أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم أمس، الثلاثاء، تولي الهداف التاريخي لمنتخب مصر، حسام حسن، مهام تدريب المنتخب المصري الوطني، خلفاً للمدرب البرتغالي روي فيتوريا. وفي خطوة موازية، تم تعيين إبراهيم حسن، شقيق حسام التوأم، في منصب مدير المنتخب.
جاء تعيين حسام حسن بعد فترة قصيرة من توليه مسؤولية تدريب نادي مودرن فيوتشر في 26 يناير/كانون الثاني، خلفاً للبرتغالي ريكاردو فورموسينيو. ويحظى حسام حسن (57 عاماً) بخبرة تدريبية كبيرة في الدوري المصري، حيث قاد أندية بارزة، مثل الزمالك والمصري البورسعيدي والاتحاد السكندري والإسماعيلي، لكن لم يسبق له الفوز بأي بطولة.
كما له تجربة دولية سابقة، عندما تولى تدريب منتخب الأردن بين يونيو/حزيران 2013 ويوليو/تموز 2014. يُذكر أن آخر مدرب مصري تولى مهمة الإشراف على المنتخب المصري كان إيهاب جلال، قبل أن تتم إقالته في يونيو/حزيران 2022.
تأتي هذه التغييرات في قيادة المنتخب المصري بعد الإعلان عن مغادرة فيتوريا إثر الخروج المبكر من بطولة كأس الأمم الأفريقية، عقب الهزيمة أمام جمهورية الكونغو الديمقراطية بركلات الترجيح (8-7)، إثر التعادل 1-1 في نهاية الوقتين الأصلي والإضافي. ولم ينجح "الفراعنة"، أصحاب الرقم القياسي في الفوز ببطولة أمم أفريقيا (7 ألقاب)، في تحقيق أي فوز خلال النسخة المقامة حالياً في ساحل العاج، حيث انتهت جميع مبارياتهم بدور المجموعات بالتعادل.
تسلم حسام حسن زمام الأمور في وقت يسعى فيه المنتخب المصري لاستعادة مكانته وتحقيق الانتصارات في الاستحقاقات القادمة، معتمداً على خبرته الواسعة كلاعب ومدرب، لكن لطالما شكّل التوأم حسام وإبراهيم حسن ثنائياً لا يُنسى، حيث تركا بصمة لا تُمحى في تاريخ الكرة المصرية، سواء مع الأهلي والزمالك أو المنتخب الوطني. لكن رحلتهما لم تخلُ من الجدل والوقائع المؤسفة التي جعلتهما شخصيتين مثيرتين للجدل في الوسط الرياضي.
التوأم.. شخصيتان مثيرتان للجدل
لم تقتصر شهرة الشقيقين على المستطيل الأخضر فقط، بل تعدتها إلى ما هو أبعد من ذلك. حسام حسن، الهداف التاريخي للمنتخب المصري وأحد أبرز المهاجمين في تاريخ الكرة المصرية، كان دائماً ما يثير الجدل بتصرفاته سواء داخل الملعب أو خارجه. أما إبراهيم حسن، فكان معروفاً بشخصيته الصدامة وتصريحاته النارية التي كانت كفيلة بإشعال أي حوار رياضي. وأشهر ما ميّز التوأم هو التصاقهما، داخل الملعب وخارجه طوال مسيرتيهما مع الأندية.
حوادث ومواقف لا تُنسى
من بين المواقف الجدلية التي رافقت مسيرة الشقيقين، تلك المشاجرات العنيفة مع اللاعبين والحكام، والتي أدت في بعض الأحيان إلى إيقافهما. كما تميزت مسيرتهما بالعديد من اللحظات الصادمة، مثل رحيل التوأم عن القلعة الحمراء وانضمامهما إلى الغريم التقليدي الزمالك. أو الشجار الشهير الذي أشعله إبراهيم حسن مع أحد الحكام في مباراة بين المصري البورسعيدي وشبيبة بجاية الجزائري، أو حادثة الاشتباك مع أفراد من الجيش اللبناني، وخطف إبراهيم حسن سلاح أحد المجندين المسؤولين عن تأمين المباراة بين المنتخب المصري وفريق مكوّن من لاعبي النجمة والأنصار اللبنانيين. تلك الوقائع وغيرها أسالت الكثير من الحبر حول احترام التوأم لقواعد اللعب النظيف أو تحليهما بالروح الرياضية.
رغم كل الجدل والمواقف الصادمة التي سيأتي ذكرها في هذا التقرير، ينبغي الاعتراف بالإرث الكروي الذي تركاه خلفهما. فقد كانا مصدر إلهام لأجيال عديدة من اللاعبين، وساهما في رفع اسم مصر عالياً في المحافل الدولية. وتبقى قصتهما خير دليل على أن الشغف والموهبة يمكن أن يخلقا أساطير، حتى وإن كانت محاطة بالجدل.
