في تضامن لافت، أعلن إيريك كانتونا، الأسطورة الفرنسية لنادي مانشستر يونايتد خلال التسعينيات، دعمه القوي للقضية الفلسطينية وتسليط الضوء على معاناة النازحين الفلسطينيين في مدينة رفح جراء الهجمات العسكرية الإسرائيلية.
رفح، المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة، والتي يقطنها أكثر من 1.3 مليون نسمة بحسب تقديرات الأمم المتحدة، تعد شاهداً على الظروف الإنسانية القاسية التي يمر بها سكانها جراء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة. الأقمار الصناعية توثق كيف تحولت المدينة إلى مركز للنزوح في غضون أسابيع قليلة، ما يعكس حجم الأزمة التي يواجهها السكان والتي قد تتحول إلى كارثة إنسانية في حال شنت إسرائيل هجوماً عسكرياً عليه.
عبر منصة "إنستغرام"، وجَّه كانتونا تساؤل مشروع حول مصير النازحين في رفح، قائلاً: "أين سيذهب النازحون في رفح الآن؟"، سؤال يكشف عمق الأزمة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
كانتونا، الذي أنهى مسيرته الكروية محققاً العديد من الإنجازات مع كبار الأندية الأوروبية وحصد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز 5 مرات، لم يكتفِ بمجده الرياضي فحسب، بل امتدت إسهاماته للعمل الإنساني والاجتماعي، مؤكداً على دور الرياضيين في التأثير الإيجابي والدعوة للسلام.
إيريك كانتونا.. صوت كرة القدم الحر
يُذكر أن كانتونا كان أحد الأسماء البارزة في عالم كرة القدم الأوروبية، ويعد مثالاً للرياضي الذي يستخدم شهرته للفت الانتباه إلى قضايا تتجاوز حدود الملعب، مؤكداً على قوة الرياضة كمنبر للتغيير الإيجابي.
ففي عالم يسوده الحذر في التعبير عن المواقف السياسية، يبرز إيريك كانتونا، أسطورة مانشستر يونايتد، كصوت جريء ومؤثر يعلن دعمه القوي للقضية الفلسطينية، متجاوزاً بذلك الخطوط الحمراء التي يفرضها المجتمع الغربي عادة على المشاهير.
وقد سبق لكانتونا، من خلال رسالة عميقة ومدروسة نشرها على إنستغرام، أن نجح في تقديم دعمه للفلسطينيين دون الوقوع في فخ الانتقادات السائدة التي قد تطال الداعمين لفلسطين في الغرب، وذلك في ظل حملات التجريم والتحقيقات التي طالت بعض الرياضيين مثل يوسف عطال ونصير مزراوي.
قال كانتونا: "الدفاع عن حقوق الفلسطينين الإنسانية لا يعني أنك مؤيد لحماس، وأن تقول فلسطين حرة لا يعني أنك معادٍ للسامية أو تريد رحيل جميع اليهود، القول إن فلسطين حرة، يعني تحرير الفلسطينيين من الاحتلال الإسرائيلي الذي يسلبهم حقوقهم الإنسانية الأساسية منذ 75 عاماً".
وشدد على أن هذا الموقف يعكس رغبة في تحرير الفلسطينيين من الاحتلال وإنهاء الفصل العنصري الذي يعانون منه. وتابع: "فلسطين حرة تعني التوقف عن حبس 2.3 مليون فلسطيني في أكبر سجن مفتوح في العالم، نصفهم من الأطفال. فلسطين حرة تعني إنهاء الفصل العنصري الذي فرضته الحكومة الإسرائيلية. فلسطين حرة تعني منح الفلسطينيين حق السيطرة على البنية التحتية في أرضهم".
بموقفه هذا، يتماهى كانتونا مع قضية الفلسطينيين بروح الإنسانية، مؤكداً على حقهم في الحرية والعيش بكرامة على أرضهم. وقد عبر عن دعمه ليس بالكلمات فحسب، بل بالأفعال أيضاً، حيث ارتدى قميصاً يحمل ألوان العلم الفلسطيني في أكتوبر 2022، وشارك مع زوجته الجزائرية رشيدة بركاني في حملات تضامن لدعم الفلسطينيين.
وفي عام 2021، في أعقاب عملية "سيف القدس"، دعم أسطورة كرة القدم الفرنسية إيريك كانتونا حملة إغاثة أطلقت لدعم الفلسطينيين.
إذ نشر كانتونا، 54 عاماً، صورته على إنستغرام وهو يرتدي قميصاً يحمل عنوان "نأمل من أجل فلسطين"، والذي تم تصميمه لمنظمة غير حكومية، وهي مؤسسة Hoping، التي تجمع التبرعات لغزة.
كانتونا، الذي ترك بصمة لا تُنسى في عالم كرة القدم بمهاراته الفريدة وشخصيته القوية، يثبت مجدداً أن الرياضة يمكن أن تكون منبراً للتعبير عن المواقف الإنسانية والدفاع عن الحق والعدالة. ومن خلال مواقفه الجريئة، يصبح كانتونا رمزاً للنضال من أجل الحرية، مكتسباً احتراماً وتقديراً لا يقتصران على محبي كرة القدم فحسب، بل يمتدان إلى كل من يقدر العدالة والكرامة الإنسانية.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، تشنّ إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلَّفت حتى الإثنين 28 ألفاً و340 شهيداً و67 ألفاً و984 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى محاكمة إسرائيل بتهمة جرائم إبادة لأول مرة منذ تأسيسها.