عندما أعلنت وسائل الإعلام العالمية خبر وفاته في السابع من يناير عام 2024، انتهت رحلة أحد أساطير كرة القدم البرازيلية، الكابتن والمدرب الأسطوري ماريو زاجالو. وقد ترك زاجالو بصمة لا تُنسى في تاريخ اللعبة الجميلة.
ماريو جورج ترافاز زاجالو وُلد في عام 1931 في ريو دي جانيرو، البرازيل. بدأ مشواره في عالم كرة القدم كلاعب في صغره وتميز بمهاراته الفريدة ورؤيته الاستثنائية للعبة. شارك في أولمبياد 1952 بفريق البرازيل لكرة القدم وقادهم للفوز بالميدالية البرونزية.
لكن أبرز إنجازاته كانت في كأس العالم 1958 بالسويد؛ حيث قاد المنتخب البرازيلي للفوز باللقب، وهو يُعتبر من أبرز اللاعبين الذين شاركوا في هذا الانتصار التاريخي. بينما لمع زاجالو أيضاً في كأس العالم 1962 وفاز بها من جديد كلاعب.
ومع نهاية مسيرته اللامعة كلاعب، استمر زاجالو في عالم كرة القدم، لكن هذه المرة بصفته مدرباً. قاد منتخب البرازيل إلى لقب كأس العالم 1970 في مونديال المكسيك، وهو منتخب اشتهر بلقب "منتخب الأحلام"، فقدم أداءً رائعاً تحت قيادته وتوج بالبطولة.
قال زاجالو في إحدى المناسبات: "كرة القدم هي الحب، هي الجمال، هي الحياة". وكانت هذه الكلمات تجسد علاقته العميقة باللعبة التي أحبها وكانت شغفه طوال حياته.
ومع ذلك، كانت اللحظات الحزينة حاضرة في مسيرته، فها هي الليلة التي خسر فيها زاجالو نهائي كأس العالم 1998 مع المنتخب البرازيلي عالقة في ذاكرته. فقد واجهت البرازيل فرنسا في نهائي البطولة التي أقيمت بفرنسا، وخسرت بنتيجة (3-0)، وهو الأمر الذي ألمّ به كثيراً وعبَّر فيما بعد عن حزنه قائلاً: "كانت هزيمة مؤلمة للغاية، لقد فشلنا وكانت ليلة حزينة".
زاجالو كانت له قائمة طويلة من الإنجازات كمدرب، حيث درب العديد من الأندية الكبيرة وحقق العديد من الألقاب. ومن أبرز إنجازاته كمدرب، فاز بكأس العالم مرة أخرى كمساعد للمدرب كارلوس ألبرتو بيريرا في 1994 في إنجاز فريد.
فبعض اللاعبين الرائعين حققوا لقب كأس العالم خلال مسيرتهم في الملاعب، قبل أن يعودوا لتحقيق ذلك كمدربين أمثال ديدييه ديشامب، وماريو زاجالو، وفرانز بيكنباور، لكن مدرباً واحداً فقط حقق لقب المونديال، دون أن يكون لاعب كرة قدم في الأساس، بل ظهر كمدرب في 6 نسخ من كأس العالم، وهو أكثر من فعل ذلك.
رثاء ماريو زاجالو
ماريو زاجالو لم يكن فقط لاعباً ومدرباً، بل كان رمزاً للشغف والتفاني في عالم كرة القدم. ترك بصمته الكبيرة في تاريخ هذه اللعبة وسيظل ذكراه حاضراً دائماً في قلوب عشاق كرة القدم.
لا شكَّ أن الرحيل الآن لن يقلل من قيمته ومكانته في تاريخ الرياضة العالمية. ويظل إرثه الكبير محفوراً في ذاكرة كل عاشق لكرة القدم ومحترف في هذا المجال.
ماريو زاجالو كان رمزاً للإبداع والاستمرارية، وقصته ستظل ملهمة لأجيال قادمة من الرياضيين والمدربين. ولقد أشاد به رجالات كرة القدم بالراحل، فقال عنه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" جياني إنفانتينو إن تأثير زاجالو على كرة القدم كان "الأسمى"، كما أثنى عليه الفائزون بكأس العالم رونالدينيو وروماريو وكافو وانبرى اللاعبون الذين تدربوا تحت إمرته لنعيه.