ضرب قائد الإسماعيلي بـ"البوكس"
اندلعت أزمة كبيرة عقب انتهاء مباراة الاتحاد السكندري، الذي كان يدربه حسام حسن، والنادي الإسماعيلي، ضمن منافسات الجولة الـ13 لمسابقة الدوري المصري الممتاز الموسم الماضي، وانتهت بفوز الدراويش (2-1). الأزمة بدأت عندما اندلعت مشادة بين قائد "الدراويش" باهر المحمدي وجماهير الفريق السكندري، بعد توجيه الجماهير الشتائم للاعب، ليرد عليهم باهر المحمدي قائلاً: "بتشتموني ليه؟".
وبعد ذلك انتقلت الأزمة بين حسام حسن وباهر المحمدي، ووصل الأمر إلى اعتداء حسام حسن على لاعب الدراويش. حسام حسن ركض خلف قائد الإسماعيلي داخل النفق المؤدي إلى غرف خلع الملابس، وضربه بقبضة يده (البوكس)، قبل أن يتدخل توأمه إبراهيم حسن، ويحرر باهر من قبضة حسام.
الاعتداء على حكم في بطولة أمم أفريقيا
في بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1988 بالمغرب، اعتدى حسام حسن على حكم المباراة، وركض خلف حامل الراية؛ محاولاً الوصول إليه والاعتداء عليه، وتم إيقافه من قبل الاتحاد الأفريقي لمدة عام بسبب تلك الواقعة.
اعتداء حسام حسن على ناصر التليس
شهد شهر فبراير/شباط من عام 1994 حادثة مؤسفة بين حسام حسن، لاعب النادي الأهلي وناصر التليس، لاعب المصري البورسعيدي. اندلعت مشاجرة عنيفة بين اللاعبين داخل الملعب، حيث قام حسام حسن بتوجيه لكمة قوية لوجه التليس، وتطور الأمر إلى تبادل السباب بين الطرفين أمام أعين الجماهير واللاعبين، ما استدعى تدخل الشرطة لفض الاشتباك.
تصاعدت حدة الوضع عندما قرر الحكم محمد فتحي طرد كلا اللاعبين من الملعب، وفي لحظة غضب شديد، قام حسام حسن بخلع قميصه وإلقائه على أرض الملعب قبل مغادرته.
على أثر هذه الواقعة، اتخذ الراحل صالح سليم، رئيس النادي آنذاك، قراراً بإيقاف حسام حسن لمدة موسم كامل. ومع ذلك، لم يستسلم حسن لهذا القرار وتقدم بالتماس لدى "المايسترو" صالح سليم، الذي قام بتخفيف العقوبة إلى النصف، لتصبح 6 أشهر فقط.
حسام يتسبب في أزمة سياسية بين مصر ولبنان
لم تخلُ مسيرة التوأم حسام وإبراهيم حسن، نجمي كرة القدم المصرية، في أي لحظة منها، من الأحداث المثيرة للجدل، ومن بين هذه الأحداث ما حدث في لبنان عام 1995، حينما وجد الثنائي نفسهما في قلب أزمة غير مسبوقة. كان المنتخب المصري في بيروت لخوض مباراة ودية مع فريق لبنان مكون من فريقي النجمة والأنصار اللبنانيين، وهناك، شهدت المباراة تصرفاً غير متوقع من التوأم.
في تطور مفاجئ للأحداث، تورط الشقيقان في اعتداء على أفراد من الجيش اللبناني، الذي كان مكلفاً بتأمين الحدث. وصلت الأمور إلى ذروتها عندما قام إبراهيم بخطف سلاح آلي من أحد الجنود، مما خلق وضعاً متوتراً كان من الممكن أن يؤدي إلى كارثة.
لحسن الحظ، تدخل اللواء حرب الدهشوري، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم آنذاك، بسرعة وحنكة لتهدئة الوضع وإنهاء الأزمة قبل تفاقمها. ومع ذلك، لم يتوانَ الإعلام اللبناني عن وصف ما قام به التوأم بأنه عمل "إرهابي"، ما ألقى بظلاله على سمعتهما.
حسام حسن والاعتداء على طالب
في حادثة أثارت جدلاً واسعاً في عام 1995، وقعت مشادة بين حسام حسن، وأحد الطلاب بسبب خلاف نشب بينهما حول أحقية المرور في أحد شوارع القاهرة، وبالتحديد في حي مدينة نصر. تطور الخلاف إلى مشاجرة قام خلالها حسام بضرب الطالب، ما استدعى تدخل السلطات وتحرير محضر رسمي في قسم الشرطة بخصوص الواقعة.
