يسعى اتحاد الكرة المصري، خلال الوقت الراهن، لتصفية الأجواء بين حسام حسن المدير الفني الجديد للفراعنة، ومحمد صلاح قائد المنتخب المصري ونجم ليفربول الإنجليزي.
وأخبر "عربي بوست" مسؤولٌ مقرب من الجهاز الفني الجديد لمنتخب مصر -رفض ذكر اسمه مثل باقي المتحدثين في هذا التقرير- أن أحد أعضاء مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم طرح مقترحاً على حسام حسن، بعمل جولة خارجية لمتابعة المحترفين المصريين في الأندية الأوروبية، وعقد لقاء خاص مع محمد صلاح في إنجلترا لرسم ملامح المرحلة المقبلة بالنسبة لدور صلاح رفقة المنتخب.
ووافق حسام حسن على هذا المقترح، انطلاقاً من أهمية محمد صلاح في منتخب مصر، ورغبة من المدرب في تنقية الرواسب وحسم بعض الملفات العالقة قبل استكمال منتخب مصر معترك التأهل إلى مونديال 2026، ومن قبله كأس أمم أفريقيا 2025.
عقبة وحيدة أمام اجتماع حسام حسن ومحمد صلاح
وعلم "عربي بوست" من مسؤول داخل الاتحاد المصري لكرة القدم، أنه رغم الترتيبات الدائرة حالياً لعقد تلك الجلسة الحاسمة، إلا أن هناك عائقاً يتمثل في ضيق الوقت، في ظل وجود عديد من الارتباطات الكروية المحلية التي قد تتطلب وجود المدرب الجديد.
فبعد توقف دام 43 يوماً بالتمام والكمال بسبب مشاركة منتخب مصر في بطولة كأس أمم أفريقيا 2023، والتي أُقيمت في كوت ديفوار وودّعها الفراعنة من دور الـ16، عاد الدوري المصري الممتاز من جديد واستؤنفت مبارياته يوم الثلاثاء الماضي.
ومن الوارد أن يحرص حسام حسن على حضور مباريات الدوري المحلي من الملعب خلال الفترة المقبلة، من أجل حسم اختياراته لمعسكر الفراعنة الذي سينطلق الشهر المقبل في دبي.
كما أنه من المرجح أن يحضر المدرب، مواجهة الأهلي والزمالك في نهائي كأس مصر، يوم 8 مارس/آذار المقبل في الرياض، لمتابعة نجوم الفريقين الدوليين.
تصريحات العميد ضد صلاح
وأطلق حسن، الهداف التاريخي لمنتخب مصر، تصريحات قوية خلال مشاركة الفراعنة في بطولة كأس الأمم الأفريقية، هاجم فيها صلاح بعد قرار عودة اللاعب لإنجلترا للتعافي من إصابة في العضلة الخلفية.
وأكد حسن في تصريحات لبرنامج "أمم أفريقيا" على قناة إم بي سي مصر، أنه لو كان مدرباً للفراعنة في البطولة، واستشعر رغبة صلاح في المغادرة من أجل العلاج في إنجلترا، لوافق على سفره، لكن دون السماح له بالعودة إلى صفوف المنتخب.
أزمة الإصابة
وتعرض صلاح لإصابة بمنتصف الشوط الأول لمباراة مصر وغانا، في دور المجموعات، حيث شعر اللاعب بوخزة في العضلة الخلفية وحاول التحامل على نفسه حتى نهاية الشوط، إلا أنه لم يفلح وطلب التغيير في الدقيقة الـ43.
وبمجرد انتهاء المباراة تواصل النجم المصري مع مدرب ليفربول يورجن كلوب ليطلعه على الإصابة، كما تواصل مع الجهاز الطبي للنادي الإنجليزي.
وعلم عربي بوست أن كلوب اقترح على صلاح العودة لإنجلترا، نظراً لأن الإمكانات الطبية في كوت ديفوار لن تساعد اللاعب على التعافي السريع.
وبحسب مصدر في المنتخب فإن صلاح وقتها كان يأمل أن تكون الإصابة بسيطة، وأن يعود سريعاً للمشاركة مع الفريق في رحلة البحث عن لقب كأس الأمم الأفريقية الثامن في تاريخ الفراعنة.
وأصدر الاتحاد المصري لكرة القدم بياناً في اليوم التالي لمباراة غانا، أعلن فيه أن إصابة صلاح تتمثل في "شد بالعضلة الخلفية"، وأن اللاعب سيغيب عن لقاء الرأس الأخضر الحاسم، ومباراة دور الـ16 حال التأهل.
ومن جهته تواصل الجهاز الطبي في ليفربول مباشرة مع نظيره بمنتخب مصر، للاطمئنان على حالة هداف الدوري الإنجليزي حالياً.
وبناءً على هذه المشاورات تقرر مبدئياً خوض اللاعب تدريبات علاجية على هامش تدريبات المنتخب المصري في أبيدجان، ومراقبة تطورات الإصابة، وهو ما حدث بالفعل لأكثر من يوم.
