تسبّب خروج منتخب المغرب المبكر من كأس الأمم الأفريقية 2023، لكرة القدم في صدمة وخيبة أمل كبيرة للجماهير والخبراء الذين أقرّوا بوجود أخطاء فنية أدت لمواصلة الإحباط خلال رحلة البحث عن لقب قاري جديد بعد التتويج الوحيد عام 1976.
خروج منتخب المغرب من كأس أفريقيا
وخسر المغرب 2-صفر من جنوب أفريقيا، وأهدر أشرف حكيمي، مدافع باريس سان جيرمان، ركلة جزاء ليودّع الفريق البطولة من دور الـ16 في مفاجأة كبرى.
وكان وليد الركراكي، أفضل مدرب في أفريقيا العام الماضي بعد قيادة المغرب لقبل نهائي كأس العالم قبل نحو 14 شهراً، يتطلع للفوز باللقب في ظل دعم الاتحاد المحلي للمنتخب وتوفير كل سبل الراحة بل إنه رفع سقف الطموحات، وقال إنه سيرحل عن منصبه إذا لم يصل الفريق للمربع الذهبي للبطولة المقامة حالياً في ساحل العاج.
لكن يبدو أن الركراكي لا يريد اتخاذ قرارات متسرعة عقب الخروج الصادم، فبعد تحمله المسؤولية قال إنه سيجتمع مع رئيس الاتحاد المغربي للتوصل لحل يخدم مصلحة الفريق.
وتعرض الركراكي للانتقادات لعدم تنويع خطة اللعب واستدعاء لاعبين مصابين أو غير جاهزين للتشكيلة النهائية، وهو ما أثر على جاهزية الفريق ليودّع المغرب البطولة من دور الـ16، وهي نتيجة غير متوقعة لمنتخب خاض 7 مباريات في كأس العالم في قطر، وخسر أمام فرنسا بالدور قبل النهائي.
جيل شاب في المغرب
لم يصل المغرب لنهائي كأس الأمم الأفريقية منذ الخسارة أمام تونس على أرضها في 2004.
وقال المدرب بادو الزاكي، الذي قاد المغرب لبلوغ النهائي عام 2004: "الركراكي اعتقد أن الفوز بكأس الأمم أمر سهل، لكن الواقع ليس كذلك. لا مجال للمقارنة مع كأس العالم. أعتقد أن المغرب هو من تسبب في إقصاء نفسه بسبب الطريقة التي تعامل بها في مباراة جنوب أفريقيا".
وأضاف: "علينا أن نطوي هذه الصفحة، وأن ننظر للمستقبل بإيجابية. لدينا فريق شاب وجيل جديد يستطيع تقديم الإضافة".
وينظم المغرب كأس الأمم المقبلة بعد نحو 16 شهراً، ما قد يكون فرصة لإنهاء انتظار طويل للتتويج القاري.
وأضاف الحارس الزاكي، أفضل لاعب في أفريقيا عام 1986: "كان بإمكاننا التأهل حتى في أسوأ حالاتنا لو تفادينا بعض الأخطاء. جنوب أفريقيا لم تكن أفضل خلال المباراة، إنما كيفية تعامل المغرب مع المواجهة هو ما أثر علينا، بالإضافة إلى ظروف المباراة. نحن من ساعدنا المنافس".
سوء حظ غريب
واتفق حسن مؤمن، مدرب المغرب السابق مع الزاكي، وقال إن سوء الحظ لعب دوراً أيضاً لعدم الاستمرار في البطولة.
وأضاف: "لقد أهدرنا ركلة جزاء كما حدث في مباراة بنين (في بطولة 2017)، الأمر استعصى علينا رغم امتلاك أفضل اللاعبين".
وأشار مؤمن إلى أن تراجع مستوى اللاعبين كان سبباً في الخروج المبكر بجانب تأثر الفريق بغياب حكيم زياش وسفيان بوفال للإصابة.
وقال: "لقد تأثر المنتخب لغياب زياش، وافتقد تفاهمه مع حكيمي في الجانب الأيمن".