سُرقت من قطار في محطة "غار دو نور" في العاصمة الفرنسية حقيبة خاصة، فيها جهاز كمبيوتر ووحدتا ذاكرة، تحتوى على الخطط الأمنية لأولمبياد باريس، المقرر له الصيف المقبل، وذلك وفق ما أفادت مصادر الشرطة، حسب ما ذكرته وسائل إعلام فرنسية، الأربعاء 28 فبراير/شباط 2024.
حيث قالت الشرطة إن الحقيبة تعود إلى مهندس من مجلس بلدية مدينة باريس، مؤكدة صحة تقرير نشره تلفزيون "بي إف إم"، مضيفة أن الحقيبة كانت موضوعة في صندوق الأمتعة فوق مقعد المهندس، وأشارت إلى أن السرقة وقعت مساء الإثنين 26 فبراير/شباط.
بسبب تأخر قطاره، قرر المهندس تغيير القطار، وعندها اكتشف السرقة. وقال المهندس إن جهاز الكمبيوتر الخاص به ووحدتي الذاكرة (يو إس بي) تحتوي على بيانات حساسة، لاسيما خطط الشرطة البلدية لتأمين سلامة الألعاب الأولمبية. وتجري شرطة النقل الإقليمية تحقيقاً في الحادثة.
فيما يشكل الهاجس الأمني تحدياً كبيراً أمام المنظمين، حيث كشفت السلطات أنه سيتم نشر ألفي عنصر من الشرطة البلدية خلال الألعاب، ومن المتوقع أن يكون إجمالي حوالي 35 ألفاً من قوات الأمن في الخدمة يومياً خلال هذا الحدث، وفق ما كشفه المنظمون بشأن الخطط الأمنية لأولمبياد باريس.
أواخر شهر يناير/كانون الثاني الماضي، أكدت الحكومة الفرنسية أن حفل افتتاح أولمبياد باريس لن يتسع لأكثر من 300 ألف متفرج، بعدما كان من المقرر حضور حوالي 600 ألف شخص بعد مراجعة الخطط الأمنية لأولمبياد باريس.
الحفل الافتتاحي التقليدي للألعاب الأولمبية، الذي سيقام لأول مرة في تاريخ التظاهرة الرياضية خارج الملعب الرئيسي لألعاب القوى، سيعرف في 26 يوليو/تموز المقبل، نهر السين مسرحاً له، في سابقة تراهن عليها فرنسا لإنجاح هذه الدورة الأولمبية.
بعد أشهر من التكهنات حول حجم الجماهير المسموح لها بمشاهدة الحفل الافتتاحي، قال وزير الداخلية جيرالد دارمانان لقناة فرنسا 2 إن "حوالي 300 ألف" متفرج سيحضرون.
كان دارمانان قد أشار في وقت سابق إلى أن العدد يقارب 600 ألف عندما تحدث في مجلس الشيوخ، في أكتوبر/تشرين الأول 2022، بينما تحدث أعضاء آخرون في الحكومة والمنظمون عن 400 إلى 500 ألف.
كما قال دارمانان، في إشارة إلى نجاعة الخطط الأمنية لأولمبياد باريس: "أعلم أن لدينا أفضل قوات الأمن في العالم، وأننا سننجح في إظهار ليس فقط قدرتنا على الفوز بميداليات في الأولمبياد، ولكن يمكننا أن نستضيف العالم من دون أي مشكلات".
بينما عارضت بعض الشخصيات البارزة في قوات الأمن فكرة إقامة الحفل في الهواء الطلق، بسبب صعوبة إدارة مثل هذه الحشود الكبيرة، وخطر وقوع هجمات إرهابية.
كما واجهت السلطات المحلية صعوبات في إقناع بائعي الكتب التقليديين الذين يصطفون على طول نهر السين بإزالة أكشاكهم مؤقتاً، من أجل توفير مساحة للمشاهدين.
كان المنظمون قد حثوا على حشد أكبر عدد ممكن من الجماهير من أجل تحقيق رؤيتهم بشأن "الألعاب الأولمبية الشعبية"، التي من شأنها أن تجعل الأولمبياد في متناول أكبر عدد ممكن من الفرنسيين.
أضاف دارمانان أنه تم بيع 100 ألف تذكرة لأفضل الأماكن المميزة لحفل الافتتاح على الضفاف السفلية لنهر السين، بينما سيتم منح 200 ألف تذكرة أخرى حرية الوصول إلى الضفاف العليا للنهر.
كما أكد أن الرقم المحدد لا يشمل الأشخاص "الذين يقيمون والذين سيكون بإمكانهم استئجار أماكن لإقامة حفلات على طول نهر السين"، في إشارة إلى مئات المباني المطلة على الممر المائي الشهير.