كشفت مصادر مطلعة لـ"عربي بوست" أن القضية المرفوعة من طرف الاتحاد الجزائري لكرة القدم ونادي اتحاد العاصمة ضد الاتحاد الأفريقي لدى المحكمة الرياضية "تاس" لن تسفر عن إعادة لقاء نصف نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية بأي حال من الأحوال.
وحسب المصدر ذاته المقرب من إدارة النادي العاصمي، فإن أقصى ما يسعى إليه النادي من المحكمة هو عدم التعرض لعقوبات رياضية ومالية من طرف الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، بعد عدم لعبه مباراة الذهاب والإياب ضد نهضة بركان.
وأضاف المصدر ذاته في حديثه مع "عربي بوست" أن المحكمة الرياضية رفضت استعجال القضية، كما أنها رفضت طلب نادي اتحاد العاصمة الجزائري بتوقيف البطولة وعدم إجراء نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية بين بركان والزمالك إلى غاية البت في القضية.
دائرة مفرغة
وقال مصدر داخل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لـ"عربي بوست" إن الكاف متأكد من أن المحكمة الرياضية لن تحكم بإعادة مباراة اتحاد العاصمة ونهضة بركان لحساب نصف نهائي كأس الكونفيدرالية الأفريقية.
وأضاف المتحدث أن المحكمة في حالة حكمت بإعادة المباراة فإن الضرر سيقع على فريق آخر لا علاقة له بالقضية وهو نادي الزمالك المصري الذي لعب مباراة ذهاب النهائي في بركان وانهزم بهدفين لهدف في انتظار مواجهة العودة بالقاهرة والتي سيكفيه فيها هدف واحد للفوز باللقب الأفريقي.
وأضاف المصدر ذاته أن الزمالك يمكنه أيضاً الذهاب إلى المحكمة الرياضية خاصة في حال فاز باللقب، من أجل الدفاع عن مصالحه ليدخل الاتحاد الأفريقي والمحكمة في دائرة مفرغة ودوامة لا تنتهي.
حكم يرضي الجميع
قال مصدر من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم إنه يتوقع أن تحكم المحكمة الرياضية بزيورخ بإلزام الاتحاد بتكييف لوائحه مع قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم، والتي تنص على عدم وضع أي شعار سياسي على القمصان الرياضية.
وحسب المصدر ذاته، فإن نهضة بركان لن يكون طرفاً في القضية لأنه قدم قميصه للجنة الخاصة بالملابس في الاتحاد بداية الموسم وقبلها، لذلك فهو يحوز الموافقة على اللعب بقميصه الذي يحمل خريطة المغرب.
وفيما يخص اتحاد العاصمة الجزائري، فإن المحكمة الرياضية ستلزم الاتحاد الأفريقي بعدم معاقبته رياضياً ومالياً؛ لأن السلطات الجزائرية هي من منعت دخول قمصان النادي المغربي وليس النادي، ولا يمكنه تحمل المسؤولية، خاصة أنه خاضع لقوانين البلد.
ووفقاً لمصادرنا، فإن الحكم يتجه لأن يكون مرضياً للجميع حيث يلزم الاتحاد الأفريقي بتكييف قوانينه مع الفيفا ويعفي الاتحاد من العقوبات ولا يجبر بركان على إعادة اللقاء.
صراعات رياضية وسياسية محتملة
سيكون الاتحاد الأفريقي أمام حالات شائكة العام المقبل في حال لم يكيف قوانينه مع قوانين الفيفا؛ حيث تسعى عدة نوادٍ مغربية وجزائرية وربما أفريقية لحمل شعارات سياسية قد تتسبب في إلغاء مباريات وتوترات بين دول ومؤسسات رياضية.
فبحسب صفحات لعدة نوادٍ جزائرية ومغربية تنوي الأخيرة حمل شعار خريطة البلاد كاملة، وهو ما يجعل سيناريو بركان والاتحاد يتكرر في الجزائر في حال تواجه ناديان من البلدين الجارين.
فيما تنوي أندية جزائرية حمل شعار خريطة قارة أفريقيا كاملة تبرز فيها الخط الفاصل بين المغرب والصحراء، وهو ما يحتم على المغرب منعها من اللعب على أرضه، وربما تمتد العدوى إلى دول أفريقية كثيرة لها خلافات حدودية مع بعضها البعض.