقرار المشاركة بالأولمبياد
- أول تعليق من جنة قبيل انطلاق الأولمبياد
- عن شهد وجنة
يبدو أن أزمة شهد وجنة هي الأزمة الأكبر التي يشهدها منتخب مصر للدراجات قبيل انطلاق مسابقات أولمبياد باريس 2024، حيث من المنتظر أن تشارك إحداهما، بعد أن تسببت الأخرى في إقصائها وإصابتها، مع اتهامات بأنها فعلت ذلك عمداً لتحصل على مكانها بالأولمبياد.
الأزمة بدأت قبل 3 أشهر، من مسابقة الدراجات للمستشفى لبلاغات الشرطة، ثم تدخل الاتحاد المصري بقرارات عقابية على اللاعبة مع سماحه لها بالمشاركة في الأولمبياد، ما أثار المزيد من الجدل.
ويبدو أن المشاكل تزداد إلى درجة أنها أصبحت تشغل الرأي العام المحلي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وليس فقط المتابعين لمسابقات الدراجات أو مسابقات الأولمبياد. فمن أين بدأت القصة؟
بداية أزمة شهد وجنة من اصطدام الدراجة
في أبريل/نيسان 2024، تعرضت اللاعبة جنة عليوة لإصابات عديدة بعد ارتطام زميلتها في المنتخب الوطني شهد سعيد بها، قبل أمتار قليلة من نهاية إحدى مسابقات منافسات فردي السيدات في بطولة الجمهورية للدراجات، والتي أقيمت في السويس.
◀️شهدت بطولة مصر للدراجات واقعة مؤسفة، حيث اصطدمت اللاعبة شهد سعيد بزميلتها جنة عليوة، خلال منافسات فردي السيدات، في ما يبدو أنه اصطدام متعمّد في الأمتار الأخيرة للسباق
— Sputnik Arabic (@sputnik_ar) May 1, 2024
بعد الواقعة، قالت حبيبة عليوة، الشقيقة الكبرى للاعبة المصابة جنة، عبر حساباتها بوسائل التواصل: إن شقيقتها… pic.twitter.com/AMIGHp1vhM
سقطت جنة أرضاً من فوق دراجاتها، ثم نقلت بعدها للمستشفى، وقالت شقيقتها حبيبة عليوة إن جنة أصيبت بكسر في الكتف، وفقدان مؤقت للذاكرة، وكدمات في أماكن مختلفة من جسدها، وتشنجات.
اتهمت شهد بإصابة زميلتها جنة عن عمد، وذلك لإبعادها عن الحصول على المركز الثالث في المسابقة، وتفوز بذلك شهد في المسابقة بالميدالية البرونزية.
هجوم شقيقة جنة واتهام بـ "محاولة القتل العمد"
بعد الحادث، هاجمت حبيبة؛ الشقيقة الكبرى لجنة، زميلة أختها التي صدمت دراجتها، وتتهمها بمحاولة القتل العمد.
إذ كتبت حبيبة عبر حسابها على إنستغرام، في 27 أبريل/نيسان 2024، متسائلة إن كانت المتأهلة لأولمبياد باريس حاولت "لاعبة في سباق الجمهورية عن قصد".
وأضافت أن متابعي الدراجات يعرفون أن من المعتاد ألا يخسر النادي المعتاد على الفوز بالبطولة، وأن نتيجة الفرق التي خرجت مؤخراً جديدة، وأرفق صوراً بالنتائج، كما أرفقت مقطع فيديو لشقيقتها عندما صدمتها دراجة شهد وارتطمت بالأرض، مضيفة: "نحاول نموته (اللاعب) علشان نكسب الكأس دي جديدة".
وأخذت تتسائل عن خسارة منافسة أختها في مسابقات وقدراتها، وتحدثت أن اللعب مكسب وخسارة، والفرق بين شقيقتها ومنافستها كان ضئيلاً ولا يستدعي صدمها عمداً (16 ثانية).
كما أشارت إلى ترك شقيقتها على الأرض بعد إصابتها ولم يوجد مسعف لمساعدتها، بينما اتجه حكام البطولة لفك محرك الدراجة للتبين إن كان سبب سقوط الدراجة.
فيما أشارت إلى أن ضابط الشرطة طلب من شهد لقائها للتحقيق لكنها "هربت بعد البطولة"، كما وصفت حبيبة قائلةً إنها تحججت بأنها تغير ملابسها رغم أنها جاءت المسابقة باللبس نفسه، حتى إنها لم تأت لتطمئن على جنة بعد المسابقة.
