سرق مدرب منتخب الأردن، المغربي الحسين عموتة، الأضواء من كافة مدربي المنتخبات المشاركة في بطولة كأس آسيا 2023. كتيبة الحسين عموتة كتبت تاريخاً جديداً للكرة الأردنية بعدما استطاعت بلوغ نهائي البطولة الآسيوية للمرة الأولى في تاريخ "النشامى" الكروي. قبل عموتة، كان أكبر إنجاز للكرة الأردنية في المحافل الدولية هو بلوغ دور ربع النهائي من ذات البطولة.
أياً كانت نتيجة المباراة النهائية التي ستقام غداً السبت، وسيلتقي فيها المنتخب القطري مع نظيره الأردني، فلقد تمكن عموتة من إضافة إنجاز كروي جديد يضاف إلى سجله الحافل بالبطولات والنجاحات.
ابن مدينة الخميسات المغربية، وصاحب الـ55 عاماً، خطف انتباه الجماهير لسبب آخر غريب، وهو اختفاء الابتسامة من على محياه خلال المباريات، وارتسام علامات الغضب والتركيز الشديد على وجهه، حتى باتت شهرته المدرب الذي لا يبتسم. ما عزز ذلك الانطباع هو الطريقة التي تعامل بها المدرب مع نجم منتخب الأردن وهداف النشامى في بطولات كأس آسيا على مر التاريخ، حمزة الدردور.
في مباراة دور الـ16 أمام المنتخب العراقي احتفل الدردور بأحد أهداف النشامى بطريقة غير لائقة أمام دكة بدلاء المنتخب العراقي، فما كان من المدرب المغربي إلا شده وجذبه لإجلاسه على دكة البدلاء بطريقة بدت عصبية. ولم يكتفِ عموتة بذلك، بل أصر على إبعاد الدردور عن معسكر المنتخب الأردني وهو ما تحقق بالفعل بعد قرار الاتحاد الأردني استبعاده من معسكر "النشامى".
لكن، هل عدم الابتسام هو طبع في شخصيته أم أنه أمر مقصود؟
لماذا لا يبتسم الحسين عموتة؟
يؤمن المدرب المغربي بضرورة الجدية في العمل من أجل الارتقاء بالمستوى، لهذا لا يحبذ الضحك أثناء عمله. ويرى عموتة أنه إذا لم يقم بالضغط على نفسه ولاعبيه فإنه سيكون من المستحيل بمكان الارتقاء إلى مستويات عالية. ولكونه على رأس الإدارة الفنية، يطبق عموتة هذا المبدأ على نفسه قبل الآخرين، ليصبح بذلك قدوة للاعبين ولباقي أعضاء الجهاز الفني المعاون له.
ويرفض المدرب القدير وصفه بالمدرب "العصبي" أو "شديد الصرامة" الذي ينفر منه اللاعبون، بل يرى في انضباطه وتركيزه دليلاً على إخلاص في العمل وأن اللاعبين أصحاب الطموح العالي هم من يحبذون العمل معه؛ لأنهم سيستفيدون من خبراته وقدراته التدريبية. ويرى أن التدريب هو عملية تعليمية تتطلب الانضباط والتركيز والجدية، وليس مجرد لعب ولهو ومرح. ويضع المدرب نفسه في صفوف المتعلمين، فيدخل كل حصة تدريبية يقدمها للاعبين، بروح وشغف الطالب المتشوق للعلم. ويشدد عموتة على أن أي لاعب لا يريد أن يتطور أو أن يتعلم فلا مكان له في فريقه.
هناك سبب آخر يدفع الرجل للابتعاد عن الابتسام والضحك أثناء المباريات، ففي حديث له مع الإعلامي المغربي خالد ياسين، قال إنه لا يحبذ الضحك والابتسام وسط المباريات، وذلك للإبقاء على التركيز مهما كانت النتيجة.
وشرح بطل دوري أبطال أفريقيا رفقة الوداد البيضاوي السبب وراء ذلك بأن "الكرة غدارة و المباراة لا تنتهي إلا بصافرة الحكم وكم من أهداف سجلت في آخر الثواني وبالتالي أنا لا أبتسم وسط المباريات خوفاً من مثل هذه السيناريوهات".