وبعد مشاورات عديدة بين الجهاز الطبي لليفربول من ناحية، ونظيره المصري بقيادة الطبيب محمد أبو العلا، ارتأى الطرفان أن عودة صلاح لاستكمال علاجه -الذي لن يقل عن أسبوعين- في ليفربول ستكون القرار الأنسب لجميع الأطراف.
واتفق الجانبان على أن استمرار صلاح في العلاج بأبيدجان سيطيل فترة التعافي، نظراً للإمكانات الطبية الضعيفة في الدولة الأفريقية، وأن بقاءه لن يفيد المنتخب لأنه بذلك على الأرجح لن يلحق بأية مباراة أخرى للفراعنة في البطولة.
خطب ود صلاح لكن بحذر
في المؤتمر الصحفي لتقديمه رسمياً مدرباً لمنتخب مصر، خطب حسام حسن ود محمد صلاح بتصريحاته. "العميد" كما تلقبه الجماهير المصرية، أشاد بمحمد صلاح وتألقه وأطرى عليه بقوله "صلاح نموذج مشرف جداً، ومن الجميل أن يكون ضمن منظومة النجاح". كما أكد حسام حسن أن "محمد صلاح نجم كبير ولاعب مهم ولاعب كلنا نسعد به".
كما ادعى حسن أنه من اكتشف موهبة نجم ليفربول: "أنا من اكتشفت محمد صلاح في 2010 عندما كنت مدرباً للزمالك قبل انطلاقته في أوروبا، وليس بيني وبينه مشكلة ما". يذكر أن نادي الزمالك كان قريباً من التعاقد مع محمد صلاح في عام 2011، لكن رئيس نادي الزمالك آنذاك، ممدوح عباس، رفض التعاقد معه.
من جانبه، أكد إبراهيم حسن أن عطاء محمد صلاح رفقة منتخب مصر سيختلف كلياً عن السنوات الماضية، ووعد الجماهير برؤية محمد صلاح بثوب مختلف رفقة "منتخب الساجدين"، فقال حسن: "انتظروا نسخة مميزة من محمد صلاح تحت قيادة حسام حسن".
لكن خطب ود صلاح من جانب التوأم كان حذراً وبحدود، ففي مقابل تلك التصريحات، أكد حسام حسن عند سؤاله عن دور محمد صلاح أن "منتخب مصر ليس صلاح فقط، لكن جميع اللاعبين. كل اللاعبين مهمون للمنتخب وليس صلاح فقط، ولا نريد التفرقة بين اللاعبين".
وأكد أن المجموعة فوق الجميع و"ليس صلاح فقط، فهناك محمد الشناوي ومحمود تريزيغيه، ومحمد هاني وغيرهم، الجميع مهم، والأهم هو أن من يرتدي قميص المنتخب عليه أن يبذل أقصى جهد ليس لأجلنا ولكن لأجل الجماهير التي لها حق علينا".
شارة القيادة
تصاعدت أمواج التساؤلات عبر أروقة مواقع التواصل الاجتماعي، حول تعليقات أطلقها مدير منتخب مصر الحالي، إبراهيم حسن، قبل 3 أعوام تتعلق بشارة قيادة "الفراعنة"، التي يتزين بها ذراع النجم محمد صلاح، لاعب فريق ليفربول الإنجليزي.
مع وصول التوأم حسن إلى قمرة قيادة سفينة منتخب مصر، تجدد النقاش حول مستقبل شارة القيادة، خاصة بعد التصريحات التي أطلقها إبراهيم حسن قبل 3 أعوام.
ففي شهر أكتوبر/تشرين الأول 2021، عبّر إبراهيم حسن عن رأيه في تعيين محمد صلاح قائداً لمنتخب مصر بقرار من حسام البدري، المدير الفني السابق للمنتخب، وأقره خلفه البرتغالي كارلوس كيروش.
في تصريحات لبرنامج "ملعب أون تايم"، أوضح إبراهيم: "هناك ظلم بالغ في منح محمد صلاح شارة القيادة. اللاعبون يتنافسون بقوة لنيل هذا الشرف بناءً على الأقدمية، فلماذا يُحرمون منها؟ اللاعب يريد أن يفتخر أمام أبنائه وأحفاده بارتداء شارة قيادة منتخب مصر أو ناديه".
وأردف قائلاً: "لو جاء دور صلاح بشكل طبيعي، فهو حقه. لكن لا يجوز أن تتجاوز حق شخص آخر لمجرد إنجازاتك في أوروبا. من وجهة نظري، أرفض ذلك كلياً. لو كان الأمر يتعلق بتنازل لاعب عن شارة القيادة للاعب آخر دون ضغوط، لكان الوضع مختلفاً ولوافقت، لكن لا يصح أن أضغط على لاعب أو أجبره".
ووفقاً لمعيار الأقدمية الذي أقره إبراهيم حسن، سيكون ترتيب قادة المنتخب المصري الوطني كالتالي: أحمد حجازي في مقدمة القادة، يليه محمد النني، ثم أحمد الشناوي ثم محمد صلاح، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل شارة القيادة وهل سيقوم "العميد" بسحبها من صلاح أم لا.