نقلت أيضاً على لسان الضابط قوله أن السبب في الحادث هو غيرة شهد وأنها "لعبت دون أخلاق ولا تصلح لتمثيل مصر".
لكنها أشارت إلى أنه (على ما يبدو بنهاية اليوم، وتحديداً الساعة 8 مساءً) ذهبت شهد لقسم الشرطة، لكنها انتقدت سلوكها هناك، مشيرة إلى أن شقيقتها كانت تتلوى من الألم دون استخدام مسكن، بينما ظهرت شهد غير مبالية وتضحك، حتى أن الضابط سألها عن سبب عدم خوفها.
كما جرى تقديم بلاغ للنائب العام ووزارة الشباب والرياضة بالحادثة، وعلى إثره جرى احتجازها وعرضها على النيابة العامة، التي أخلت سبيلها في وقت لاحق.
رد شهد: لا نية للصدم العمد
وقتها، ردت شهد عبر منشور شاركته عبر خاصية القصص (Stories) بإنستغرام، حيث أعادت مشاركة منشور لشخص يدافع عنها ويبدي استغرابه من اتهامها بتهمة القتل، حسب لقطة الشاشة التي شاركها موقع "يلا كورة".
المنشور تحدث عن أن دراجة شهد كانت على وشك الوقوع بها بسبب المجهود، وأنها كانت ستقع وصدمت زميلتها بالخطأ، وأشار المنشور الذي شاركته شهد أنها لم تكن لتستفيد من هذه البطولة، وأنهها بكل الأحوال تأهلت للأولمبياد، وأنها لا تعرف جنة وليس بينهما عداوة أو حتى محبة لتتعمد إصابتها.
- لقطة شاشة لمنشور شاركته شهد عبر حسابها على إنستغرام /موقع: "يلا كورة"
مدرب المنتخب يدافع عن شهد ويقول إن منافستها لم تفقد الذاكرة
بعدها بأيام (4 مايو/آيار 2024) خرج المدير الفني لمنتخب مصر للدراجات المدرب محمد إبراهيم ليدافع عن شهد، مؤكداً أنها لم تتعمد الاصطدام بزميلتها جنة، وذلك خلال مداخلة عبر برنامج "الحكاية" على قناة "mbc مصر".
إذ تسائل إن كانت متعمدة هل ستوقعها عند خط النهاية، وأنه لا يوجد مبرر لذلك سواء بوجود سابق تنافس أو خلاف بينهما، معتبراً أن ما حدث هو مجرد "إصابة واحتكاك ملعب"، وأن شهد ليست لاعبة "مشاغبة".
فيما أشار إلى تفاجئه بقيام جنة بتحرير محضر ضد شهد واتهامها بمحاولة القتل، وأضاف أنهم بعد هذه المفاجئة ذهب مع شهد لزيارة جنة والاطمئنان عليها وحتى تتصالحان، إلا أن جنة ووالدتها رفضتا التصالح وأصرتا على أن تسعيد جنة حقها بالقانون، وفق ما قاله.
فيما أشار في تصريحات أخرى إلى أن جنة لم تعان من فقدان ذاكرة، بل اقتصرت إصابتها على "سحجات في الكتف والذراع الأيمن وكدمة شديدة في لوح الكتف الأمامي"، وذلك في تصريحات عبر قناة "صدى البلد" نقلها موقع "في الجول" الرياضي.
أزمة سابقة بين المدرب وشقيقة جنة
أشار تقرير "يلا كورة" إلى وجود أزمة سابقة بين إبراهيم وحبيبة؛ الشقيقة الكبرى لجنة، تعود إلى العام 2021 بسبب مشكلة شخصية تسببت في إيقافها عن اللعب، إذ كانت لاعبة دراجات محترفة هي الأخرى.
وقال الموقع المصري الرياضي إنه "منذ هذا الوقت لا تشارك حبيبة عليوة في المسابقات المصرية وأصبحت تشارك في المسابقات في دولة الإمارات".
الاتحاد المصري يتدخل، أوقف شهد، لكن ستشارك بالأولمبياد
قرر الاتحاد المصري للدراجات إيقاف شهد وتوقيع غرامة عليها على إثر الواقعة، إذ قرر إيقافها لمدة عام، وتغريمها 5 آلاف جنيه مصري (يزيد عن 100 دولار أمريكي).
لكن لم يشمل القرار إيقاف شهد عن المشاركة ضمن بعثة مصر في أولمبياد باريس 2024، المزمع عقدها في الفترة بين 26 يوليو/تموز و11 أغسطس/آب.
