رفع ماكس جراديل، قائد منتخب كوت ديفوار، علم المغرب، خلال احتفالات الأفيال بالتتويج بلقب بطولة كأس أمم أفريقيا للمرة الثالثة فى التاريخ، بعدما حقق الفوز على نظيره نيجيريا، بنتيجة 2-1، فى المباراة النهائية للنسخة الـ34 من البطولة الأفريقية التى أقيمت على ملعب "الحسن واتارا" بالعاصمة أبيدجان.
جراديل رفع علم المغرب
وقام قائد المنتخب الإيفوارى برفع العلم المغربي وطاف به أرجاء الملعب، بعدما كان "أسود الأطلس" أحد المتسببين في تأهل الأفيال من الدور الأول كأفضل أصحاب مركز ثالث فى البطولة الأفريقية بفوزهم على زامبيا في الجولة الثالثة من دور المجموعات.
وجاء احتفال ماكس آلان جراديل بتلك الطريقة أثناء تتويج منتخب بلاده بالبطولة الأغلى أفريقياً، لأن اللاعب يمتلك أصولاً مغربية.
منتخب كوت ديفوار بطلاً لكأس أفريقيا
أكمل منتخب كوت ديفوار عودته التاريخية لينال لقب بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم بالفوز 2-1 على نيجيريا في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب الحسن واتارا في أبيدجان، الأحد 11 فبراير/شباط 2024.
وقلبت كوت ديفوار تأخرها بهدف سجله وليام تروست إيكونغ قائد نيجيريا في الشوط الأول، وسجلت هدفين في الشوط الثاني عن طريق فرانك كيسييه وسيباستيان هالر. وحقق منتخب كوت ديفوار بذلك لقب كأس الأمم الأفريقية للمرة الثالثة في تاريخه بعد 1992 و2015. وكان منتخب كوت ديفوار قريباً من توديع البطولة من دور المجموعات بعد خسارته 4-0 من غينيا الاستوائية في الجولة الثالثة، واضطر للانتظار حتى اليوم الأخير من دور المجموعات، ليصعد إلى الأدوار الإقصائية ضمن أفضل أصحاب المركز الثالث، ويكمل طريقه حتى نيل اللقب.
وتمكن القائد وليام تروست إيكونغ من وضع نيجيريا في المقدمة بعد مرور 38 دقيقة؛ إثر ركلة ركنية حاول الدفاع إبعادها عن منطقة الخطورة، لكن الكرة وصلت إلى مدافع نيجيريا الذي لعب ضربة رأس سكنت الشباك.
وأدرك فرانك كيسييه هدف التعادل، بعد أن مرت الكرة خلال ركلة ركنية من الجميع لتصل إلى لاعب وسط الأهلي السعودي على القائم البعيد ليضع الكرة في الشباك بضربة رأس.
وترجم هالر سيطرة كوت ديفوار على الكرة في الدقيقة 81، مسجلاً الهدف الثاني، بعد أن توغل الجناح المهاري أدينغرا داخل المنطقة وأرسل تمريرة عرضية على القائم القريب، قابلها هالر بلمسة واحدة من قدمه نحو الشباك.
من هو ماكس جراديل؟
في رحلة حافلة بالتحديات والإصرار، سطّر النجم الإيفواري "ماكس آلين جراديل" قصة نجاح تبعث على الإلهام، تحول من خلالها من طفل تجرع مرارة العنف الأسري إلى بطل يشاد به في ميادين كرة القدم الأفريقية.
"كان والدي يضربني… لكنه توقف في نهاية المطاف لأنه أدرك أنه إذا استمر في ذلك فيوماً ما سيقتلني". بهذه الكلمات القوية، يلخص جراديل، في حوار مع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، الظروف القاسية التي شكلت طفولته في أبيدجان، عاصمة ساحل العاج.
على الرغم من العقبات والتحديات، ظل جراديل مصمماً على متابعة شغفه بكرة القدم، متحدياً الضرب والتجويع الذي كان يواجهه يومياً من والده. ولم تكن رحلته نحو الاحتراف سهلة، حيث كان يكتفي بوجبة واحدة في اليوم، وينقل إلى المستشفى أكثر من مرة بسبب الإصابات الناجمة عن العنف.
لم يكن جراديل يسعى وراء الشهرة أو المال في بداياته، بل كان يركض خلف حبه للكرة، على أمل أن يحقق حلمه باللعب في الملاعب الكبيرة. ويتذكر جراديل بدموع الفرح لحظة توقيعه أول عقد احترافي لمدة ثلاث سنوات، قائلاً: "شعرت حينها كأنني نسيت كل شيء، كل التضحيات بدت صغيرة جداً، أو كأنها لم تحدث أصلاً".
ومن بين أحلامه الكبيرة، كان حلم حمل كأس بطولة الأمم الأفريقية، وهو حلم تحول إلى حقيقة، ما جعل مسيرته الكروية تكتمل بإنجاز يُتوج جهود سنوات من الكفاح والتحدي.
مسيرة ماكس آلين جراديل هي قصة عن الشجاعة والإصرار، تظهر كيف يمكن للإنسان أن يتغلب على معاناته ويحقق أحلامه، ليصبح مصدر إلهام للآخرين في كل مكان.