يستعد المنتخب المغربي لكرة القدم لدخول مرحلة جديدة، بعد إخفاقه في بطولة أفريقيا للأمم بالكوت ديفوار، حيث خرج مبكراً من دور الـ16 على يد المنتخب الجنوب أفريقي، في واحدة من أكبر مفاجآت الدورة.
إقصاء المنتخب المغربي من "كان" الكوت ديفوار تسبب في موجة استياء كبيرة لدى مسؤولي الاتحاد المغربي لكرة القدم، ولدى الجمهور المغربي الذي كان يمنّي النفس بتتويجٍ قاريّ ثانٍ بعد 48 سنة من الانتظار.
تجديد الثقة في الركراكي لا في طاقمه!
وكشفت مصادر "عربي بوست" أن الاتحاد المغربي لكرة القدم كان واضحاً في بيانه الأخير، الذي أعلن فيه تجديد الثقة في وليد الركراكي مديراً فنياً للمنتخب المغربي، لكنه لم يُشر بكلمة إلى أعضاء طاقمه.
ويتكون الطاقم الفني لوليد الركراكي من معاونَيْهِ، غريب أمزين ورشيد بن محمود، ومحلل الأداء موسى الحبشي، والفرنسي كريستوف بودو، طبيب المنتخب المغربي لكرة القدم، والمعدين البدنيين الإسبانيين إدواردو دومينغيز وخوان سولا.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن هناك تغييرات ستطال فريق عمل الركراكي استناداً إلى التقارير التي توصل بها فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي ورئيس لجنة المنتخبات الوطنية في الآن ذاته، أنجزها كل من البلجيكي كريس بويفيلد، رئيس الإدارة الفنية بالاتحاد المغربي، ووليد الركراكي، ذات طابع فني محض، تشرح ما حدث بالضبط في مباراة جنوب أفريقيا.
زيادة على تقارير أخرى من مسؤولين ماليين وإداريين وموظفين كانوا ضمن البعثة المغربية بمدينة "سان بيدرو"، إذ تهم هذه التقارير الشقين المالي والإداري، وأيضاً تضمنت الحياة اليومية للاعبين خلال التدريبات وخارجها في أوقات الراحة والاسترخاء قبل المباريات وبعدها.
لقجع توصل لتقارير دقيقة
ومكّنت هذه التقارير فوزي لقجع من الوقوف على جميع تفاصيل مشاركة المنتخب المغربي لكرة القدم في "الكان"، وبنى عليها قراره في تجديد الثقة في الركراكي دون طاقمه الفني، الذي من المرتقب أن تتم إعادة النظر في بعض أعضائه.
وظهر بشكل جليّ في مباراة المغرب وجنوب أفريقيا عدم الجاهزية البدنية والصحية لبعض اللاعبين، الذين لم يكونوا جاهزين لهذه البطولة القارية، أمثال نصير مزراوي، لاعب بايرن ميونخ الألماني، وسفيان بوفال، لاعب الريان القطري، وحكيم زياش، لاعب غلطة سراي التركي.
وحسب المصدر نفسه، يتحمّل طبيب المنتخب المغربي لكرة القدم وطاقم الإعداد البدني مسؤولية ذلك، إذ لم يتم تنبيه الركراكي إلى خطورة مشاركتهم في مباريات الدور الأول، ما تسبب في إصابة زياش وبوفال وكانا سيغيبان -في كل الأحوال- عن "أسود الأطلس"، حتى لو نجح المغرب في الوصول إلى المباراة النهائية.
وأشار المصدر نفسه إلى أن نصير المزراوي لم يكن جاهزاً بعد اعتماده رسمياً في مباراة ثمن النهائي أمام جنوب أفريقيا، بعد غياب طويل بسبب الإصابة.
اللاعبون يدافعون عن الركراكي
وكشفت مصادر "عربي بوست" أن فوزي لقجع لم يكتفِ بالتقارير المذكورة، بل تواصل مع عدد من لاعبي المنتخب المغربي الذين يعدون ركائزه الأساسية، أمثال حكيم زياش، وغانم سايس، وياسين بونو، ونور الدين أمرابط، بخصوص أسباب الإقصاء المبكر من "الكان"، ومسؤولية وليد الركراكي في ذلك.
ودافع اللاعبون، حسب مصدر "عربي بوست"، عن وليد الركراكي وأبدوا تشبثهم به، بالنظر للعلاقة الجيدة التي تربطهم به، ونجاحه في خلق لُحمة قوية بين جميع اللاعبين، بخلاف ما كان سائداً في مراحل سابقة خلال قيادة البوسني وحيد خليلوزيتش والفرنسي هيرفي رونار للعارضة الفنية لأسود الأطلس.
وكان التوتر يسود بينهما وبين بعض اللاعبين، لاسيما زياش ومزراوي وعبد الرزاق حمد الله كذلك، ما ساهم في التسريع بقرار الاحتفاظ بالركراكي مديراً فنياً للمغرب خلال المرحلة المقبلة، التي يراهن فيها الاتحاد المغربي على التتويج بلقب كأس أفريقيا على أرضه، حينما ينظمها صيف العام 2025.
رمزي وكرته الشاملة.. هل تنقذ المنتخب المغربي لكرة القدم؟
ويتجه الاتحاد المغربي إلى تعيين مساعد جديد لوليد الركراكي، من أجل مناقشته في جميع اختياراته الفنية والبشرية مستقبلاً، حيث بات الدولي السابق عادل رمزي أبرز مرشح لتعزيز فريق عمله، بالنظر إلى معارفه الفنية والتكتيكية الكبيرة، التي راكمها في مرحلة تكوينه بأوروبا برفقة كبار أندية الدوري الإنجليزي.
كما أن عادل رمزي اشتغل في الطاقم الفني لنادي ايندهوفن الهولندي، حيث عمل مساعداً لأسطورة الكرة الهولندية فان نيستروي في الفريق الرديف، قبل أن يتولى قيادته بنفسه، ثم قاد الوداد الرياضي المغربي إلى نهائي كأس "السوبر الأفريقي" في فترة قصيرة بعد تعيينه بداية الموسم الجاري.
ويتميز رمزي بإتقانه أسلوب "الكرة الشاملة" الهولندية، التي نجح في تنزيلها إلى حد بعيد بنادي الوداد الرياضي رغم الفترة القصيرة التي قضاها برفقته.
وعابت بعض التقارير الفنية التي توصل بها فوزي لقجع على الركراكي ضعفه في جانب التنشيط الهجومي، وركونه في غالب المباريات إلى الدفاع باعتماد نهج ثابت بنظام (4-1-4-1).
وقالت التقارير إن الركراكي يملك لاعبين مميزين بإمكانهم إتقان أسلوب الكرة الشاملة، التي تعتمد على التنشيط الهجومي والدفاعي بكتلة واحدة طيلة المباراة، وهو ما يطمح فوزي لقجع لتطبيقه في المرحلة المقبلة، لا سيما ضد المنتخبات الأفريقية التي يواجه معها المغرب مشاكل كبيرة بسبب إتقانها الدفاع بكتلة واحدة واعتماد المرتدات، وهو الأسلوب ذاته الذي نجح فيه المغرب في مونديال قطر وبلغ به نصف النهائي.