وقد اقتصر القرار على الإيقاف المحلي، وأنها ستشارك ضمن مسابقات المضمار للدراجات وليس مسابقات السبرينت التي حدث خلالها الحادث، كما أشار موقع "يلا كورة"، وصحيفة "المصري اليوم".
اتحاد الدراجات: مصلحة مصر أهم
رئيس الاتحاد المصري للدراجات، وجيه عزام، قال إن الاتحاد رأي أن "مصلحة مصر أهم من أي شيء، ولذلك اتخذنا قراراً بمشاركة شهد في أولمبياد باريس القادمة"، مشيراً إلى تضرر الاتحاد المصري في حال غيابها عن المشاركة.
فيما أكد في تصريحات لصحيفة "المصري اليوم" أنه تم تطبيق عقوبة محلية على اللاعبة بالفعل، بوقف لعبها المحلي وتطبيق غرامة عليها، بالإضافة لتحذيرها من تكرار الأمر مرة ثانية.
مضيفاً: "إذا كانت هناك لائحة بعقوبة قطع اليد للمخطئ هل أقوم بقطع عنقه، أم أطبق قرار اللائحة، وهذا ما فعلناه".
وزارة الرياضة: لا علاقة لنا بقرار المشاركة بالأولمبياد
المتحدث الرسمي لوزارة الشباب والرياضة، محمد الشاذلي، أكد أن الوزارة لا تقرر مشاركة اللاعبين من عدمه، وأن الأمر برمته يعود للاتحاد المحلي والدولي لكل لعبة وليس للوزارة.
فيما أكد في تصريحات لموقع "يلا كورة" أن الوزارة طلبت الحصول على تقرير من الاتحاد المحلي، وأشار إلى إيقاع عقوبة عليها بالفعل، ثم عادت للعب بعدها.
أول تعليق من جنة قبيل انطلاق الأولمبياد
وقبيل أيام قليلة من انطلاق أولمبياد باريس، تستمر أصداء القصة، حيث خرجت جنة في تصريحات تلفزيونية تهاجم شهد وتتهمها بتعمد إصابتها، كما تسخر من قدراتها الضعيفة في المنافسة.
إذ قالت إن شهد تعمد استخدام العنف ضدها في السباق، وقالت إنها قبل السباق كانت تسبها بألفاظ "لا يمكن ذكرها" قبل المسابقة، وذلك بأمر من مدربها الشخصي لتعمد مضايقتها.
غالباً قصدت محمد إبراهيم الذي يبدو أن لديه مشكلة شخصية مع شقيقة جنة أيضاً، حتى إنها ذكرت اسمه وقالت إنها كانت في المنتخب آخر مرة منذ عامين ولا تعلم سبب غيابها، وأضافت: "يمكنكم سؤال محمد إبراهيم عن ذلك".
فيما كذبت أن تكون شهد اعتذرت منها، أو زارتها بالمستشفى، وأكدت أنها لم تقدم محضراً ضد زميلتها، بل قام بذلك الطاقم الطبي في المستشفى حيث تلقت علاجها.
جنة أشارت إلى إجرائها عملية جراحية وعودة ذاكرتها بعدها، وذلك خلال تصريحات فضائية عبر برنامج "الماتش" عبر قناة "صدى البلد".
كما شنت هجوماً تسخر فيه من قدرات زميلتها، وقالت أنها "الوحيدة في مصر" التي ترغب في مشاركة شهد بالأولمبياد، لأن مستواها سيمنحها "المركز الأخير"، وأنه لو كان عد المشاركين 30، فإنها لم تحقق المركز 29.
وقالت إن شهد لم تفز في أي سباق محلي، حتى يتم اختيارها لتكون ضمن البعثة المشاركة في أولمبياد باريس.
عن شهد وجنة
حسب الصحف والمواقع المحلية فقد بدأت جنة مشوارها الرياضي في نادي أكاديمية السويس، وانتقلت إلى فريق مركز شباب 6 أكتوبر، حيث كانت تلعب شهد.
بينما شهد، فقد بدأت مسيرتها مع فريق الفيوم، ومنه انتقلت إلى فريق مركز شباب 6 أكتوبر، حيث انضمت للمنتخب الوطني تحت سن الـ 18 عاماً.
وقد أثارت قصة اللاعبتين الكثير من الجدل والنقاش عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول ما إذا كانت الحادثة مقصودة من شهد، وعن أسباب استمرار اختيارها للمنافسة الدولية، رغم العقوبة المحلية.