إبراهيم حسن وتهمة الاعتداء على مواطن
في تطور آخر من الأحداث المثيرة للجدل التي تورط فيها التوأم، واجه إبراهيم حسن في مارس 1996 حكماً بالحبس، بعد أن اتهمه أحد المواطنين بالاعتداء عليه بالضرب أثناء قيادة سيارته في شارع صلاح سالم بمدينة نصر. ومع ذلك، تم إلغاء الحكم لاحقاً من قِبل محكمة مدينة نصر، بعد تقديم استشكال من قِبل إبراهيم.
التوأم يضرب ضابط شرطة
في ليلة من ليالي القاهرة عام 1996، واجه التوأم حسام وإبراهيم حسن واقعة مثيرة للجدل بتعديهما بالسب على ضابط شرطة في أحد الأكمنة الليلية بحي مصر الجديدة. تم إخلاء سبيلهما بكفالة قدرها 100 جنيه لكل منهما، في حادثة أثارت الكثير من النقاش حول سلوكيات اللاعبين خارج الملعب.
إبراهيم حسن ضد جمهور المغرب
في نفس العام، وجد إبراهيم حسن نفسه في قلب جدل آخر بعد توجيه إشارات بذيئة لجمهور المغرب خلال مباراة مصر والمغرب على ملعب مولاي عبد الله. هذا السلوك غير الرياضي كلّفه الإيقاف عن تمثيل المنتخب المصري والنادي الأهلي لمدة 6 أشهر، بالإضافة إلى غرامة مالية قدرها 10 آلاف جنيه.
حسام حسن يخلع حذاءه في مواجهة جماهير الأهلي
الحوادث المثيرة للجدل استمرت مع حسام حسن، وهذه المرة في عام 2001 بعد انضمامه لفريق الزمالك، حيث تصاعدت التوترات خلال مباراة القمة الشهيرة التي انتهت بنتيجة 6/1 لصالح الأهلي. في لحظة غضب، خلع حسام حذاءه ووجّه به إشارة لجماهير الأهلي، ما أدى إلى إيقافه 4 مباريات من قِبل الاتحاد المصري لكرة القدم.
تعدي حسام حسن على مختار مختار
اتهم مختار مختار، المدير الفني لبتروجيت، حسام حسن بشتمه والتعدي عليه بالقول الجارح، وضرب لاعب بتروجيت الغاني إيريك بيكوي.
قال مختار مختار، وقتها خلال مداخلة هاتفية في أحد البرامج الرياضية، إنه فوجئ أثناء الاستراحة بين شوطي اللقاء، الذي جمع المصرية للاتصالات ببتروجيت، باعتداء حسام حسن بالضرب على الغاني إريك بيكوي مهاجم بتروجيت.
وأضاف: "عندما ذهبت إليه وحاولت تهدئته فوجئت به يعتدي عليّ بسبّ الدين والبصق وتوجيه الشتائم لفريق بتروجيت بالكامل".
وردّ حسام حسن، بالنفي التام، قائلاً: "هذا الكلام لم يحدث، وأنت رجل كاذب.. أنا مش مربي دقني زيك، ولكنني محترم وصادق".
أزمة "التوأم" في الجزائر
خلال توليهما القيادة الفنية للمصري البورسعيدي عام 2008، تسبب إبراهيم حسن فى أزمة رياضية ضخمة، حينما اعتدى بالضرب على طاقم تحكيم مباراة المصري مع شبيبة بجاية، وتوجيه إشارات مسيئة للجماهير الجزائرية، ليتم إيقافه لمدة 5 سنوات من قِبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، قبل أن يتم رفع الإيقاف عنه بعد مرور عام ونصف من تنفيذ العقوبة.
حسام حسن يعتدي على مصور رياضي
إحدى أشهر أزمات التوأم، كانت اعتداء العميد حسام حسن بالقول والضرب على مرأى ومسمع من الشارع الكروي، على مصوّر رياضي تابع لوزارة الداخلية المصرية، وحطم كاميرته في مشهد مؤسف. حسام حسن تم إيقافه 3 مباريات وتغريمه 10 آلاف جنيه مصري بسبب تلك الواقعة. إلا أن الأمر وصل إلى النيابة العامة المصرية، فتم حبس حسام حسن 4 أيام، وتم بعدها تصالح الطرفين وتغريم حسام حسن.
مسيرة الشقيقين
تظل مسيرة الشقيقين حسام وإبراهيم حسن محفورة في ذاكرة الكرة المصرية كأيقونتين تجسدان الجدل والعنف، مثلما تجسدان الإصرار والتحدي الذي يمكن أن يصنع الفارق في عالم الرياضة.