ما زالت تبعات زلزال الخروج المبكر من كأس أمم أفريقيا 2023 تلقي بظلالها على منتخب المغرب، فرغم تجديد الثقة في المدرب وليد الركراكي وإعلان استمراره في قيادة أسود الأطلس، بات من حكم المؤكد إحداث تغييرات في قائمة المنتخب المغربي.
مستقبل منتخب المغرب مع وليد الركراكي
فمن المنتظر أن تدخل أسماء جديدة قائمة المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في المعسكر الإعدادي القادم المزمع إقامته في مارس/آذار المقبل. وسيكون ذلك المعسكر هو الإطلالة الأولى لـ"أسود الأطلس" بعد انتكاسة أمم أفريقيا الأخيرة التي لم ترقَ لمستوى طموحات وتطلعات الشارع الرياضي المغربي، إذ ودّع "أسود الأطلس" البطولة من الباب الصغير بالخروج من دور الـ16 إثر الهزيمة التي مني بها أمام جنوب أفريقيا بنتيجة (2-0).
حسب ما كشفته صحيفة "هسبورت" المغربية، ونقلته عن مصادرها المطلعة، فإن المدرب وليد الركراكي، يستعد لضخ دماء جديدة في شرايين الفريق الأول، حيث قرر منح فرصة لعدد من اللاعبين الجدد الذين كان قد تواصل معهم مؤخراً، بهدف تشكيل منتخب قادر على المنافسة وتقديم أداء راقٍ يضاهي العروض المتميزة التي قدمها المنتخب الوطني في كأس العالم 2022.
وبيّنت الصحيفة أن الركراكي يخطط لخفض معدل أعمار الفريق، وإضفاء توازن بين عناصر الخبرة وعناصر الشباب في مختلف المراكز. والهدف من وراء ذلك هو ضمان جاهزية الأجيال القادمة وتسليحهم بخبرات تمكنهم من حمل الراية المغربية في المحافل الكروية القادمة، ومحو آثار انتكاسة أمم أفريقيا 2023 الأخيرة.
في هذا السياق، أكدت الصحيفة ذاتها أن فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قد اتفق مع وليد الركراكي على أن الفترة الراهنة تشكل مرحلة "فاصلة" للجهاز الفني للمنتخب، لتحديد اللاعبين الذين سيتم الاعتماد عليهم مستقبلاً، في ظل التحديات الكبرى التي تنتظر "أسود الأطلس".
يستعد وليد الركراكي لإزاحة الستار عن قائمة المنتخب الوطني تأهباً للمعسكر الإعدادي القادم، والذي من المرتقب أن يشهد إقامة مباراتين وديتين سيتم الإعلان عن تفاصيلهما لاحقاً، مع العلم أن "أسود الأطلس" معفى من المشاركة في التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا 2025 لأن المغرب هو مستضيف البطولة.
مستقبل إبراهيم دياز
في إطار محاولات تدعيم المنتخب، سيقوم وليد الركراكي بجولة أوروبية في الأيام المقبلة، سيبدؤها من الأراضي الأسبانية، وبالتحديد العاصمة مدريد، في محاولة أخيرة لإقناع إبراهيم دياز، نجم الملكي، باللعب لصالح "أسود الأطلس" بدلًا من إسبانيا. يذكر أن أصول إبراهيم دياز مغربية لكنه ولد ونشأ في إسبانيا، لكنه لم يحدد بعد لأي منتخب سيلعب في المستقبل، ويحق له تمثيل كلا البلدين.
في ظل التألق اللافت الذي يواصله مع "الفريق الملكي"، طُرح على دياز سؤال حول مدى اقترابه من ارتداء قميص المنتخب الإسباني، خاصة بعد عرضه المميز في مواجهة يوم الثلاثاء الماضي أمام لايبزيج، ضمن منافسات ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا. فأجاب بتواضع، مشيراً إلى سعيه الدائم لبذل قصارى جهده وإبراز مهاراته داخل الميدان: "أسعى لتقديم أفضل ما لدي والمساهمة في نجاح فريقي، كما أنني أحرص دوماً على إضافة القيمة التي تحدثت عنها سابقاً".
وتابع بنبرة تعكس رضاه وسعادته بالتعاون مع زملائه في الفريق، قائلاً: "أشعر بسعادة غامرة وأنا بين هؤلاء الزملاء؛ فهم يسهمون في تيسير مهمتي إلى حد كبير"، متجنباً بذلك الإفصاح بشكل مباشر عن القرار النهائي بخصوص المنتخب الذي يفضل اللعب له.
تلقفت الصحافة الإسبانية تصريحات دياز بوصفها إيماءة ضمنية نحو ميله لتمثيل منتخب "لاروخا"، في الوقت الذي تكثف فيه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم جهودها لإقناعه بالانضمام إلى صفوف "أسود الأطلس".
ويستمر دياز في إثبات قيمته وبراعته بألوان ريال مدريد، إذ كان له الدور الرئيس في قيادة "الملكي" لتحقيق الفوز الثمين على أرض لايبزيغ بهدف نظيف، جاء نتيجة مجهود فردي مبهر.
تصنيف منتخب المغرب
في أحدث تصنيف لفيفا، المغرب يتربع على عرش المنتخبات العربية، ويحتل المركز الـ12 عالميّاً، متقدماً مركزاً واحداً، ومصر تأتي في المرتبة الثانية عربياً، فيما حلّت قطر ثالثة، وتونس والجزائر بعد تراجعهما 13 مركزاً احتلتا المرتبتين التاليتين، بينما جاءت السعودية سادسة عربيّاً.
في التصنيف الأفريقي الأخير من فيفا، المغرب يتصدّر قائمة الفرق، تليه السنغال، ونيجيريا بقفزة ممتازة ارتقت 14 مركزاً ليستقر المغرب في المرتبة الـ28 عالميّاً. ومصر تأتي رابعة أفريقيّاً بعد تراجعها ثلاثة مراكز على الصعيد العالمي، في حين يحتل منتخب كوت ديفوار، البطل الأفريقي الحالي، المركز الخامس أفريقيّاً والـ39 عالميّاً.